يعيش الزمالك أزمة هجومية حادة هذا الموسم خاصة على صعيد دوري أبطال أفريقيا، إذ لم يُحرز الفريق في مبارياته الثلاثة في دور المجموعات سوى هدف واحد مما جعل رصيده من الانتصارات 0، السؤال الأهم لدى الجماهير .. هل تلك الأزمة ناتجة عن منظومة لعب الفريق الهجومية وصناعة الفرص؟ أم أنها مجرد سوء اللمسة الأخيرة؟ نُحاول هنا الإجابة.
وأحرز الزمالك 23 هدفًا خلال 14 مباراة في الدوري المصري، كان نصيب مباراتين منهم 7 أهداف فيما سجل 16 هدفًا في الـ12 الأخرى وهي حصيلة ضعيفة للغاية في ظل رغبة الفريق المنافسة حتى النهاية على لقب الدوري.
اقرأ أيضًا | أحمد سمير .. الجوكر الذي يتفوق على أجنحة الأهلي
ما الذي اختلف عن الموسم الماضي؟
الزمالك لم يختلف عن الموسم الماضي سوى برحيل مهاجمه مصطفى محمد، لكن عناصر منظومته الهجومية المهمة بالكامل بقيت كما هي بل وتم دعمهم بالمغربي حميد أحداد.
العناصر الأهم في هجوم الزمالك هم فرجاني ساسي صاحب التمريرات البينية الطولية الممتازة والرؤية الرائعة للملعب والقدرة على صناعة الهجمة بتمريرة واحدة، والجناحين أشرف بنشرقي وأحمد سيد زيزو ولديهم القدرة على الانطلاق بالكرة والمراوغة والتسديد ويمتلكان لمسة جيدة داخل منطقة الجزاء، بجانب صانع الألعاب يوسف إبراهيم أوباما القادر على ربط الخطوط والتحرك في المساحات وأنصاف المساحات والاختراق من الخلف للأمام لاستغلال التمريرات العرضية من الطرفين.
لاعب واحد رحل عن الفريق، لكن رحيله كان مؤثرًا للغاية لأنه الهداف القادر على استغلال أنصاف الفرص ومنح الزمالك فرصة التفوق على خصمه حتى لو كان أداؤه أسوأ، مثلما حدث أمام الأهلي في مباراة إياب الدوري الموسم الماضي، وما زاد الطين بلة أن النادي لم يستطع تعويض مصطفى محمد بالشكل المناسب واكتفى بالمهاجمين مروان حمدي وسيف الدين الجزيري والأخير ممنوع من اللعب قاريًا للعبه مع فريقه السابق في كأس الكونفدرالية.
صناعة الفرصة .. لا مشاكل والثلاثي يتفوق
المتابع لمباريات الزمالك يُدرك تمامًا أن الفريق ورغم تراجع مستوى بعض عناصره الهجومية خاصة زيزو وبنشرقي إلا أنه لا يجد أي مشكلة في صناعة الفرص والوصول لمنطقة جزاء المنافس.
الزمالك هو أكثر من صنع فرصًا في الدوري المصري هذا الموسم برصيد 159 فرصة وبمعدل 11.36 فرصة في اللقاء الواحد، وهذا المعدل هو الأفضل في مصر كذلك.
الفريق الأبيض صنع 20 فرصة مؤكدة للتسجيل هذا الموسم، ولا يتفوق عليه سوى الأهلي صاحب الـ22 فرصة مؤكدة، وقد حاول لاعبوه التسديد 195 مرة ولا يوجد نادٍ حاول التسديد أكثر منه سوى طلائع الجيش (200 تسديدة خلال 15 مباراة).
الزمالك هو الأكثر تسديدًا بين القائمين والعارضة برصيد 73 تسديدة، وقد سدد 81 كرة خارج المرمى.
Zamalek Facebookالملاحظة المثيرة أن الزمالك هو الفريق الوحيد الذي يمتلك 3 لاعبين في قائمة الـ10 لاعبين الأكثر صناعة للفرص في الدوري هذا الموسم، هم زيزو وأوباما وبنشرقي، وصنعوا بالترتيب 25 و24 و22 فرصة، علمًا أن عمرو الحلواني يتصدر بصناعة 30 فرصة.
