Ahly Juventus GFXGoal AR

أجنحة الأهلي ويوفنتوس .. ما بين الكم والكيف

يُفضل أحدهم شراء سيارة ذات جودة عالية جدًا بكل ما يمتلكه من مال، وأحدهم يُفضل شراء سيارتين من جودة متوسطة بنفس الكمية من المال، وثالث يرى أن امتلاك ثلاث سيارات بجودة عادية هو الأقل .. هذا ما يُطلق عليه نظرية الكم والكيف.

تلك النظرية مطبقة جدًا في كرة القدم، حين تبدأ بناء فريق ما .. أنت تختار بين توجيه الميزانية نحو عدد قليل من اللاعبين أصحاب الجودة العالية أو ضم عدد أكبر بجودة أقل وفق نفس الميزانية، أي أن أحدهم يختار الكم وآخر يُفضل الكيف.

اقرأ أيضًا | سيد عبد الحفيظ: إصابة جديدة لكريم نيدفيد، وهذا موعد عودة معلول وسليمان

يمتلك الأهلي المصري 8 لاعبين يُجيدون اللعب خلف المهاجم ضمن طريقة لعب 4-2-3-1، وقد ينضم لهم محمد شريف الذي يُجيد اللعب هنا ويُوظف حاليًا في مركز المهاجم.

هؤلاء الثمانية يتضمنون صانعي لعب هما محمد مجدي أفشة وناصر ماهر، بجانب 6 أجنحة هم محمود عبد المنعم كهربا وطاهر محمد طاهر وحسين الشحات ووليد سليمان وصلاح محسن وجونيور أجايي الذي يمتلك القدرة على اللعب خلف المهاجم كذلك وإن كان بأسلوب مختلف عن زميليه في هذه الخانة.

Mahmoud Kahraba Mohamed Magdy Afsha Al Ahly Ghazl El Mahalla Egyptian Premier League 18.12.2020Al Ahly SC Official site

دعونا الآن ننتقل للغرب، ولإيطاليا تحديدًا .. هناك في تورينو يعيش يوفنتوس نفس الظروف، إذ يمتلك الفريق 7 لاعبين قادرين على اللعب في المنظومة الهجومية خلف المهاجم، سواء ضمن طريقة لعب 4-2-3-1 أو 4-2-2 أو حتى 4-3-3.

يوفنتوس يمتلك فيديريكو كييزا وفيديريكو بيرنارديسكي وديان كولوشيفسكي ووستون مكيني وباولو ديبالا وآرون رامسي بجانب النجم كريستيانو رونالدو الذي يستطيع اللعب أيضًا في مركز المهاجم.

العدد هنا مناسب جدًا، لأننا نجد لاعبين على الأقل في كل مركز بجانب وجود لاعبين أو ثلاثة يُجيدون تغطية كافة المراكز مما يُتيح للمدربين بيتسو موسيماني وأندريا بيرلو مرونة كبيرة في استخدامهم.

المشكلة تقع في الكيف !! إن قمنا بعمل استفتاء عن الثلاثة الأفضل للعب في التشكيل الأساسي خلف المهاجم سنجد أرقامًا متقاربة بين اللاعبين جميعًا، ولن يستطيع أي منهم إلا باستثناء أفشة هنا ورونالدو هناك الحصول على نسبة كبيرة من الأصوات، وهذا لأن جميعهم ينتمون لنفس المستوى من الجودة تقريبًا، مع تفاوت بسيط جدًا لعبت الخبرة والتواجد في الملعب كثيرًا الدور الأهم به.

هذا التقارب في المستوى يدل عليه عدم استقرار المدرب الجنوب أفريقي على 3 لاعبين بعينهم للعب في التشكيل الأساسي، بل لا أحد في الأهلي يستطيع أن يُخمن الثلاثي الذي سيبدأ مباراة الإسماعيلي أو فيتا كلوب.

Chiesa Cristiano Ronaldo Juventus celebrating Atalanta Serie AGetty

والأمر ذاته يحدث في إيطاليا، إذ يظهر يوفنتوس كل مباراة بخطة لعب وعناصر هجومية مختلفة، ولا أحد الآن يُمكنه تخمين عناصر الفريق الأساسية أمام بورتو في دوري الأبطال.

