اكتسب الدوري الإنجليزي الممتاز سمعته بكونه المسابقة التي يمكن فيها لأي فريق أن يهزم أي فريق آخر، دون وجود هيمنة مطلقة لفريق على المسابقة، لدرجة أن مانشستر سيتي كان أول فريق منذ 10 سنوات يحافظ على اللقب الموسم الماضي.
لكن يبدو أن هذه السمعة باتت ملتصقة ببطولة الدوري الإسباني أكثر الموسم الحالي، فيما يواجه البريميرليج خطر أن يصبح مثل دوريات أخرى يكون معروفًا فيها منذ البداية هوية الفريق الفائز باللقب، وبالتالي سيؤثر على الآلة الترويجية للمسابقة الإنجليزية.
يعتلي ليفربول الصدارة بفارق 8 نقاط عن ليستر "الثاني" وتشيلسي "الثالث" وبفارق 9 نقاط عن مانشستر سيتي "الرابع".
هناك طرح يؤكد أن المنافسة لا تزال مفتوحة بين الرباعي مع اختلاف الحظوظ والفرص بالطبع، وبين أن الموسم الحالي قد يكون موسم هيمنة مطلقة للريدز.
بالنسبة للطرح الأول، فهناك 78 نقطة متاحة وفارق 9 نقاط في إنجلترا عُرف دائمًا بأنه لا شيء قبل هذه المرحلة المضغوطة من المباريات، كما أن القول إن المنافسة انتهت يتجاهل حقيقة أن ليفربول خسر فارق 7 نقاط الموسم الماضي في مرحلة أكثر تقدمًا مما نحن فيها الآن.
لكن الجزء الآخر من هذه المعادلة يخص ليستر وتشيلسي ومانشستر سيتي، فهل سيخسر ليفربول 9 نقاط بمفرده دون أن يخسر الآخرين أي شيء خلال هذه الفترة؟! يبدو ذلك غير محتمل.
الشيء الوحيد الذي يؤرق كلوب هو شبح الإصابات لأنه يعتمد على مجموعة معينة، لكن التاريخ يقف في صفه في هذا الأمر، إذ لم يتعرض ليفربول لأي إصابة كبيرة لأحد نجومه خلال الأشهر ال18 الماضية.
لنتطرق لليستر سيتي أولاً، هل هو مؤهل للفوز بالبطولة؟ منذ أن تولى رودجرز تدريبه في في عام 2018، نجح في تحسين ليستر من كونه فريق منتصف الترتيب إلى فريق منافس، والشيء الذي يصب في صالحه أنه سيكون أكثر انتعاشًا بدنيًا كونه لا يشارك في مسابقات أوروبية مثل تشيلسي والسيتي، وهذا يشبه موسم 2016 حين توج باللقب التاريخي، وبالمناسبة فهو يمتلك حاليًا نفس رصيد النقاط الذي حققه في نفس المرحلة في هذا الموسم التاريخي.
Getty Imagesتحت إشراف رودجرز يمتلك ليستر الزاد البشري للتنافس، يحتل جيمي فاردي البالغ من العمر 32 عامًا حاليًا في صدارة قائمة الهدافين، يمتلك شراكة دفاعية مميزة بين كاجلار سويونكو مع جوني إيفانز المتمرس، وشراكة مميزة بين جيمس ماديسون ويوري تيليمانس في وسط الميدان، والظهير الدولي الإنجليزي المميز بن تشيلويل.
ماذا عن تشيلسي؟ فريق شجاع وشاب ويتمتع بطاقة كبيرة.. لكن يفقتر للخبرة على مستوى اللاعبين وعلى مستوى المدرب فرانك لامبارد، لذلك هو يعرف جيدًا أن أمنيته الموسم الحالي تكمن في الحفاظ على موقعه في المربع الذهبي.
لذا فالسيتي منطقيًا هو الفريق الوحيد المؤهل للمنافسة مع ليفربول حتى مايو، رغم أنه في المركز الرابع حاليًا، لأنه لديه مباراة مع ليفربول في الاتحاد، كما أنه الموسم السابق عرف كيف يعود من بعيد ويُحقق البطولة بعد أن كان ليفربول في الطليعة في يناير، وليس في نوفمبر كما نحن حاليًا.
فترة ديسمبر/ يناير ستكون حاسمة في الصراع، ونجاح السيتي في استعاد إيميريك لابورت وضم مدافع جديد في يناير ستنعش حظوظه، علمًا أنه يمتلك العمق المميز في تشكيلته عكس ليفربول.