لماذا تُتيح الاتحادات المحلية للأندية التعاقد مع اللاعبين الأجانب؟ الإجابة بسيطة .. لرفع جودة الفريق مما ينعكس إيجابيًا على البطولة ويزيد من المتعة والإثارة والتنافسية، وليكتسب اللاعبون المحليون فرصة الاحتكاك بلاعبين أفضل مما يرفع من مستواهم.
ما هي شروط التعاقد مع لاعب أجنبي؟ الشرط الأهم هو ألا يتوفر لاعب محلي بجودة مقاربة في مركزه، وإلا لم إهدار الأموال والمكان الأجنبي! وأن يكون بالطبع مناسبًا من الناحية المالية لوضع الفريق الاقتصادي.
اقرأ أيضًا | واندا، عبد الرحيم وأقارب أثاروا الجدل حول نجوم كرة القدم
إن نظرنا للنادي الأهلي المصري نجد أنه عانى طويلًا مع اللاعبين الأجانب، إذ ضم العديد منهم ولم يُوفق في الاختيار، حتى أننا كنا نرى الفريق لديه 5 أجانب في قائمته المحلية منهم 3 يجلسون على مقاعد البدلاء أو خارج القائمة تمامًا.
اختلف الحال هذا الموسم تمامًا في النادي القاهري، إذ أصبح أخيرًا يمتلك 5 أجانب مثاليين، والدليل أن جميعهم موجود في الملعب، وذلك ببساطة أن لا أحد من المحليين أفضل من أحدهم في مركزه، وهذا هو الوضع المثالي والمطلوب.
الأهلي يمتلك حاليًا المدافع بدر بانون والظهير الأيسر علي معلول ولاعب الوسط أليو ديانج والجناحين بيرسي تاو ولويس ميكيسوني، والخماسي من أفضل اللاعبين الناشطين داخل القارة السمراء.
وإن نظرنا للاعبين المصريين، لا نجد أي لاعب خارج الأهلي أو داخله يستحق أن يلعب بدلًا من بانون أو معلول، ولا يُوجد أي لاعب وسط يقترب في جودته من ديانج، وقد حل الفريق أخيرًا مشكلته الكبيرة في المواسم الأخيرة وهي ضعف الأجنحة بالتعاقد مع تاو وميكيسوني .. ثنائي أفضل في كل شيء من أجنحة الفريق المحلية جميعًا.
مشكلة الأجنحة تحديدًا وكيف أن الأهلي كان يمتلك عددًا كبيرًا منهم لكن بجودة متقاربة وأقل من المطلوبة تحدثت عنها في مقال سابق تستطيعون مطالعته من هنا.
الجميل أن بطل أفريقيا يمتلك كذلك أفضل اللاعبين المصريين في أماكنهم، خاصة إن تحدثنا عن حارس المرمى محمد الشناوي والمدافع أيمن أشرف والظهير الأيمن أكرم توفيق ولاعبي الوسط عمرو السولية وحمدي فتحي وصانع اللعب محمد مجدي أفشة والمهاجم محمد شريف .. جميع هؤلاء إما الأفضل في مراكزهم أو ضمن أفضل 3.
هذه الخلطة المثالية للأجانب والمحليين في الأهلي تدعمه بقوة ليُحقق الإنجازات هذا الموسم، وخاصة الحفاظ على اللقب القاري واستعادة لقب الدوري المصري من الزمالك، والذي مُنع من دعم صفوفه بقرار من فيفا.
الخلاصة أن الأهلي أصبح أخيرًا يمتلك الخماسي المثالي من اللاعبين الأجانب، خماسي يلعب باستمرار في التشكيل الأساسي ويُقدم الإضافة المطلوبة ويصنع الفارق في المباريات الكبيرة، والأهم أن لا أحد محلي أفضل من أحدهم في مركزه .. تلك المعايير المثالية لأي لاعب أجنبي في أي نادٍ.
تلك المعايير غابت تمامًا عند تعاقدات الأندية السعودية مع لاعبيها الأجانب في المواسم الأخيرة وتحديدًا الصيف الماضي، إذ نرى أندية كدست الأجانب في الهجوم ووضع بعضهم على دكة البدلاء وتركت الدفاع دون أي دعم مثل النصر، وأندية أخرى جلبت لاعبين أقل جودة من المطلوب مثل الأهلي، وهناك الهلال الذي تخلي عن الناجح سيباستيان جيوفينكو ودفع الملايين لضم ماتيوس بيريرا والذي لم يُقدم بعد الأداء المطلوب.
تعاقدات أندية الدوري السعودي مع الأجانب، والتي تُكلف الملايين سنويًا، بحاجة لإدارتها بشكل جديد ووضع خطة مدروسة خاصة بالفريق وليس بالمنافسين، إذ أن خطف النجوم وإفساد صفقات الآخرين لاستعراض العضلات لا يفيد أبدًا والثمن لا يدفعه سوى الفريق نفسه .. وما النصر إلا خير مثال على ذلك.