التقارب في المستوى بين اللاعبين جيد ومفيد للغاية خاصة في خدمة أسلوب المداورة بين اللاعبين والحفاظ على التنافسية بينهم، لكن المشكلة الكبرى تكمن في أن جميعهم ينتمي لمستوى واحد من الجودة هو ليس الأعلى أو الأفضل، بل يتراوح بين الجيد إلى الجيد جدًا فقط ... يتدنى أحيانًا للمتوسط ويعلو أحيانًا أخرى للممتاز، لكن يغيب عنه الثبات في أي من المستويين، بل جميعهم يقع في منطقة الجيد إلى الجيد جدًا.

الأرقام تؤكد هذا الأمر، إذ تقول أن الأهلي لعب 10 مباربات في الدوري المصري هذا الموسم، لعب أفشة والشحات 7 منهم أساسيًا، فيما لعب كهربا 6، وبدأ طاهر 4 مباريات ووليد سليمان قبل إصابته في يناير الماضي مباراتين، وكان نصيب صلاح محسن وأجايي مباراة لكل منهما ولم يلعب ناصر ماهر أساسيًا أبدًا علمًا أن الإصابات لعبت دورًا في ذلك.

ويتصدر كهربا قائمة الهدافين من تلك المجموعة بـ4 أهداف ثم وليد سليمان بـ3 ثم هدفين لأجايي والشحات وهدف لأفشة ولم يُسجل البقية.

وصنع أفشة 5 أهداف في الصدارة، ثم الشحات هدفين وأخيرًا صلاح محسن هدف، ولم يصنع البقية أي أهداف.

في إيطاليا نجد رونالدو لعب 20 مباراة أساسيًا من الـ22 التي لعبها يوفنتوس في الدوري الإيطالي، ولعب كييزا 18 ثم مكيني 14، وبدأ كلًا من رامسي وكولوشيفسكي 12 مباراة، وكان نصيب ديبالا 8 مباريات فيما لم يبدا بيرنارديسكي سوى 6 مباريات، وقد حرمت الإصابات النجم الأرجنتيني من اللعب طويلًا.

على صعيد الأهداف، يتصدر رونالدو بـ20 هدفًا، ثم كييزا بـ6 أهداف، مكيني 4، ثم ديبالا ورامسي بهدفين لكل منهما ولم يُسجل بيرنارديسكي أبدًا في السيري آ هذا الموسم.

وعلى صعيد التمريرات الحاسمة، يتصدر كييزا بـ5 ثم رامسي بـ4 ثم رونالدو بـ3 وأخيرًا الثلاثي ديبالا وبيرنارديسكي ومكيني بتمريرتين حاسمتين لكل منهم.

الإحصائيات الكاملة للاعبين والظاهرة في الشكلين أعلاه تؤكد أن الإنتاج الهجومي للاعبين جميعًا في الأهلي ويوفنتوس وبعيدًا عن أفشة ورونالدو وكييزا منخفض جدًا ولا يليق بحجم الناديين، وتُظهر أن هناك مشكلة يجب أن تجد الإدارة لها الحلول المناسبة في الصيف القادم.

إذ لابد من امتلاك عناصر أساسية ذات جودة عالية جدًا تقود الفريق هجوميًا بنجاح، ومن ثم يكون هناك مجموعة البدلاء الجيدة جدًا القادرة على تعويض الأساسيين وخلق منافسة إيجابية في الفريق، وقد رأينا انعكاس ذلك الأمر في الدفاع والوسط مثلًا، وإن كان الفريق الإيطالي يُعاني نسبيًا من نفس المشكلة في الدفاع.

التفاوت في المستوى بين الأساسيين والبدلاء ضار بالفريق على المدى البعيد بالتأكيد، لكن امتلاك عناصر أساسية ذات جودة عالية جدًا وبدلاء بجودة جيدة أفضل من امتلاك أساسيين وبدلاء بجودة جيدة جدًا !!

إعلان