التشكيك كان من أهم العناوين التي صاحبت انتقال بيير أوباميانج إلى آرسنال من بوروسيا دورتموند في يناير 2018، ورغم كل ما قدمه اللاعب إلى أن نفس العنوان يطارده من جديد.
البعض كان يرى أن آرسنال لا يحتاج المهاجم الجابوني، لأنه ليس جناحًا مهاريًا بالشكل الكافي لتعويض رحيل أليكسيس سانشيز إلى مانشستر يونايتد.
معضلة الجمع بينه وزميله ألكسندر لاكازيت، كانت من أهم الأسباب التي دفعت البعض للتقليل من أهمية أوباميانج، الذي كان يتهمه البعض بتسجيل الأهداف السهلة فقط.
صاحب الـ31 سنة يتعرض للظلم الواضح في الفترة الأخيرة، وذلك عن طريق تركيز البعض على إهداره الفرص وتجاهل كل ما حققه في فترة قصيرة جدًا.
الأمر وصل لاتهامه بتعمد اللعب بشكل مميز مع آرسنال قبل نهاية عقده بعام واحد، من أجل إجبار النادي الإنجليزي على التجديد له بأعلى راتب ممكن، وذلك بهدف التخاذل بعد تلبية مطالبه.
بعض التقارير الصحفية أكدت أن راتب اللاعب وصل إلى 350 ألف استرليني أسبوعيًا، والسؤال هنا، هل فعلًا قام اللاعب بخداع آرسنال من أجل التجديد وقرر التخاذل بعدها هذا الموسم؟
تضحية
(C)Getty Imagesكان من الممكن اتهام أوباميانج باستغلال آرسنال من أجل التجديد، لو لم يكن تلقى العديد من العروض المغرية من أجل الرحيل عن المدفعجية.
تقارير صحفية من إسبانيا وإيطاليا، أكدت محاولة إنتر وبرشلونة للحصول على خدمات اللاعب الصيف الماضي، لكنه قرر البقاء لإيمانه بمشروع ميكيل أرتيتا ولشعوره بالراحة في آرسنال.
اللاعب سبق أن تحدث عشرات المرات منذ فترة تواجده في دورتموند، حول حلمه باللعب في الدوري الإسباني سواء مع برشلونة أو ريال مدريد، لأنها كانت أمنية جده ووالده.
التجديد لآرسنال يعني التضحية بهذه الأحلام تمامًا، مقابل الاستمرار مع الحصول على راتب أعلى مما كان سيتقاضاه مع برشلونة أو إنتر، وهذا حقه بكل تأكيد بمبدأ العرض والطلب.
خسارة آرسنال له وبيعه لأي فريق آخر، كان سيعني إعادة المسلسل المستمر برحيل النجوم، ليسير على خطى سانشيز وآرون رامزي وفان بيرسي وغيرهم، أوباميانج اختار آرسنال قبل أي شيء، وحصل على المقابل الذي يستحقه.
إنجازات لا يمكن تجاهلها
Gettyبالعودة للذاكرة قليلًا خلال فترة تواجد أوليفييه جيرو في آرسنال، كان مركز المهاجم الصريح هو الصداع الأكبر في رأس جماهير المدفعجية، السؤال الحقيقي هنا هل استمرت هذه المعاناة بعد قدوم الجابوني؟
ليست مقارنة مباشرة مع تييري هنري بكل تأكيد، لكن أوباميانج كسر رقم النجم الفرنسي، ضمن أسرع اللاعبين وصولًا للهدف رقم 50 في الدوري الإنجليزي.
أوباميانج وصل إلى هذا الرقم في يوليو 2020 بعد 79 مباراة بقميص آرسنال، بينما احتاج هنري إلى 83 مباراة.
الرصيد التهديفي لأوباميانج مع آرسنال وصل إلى 74 هدفًا في 119 مباراة، وهو الرقم الذي يجب على الجماهير أن تنظر له بدلًا من انتقاده على تسجيل هدفين فقط بالدوري الإنجليزي في أسوأ نسخة هجومية لآرسنال منذ سنوات.
الفريق يلعب حاليًا في الدوري الأوروبي بفضل تألق أوباميانج، بعد تسجيله 4 أهداف في نصف النهائي والنهائي ضد تشيلسي ومانشستر سيتي، ولكن هذا لا يعني أنه لم يقدم أي شيء قبل دخوله العام الأخير من عقده.
ربما تطور من ناحية إهدار الفرص السهلة، حيث أصبح أكثر حسمًا، ولكن كم من الفرص التي أتيحت له هذا الموسم وأهدرها؟
كم كرة بينية تلقاها أوباميانج وحصل عليها باستغلال سرعته وأضاعها برعونة حتى يتم اتهامه وتحميله مسؤولية عدم تسجيل آرسنال لأي أهداف من لعب مفتوح لمدة 4 مباريات متتالية بالبريميرليج؟
أخطاء أرتيتا
Gettyأوباميانج يلعب حاليًا في مركز الجناح الأيسر، الذي تألق فيه الموسم الماضي، وسجل منه 29 هدفًا بكل البطولات، ولكن الجميع يعرف أنه ليس المكان الأنسب له.
خطة أرتيتا الحالية تعتمد بشكل كبير على وجود لاكازيت في مركز المهاجم الصريح، لإجادته الضغط على المنافس عند فقدان الكرة، وذلك لتعويض غياب صانع الألعاب الذي يجيد الضغط.
المهاجم الجابوني لا يستطيع تقديم نفس الدور لآرسنال، ولكن ما ذنبه أن النادي تخاذل في التعاقد مع صانع ألعاب في سوق الانتقالات الماضي حتى يلعب في غير مركزه؟
إقرأ أيضًا .. أوباميانج يرد على توني كروس بعدما اتهمه بالسخافة في احتفالاته
لويز وويليان وماري .. هل يدفع آرسنال ثمن التعامل مع الوكلاء الكبار؟
آرسنال يعاني من مشكلة واضحة في صناعة الفرص، حيث يعتبر من أقل الفرق إبداعًا في الدوري الإنجليزي، وهو ما يدفع ثمنه أوباميانج والثلاثي الهجومي بشكل عام.
الطريقة التي كان يتبعها المدرب الإسباني الموسم الماضي، بلعب الكرات الطويلة لأوباميانج خلف الدفاع أصبحت محفوظة والجميع بدأ يتعامل معها بسهولة.
عدم المرونة في أسلوب أرتيتا، وحذره الدفاعي المبالغ فيه ولعبه بـ5 مدافعين على أرضه أمام الفرق المتوسطة، جميعها أخطاء لا يستحق أوباميانج أن يدفعها ثمنها.
فترة التوقف ربما كانت فرصة مناسبة لمدرب آرسنال لإعادة ترتيب أوراقه لتحسين الشكل الهجومي للفريق وإعادة أوباميانج لمركز المهاجم الصريح، حتى يمكن بعدها الحكم عليه بطريقة صحيحة وعادلة.


