بعدما كان يتجهز كارهو البرتغالي كريستيانو رونالدو للسخرية منه، كان هو ورفاقه الضاحكين في النهاية بعد أكثر من 120 دقيقة من المعاناة أمام سلوفينيا..
"برازيل أوروبا" نجحوا في خطف بطاقة التأهل لربع نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2024" بعد الفوز أمام سلوفينيا في ركلات الترجيح بنتيجة 3-0، إذ انتهى الوقت الأصلي والشوطان الإضافيان بالتعادل السلبي دون أهداف.
وبينما زرف رونالدو الدموع في الشوط الإضافي الأول لإهدره ضربة جزاء، ابتسم في النهاية بعد تنفيذ كارثي للاعبي الخصم للضربات الترجيحية، لكن تلك المباراة تحمل الكثير من أجراس الإنذار للكتيبة البرتغالية..
منتخب "هواه" أفلت من القتل!
متى تحقق البرتغال بطولة؟! سؤال يتردد على أذهان الكثيرين في كل مباراة، وعقب مباراة الليلة يمكننا أن نجيب: لن تفعل وسط هذه المجموعة وتحت قيادة هذا المدرب "روبرتو مارتينيز"!
"برازيل أوروبا" كما يحب عشاقه تلقيبه، ظهر الليلة كفرق الهواه، الكل يريد وضع بصمته الفردية في المباراة دون وضع في الاعتبار أنها مباراة خروج مغلوب، والخطأ يعني وداع البطولة دون فرصة للتعويض.
الفردية بشكل عام هي آفة البرتغال منذ انطلاق البطولة، لكنها ظهرت جلية الليلة، ثم يظهر البعض ويستهزأ: لم يسجل كريستيانو رونالدو أي هدف منذ انطلاق البطولة "ضحكات ساخرة"!، يريدونه أن يخلق الفرصة ويصنعها ويسجل دون النظر لأنانية من حوله!
مدرب ميزته الوحيدة علاقته بـ"رونالدو"!
"تفاصيل صغيرة تحسم المباريات" هكذا قال روبرتو مارتينيز قبل مواجهة سلوفينيا، لكنه لو كان مدركًا حقًا لتلك العبارة، لما سحب نجم البرتغال والأفضل من انطلاق البطولة فيتينيا من وسط الملعب في الدقيقة 65 من عمر لقاء الليلة.
(C)Getty Imagesفيتينيا كان المحطة الأقوى في وسط ملعب البرتغاليين سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي، ومن بعده تحررت سلوفينيا ولو كانت تمتلك جرأة أكبر لحسمت المباراة لصالحها في الشوط الثاني دون اللجوء للأشواط الإضافية.
دقة تمريرات فيتينيا خلال الدقائق التي شارك بها وصلت لـ98.1%، بخلاف تسديده ثلاث تسديدات.
ونجح في كافة المراوغات التي قام بها، بخلاف تفوقه بنسبة 100% في المواجهات الثنائية.
هذا التغيير مع الأداء بشكل عام في المباراة، وما يقدمه المنتخب البرتغالي منذ بداية البطولة يثبت للجميع أن ميزة مارتينيز الوحيدة هي علاقته الجيدة بكريستيانو رونالدو؛ قائد الفريق، ليس أكثر!
ألم تتعلموا من المغرب أي شيء؟!
سوء حالة البرتغال الليلة لا ينفي نهائيًا قتالية الكتيبة السلوفينية طوال المباراة فالتنظيم الدفاعي لا يشوبه شائبة، وعندما حدث خطأ كان الحارس يان أوبلاك بالمرصاد وتصدى لضربة الجزاء التي نفذها كريستيانو رونالدو في الشوط الإضافي الأول.
لكن كتيبة المدرب ماتياس كيك كان ينقصها بعض الجرأة كي تنجح في توجيه الضربة القاضية للبرتغاليين في الوقت الأصلي، خاصةً بعد خسارة البرتغال لمعركة الوسط بخروج فيتينيا ومن بعده لياو.
بل أنها وصلت لمرمى كتيبة روبرتو مارتينيز بانفرادين على الأقل، لكن سوء إنهاء الهجمات كان يكتب النهاية الحزينة لها في كل مرة.
ربما سلوفينيا ومدربها كانا في حاجة لمتابعة مباراة المغرب أمام البرتغال في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، لتتعلم من أين تؤكل الكتف!، ويدرك أن أي فريق في حاجة فقط للإيمان بنفسه كي يحقق ما يقول عنه خصومه أنه مستحيل..
أسود الأطلس وقتها كذلك اعتمدوا على طريقة دفاعية بحتة، لكنهم اقتنصوا الفرصة التي أتيحت لهم ومن رأسية يوسف النصيري جاء هدف المباراة الوحيد.
الفرق التي تدافع كما فعلت سلوفينيا عليها أن تستغل الفرص القليلة التي ستتاح لها، لأنها نادرة، لكن ربما كان هدف كيك فقط هو إطالة المباراة قدر الإمكان ليقال بعدها "أحرج البرتغال رغم تأهلها"، فهذا العنوان وحده ربما يكفيه!
الأغرب في الأمر هو التنفيذ الكارثي للاعبين للترجيحيات، فسلوفينيا كانت تدافع بلا هدف، دفاع وفقط، وكأن لاعبوها لا يعلمون أي شيء آخر في كرة القدم إلا الدفاع حتى مدربهم لم يكلف خاطره تدريبهم على تنفيذ ركلات الترجيح التي قاتلوا من أجل الوصول لها!