الأمر لا يختلف كثيرًا في دوري أبطال أفريقيا، إذ صنع الزمالك 37 فرصة خلال مبارياته الثلاثة في دور المجموعات، ولا يتفوق عليه سوى مواطنه الأهلي صاحب الـ54 فرصة.
الزمالك سدد 41 تسديدة على المنافسين قطع المدافعون 9 منهم وذهبت 14 بين القائمين والعارضة و18 خارجهم.
وقد صنع كل من الرباعي أوباما وزيزو وبنشرقي وعبد الله جمعة 5 فرص في دوري الأبطال هذا الموسم، وهو ما يؤكد التنوع في صناعة الفرصة.
اللمسة الأخيرة .. فشل تام وأوباما استثناء
فشل كبير يُعاني منه الزمالك على صعيد استغلال الفرص واللمسة الأخيرة أمام المرمى، إذ أتيحت للفريق 30 فرصة مؤكدة للتسجيل في الدوري المصري لم يُسجل منهم سوى 10 بنسبة نجاح لم تتجاوز الـ33% وهو المعدل الأسوأ في الدوري بعد أسوان الذي سجل 4 أهداف وأهدر 11 فرصة بنسبة نجاح 27%.
ويمتلك جناحه المغربي بنشرقي الرقم الأسوأ بين لاعبيه بإحرازه 3 أهداف فقط من 9 فرص محققة، فيما استطاع أوباما إحراز 4 أهداف من فرصه الخمسة المحققة.
Zamalek Facebookالملاحظة الغريبة أن الزمالك في دوري الأبطال لم تُتح له سوى فرصتين مؤكدتين للتسجيل وأهدرهما.
رحيل مصطفى محمد يلعب الدور الأكبر بالتأكيد في تلك الأزمة لكن مع عدم تجاهل تراجع أداء بنشرقي وزيزو أمام المرمى، وحاجة الثنائي الجديد للوقت والفرص للانسجام مع زملائهما ... ربما شيء من التوفيق ومزيدًا من الوقت يكون كفيلًا بحل تلك المشكلة.
باتشيكو × كارتيرون ... من الأقوى هجوميًا؟
إدارة نادي الزمالك وجدت أن المشكلة الهجومية للفريق مسؤول عنها المدرب جايمي باتشيكو، ولذا قررت إقالته بدفع قيمة الشرط الجزائي وإعادة باتريس كارتيرون لقيادة الفريق.
المدرب الفرنسي نجح في قيادة الزمالك للفوز بكأس السوبر المصري والقاري وقاده لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، فيما نظيره البرتغالي خسر نهائي دوري الأبطال أمام الأهلي وغادر الفريق وهو على صدارة الدوري المصري.
الرؤية الفنية تقول أن الزمالك مع باتشيكو أفضل هجوميًا مما كان عليه مع كارتيرون صاحب الأسلوب المعتمد على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة، والذي كان الفريق يُعاني معه ضد الصغار ويجد الطريق لحصد النتائج الإيجابية أمام الكبار.
الأرقام تدعم هذه الرؤية تمامًا، كما نرى في الجدول أدناه ..
وجه المقارنة |
زمالك كارتيرون |
زمالك باتشيكو |
| المباريات | 21 | 18 |
| الأهداف | 31 | 29 |
| الفرص المصنوعة | 104 | 193 |
| التسديدات | 144 | 243 |
| التسديدات على المرمى | 62 | 92 |
| الفرص المؤكدة المتاحة | 22 | 41 |
| الفرص المؤكدة الضائعة | 9 | 29 |
| نسبة تحويل الفرص المؤكدة لأهداف | %59 | %36.5 |
كارتيرون عاد الآن وهدفه الأول حل الأزمة الهجومية للزمالك، لكن هل سيستطيع ذلك دون وجود مصطفى محمد؟ ذلك هو التحدي الصعب أمامه وخياراته ليست بالكثيرة، إما محاولة تطوير مروان حمدي والجزيري أو الاعتماد على الشاب أسامة فيصل أو إيجاد حلول أخرى تكتيكية


