عندما يتذكر عشاق مانشستر يونايتد اسم هالاند، يتبادر إلى الأذهان حادثتين، الأولى وقعت عام 1997، عندما تعرض روي كين لإصابة بقطع في الرباط الصليبي الأمام، بعد التحامه القوي مع لاعب وسط ليدز يونايتد آنذاك ألف إنج هالاند، الذي تسبب في ابتعاد قائد مانشستر يونايتد في أفضل وأهم فترة في الموسم.
سريعا مرت الأيام وبعد 4 سنوات جاء موعد الصدام الآخر بين اللاعبين، لكن هذه المرة وقع هالاند –المنتمي الآن لمانشستر سيتي-، ضحية لواحدة من أبشع تحديات اللاعبين في تاريخ البريميرليج. وروي كين غير المندهش من حصوله على بطاقة حمراء، عوقب بالإيقاف 3 مباريات، لكنه عوقب بأثر رجعي 5 مباريات أخرى، بعد اعترافه في سيرته الذاتية، أنه خطط لهذه الواقعة لينتقم لنفسه من واقعة "ايلاند روود".
لسوء حظه، لم يتمكن هالاند من التغلب على عواقب إصابته الخطيرة، وهو ما أجبر على الاعتزال في وقت مبكر بعمر 30 عاما، بعد حوالي عامين من الحادثة.
مع ذلك، قد لا تكون آخر زيارة لأحد أفراد عائلة هالاند إلى ملعب "أولد ترافورد"، وهذه قد يحصل على استقبال أكثر شغفا، حال تمكن الشياطين الحمر من الحصول على توقيعه بعد فشل المحاولة الأولى قبل 12 شهرا.
إيرلينج هالاند –ابن الف إنج هالاند-، بدأ يلامس طريق النجومية والشهرة عندما بلغ عامه الـ16، الذي تزامن مع انتقاله من ناديه السابق برين إلى مولدي في فبراير 2017.
على النقيض تماما من والده، الذي كان يلعب في مركز لاعب الوسط المدافع وكل مراكز الدفاع، فإن إيرلينج مهاجم رأس حربة عينه دائما على الشباك. حتى أنه سجل في ظهوره الأول مع مولدي في مباراة في كأس النرويج ضد فولدا، وعلى مستوى الدوري، احتاج فقط 6 دقائق لتسجيل هدفه الأول، وأيضا في ظهوره الأول بعد مشاركته كبديل، وكان هدف الفوز على ساريسبورج، وذلك قبل حوالي شهر من بلوغه ربيعه الـ17.
وظل يثقل موهبته في النرويج بعيدا عن الأضواء، إلى أن تصدر عناوين الصحف بعد عام، تحديدا في يوليو 2018، عندما سجل 4 أهداف في أول 21 دقيقة في مرمى بران، الذي كان يتصدر الدوري بدون هزيمة، ليقود فريقه لتحقيق الفوز برباعيته. ومدربه في هذه الليلة وطوال فترة وجوده في مولدي من؟ هو أوليه جونار سولشاير.
وقال سولشاير في حديثه مع شبكة NRK بعد تلك المباراة "لديه كل المقاومات ليصبح من المهاجمين الكبار، يذكرني بروميلو لوكاكو"، وبطبيعة الحال من السهل معرفة عقد المقارنات دوما بين العملاق النرويجي ونظيره البلجيكي.
الجري بالكرة بانسيابية تامة العمق أو بانتظار آخر مدافع من الملعب، متسلحا بسرعة تبدو فطرية، من الصعب جدا إيقافه عندما يكتسح الملعب بسرعته القصوى، ومدفعه في قدمه اليسرى ودقة تصويباته من داخل منطقة الجزاء، أضاف لإدراكنا كم هو مهاجم يمتلك كل مواصفات رأس الحربة رقم 9 في الوقت الحالي.
وفي يوم تألقه بأهدافه الأربعة، حضر المباراة من أرض الملعب مجموعة من كشافي مانشستر يونايتد، وأكدوا لنادي مولدي آنذاك اهتمام مانشستر يونايتد بالمراهق النرويجي، رغم أنه غير معروف ما إذا كانوا من الأندية التي حاولت التعاقد معه ورفض طلبهم في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة.
تقدم هالاند خطوة إلى الأمام، عندما وقع على عقد انضمامه لريد بول سالزبورج لمدة 5 سنوات في أغسطس 2018، قبل أن يتم الانتقال لبطل الدوري النمساوي في يناير من هذا العام، تاركا ناديه النرويجي وفي سجله 20 هدفا من مشاركته في 50 مباراة في مختلف المسابقات، وفي وقت سابق من هذا الشهر، سجل في مباراته الأولى مع فريقه الجديد هدف الافتتاح أمام لازك لينز.
وتأهل سالسبورج لدوري مجموعات أبطال أوروبا من شأنه أن يعطي هالاند –الذي اختير في شهر مارس الماضي ضمن قائمة NxGn من جول لأفضل 50 موهبة في العالم-، فرصته لتذوق طعم اللعب في أعلى مستوى تنافسي في أوروبا، ثم سينبغي عليه تقديم أفضل ما لديه لإغراء مانشستر يونايتد مرة أخرى، خاصة في حالة استمر سولشاير في وظيفته فترة طويلة، رغم أنه في وضع يسمح له الآن بإعطاء الضوء الأخضر لضم مواطنه المتوهج، طالما يملك كل الصلاحيات.
NxGn 2019 | أفضل 50 موهبة صاعدة في العالم
حاليا. ينصب تركيز هالاند على كأس العالم تحت 20 عاما، حيث يعول عليه منتخبه النرويجي في البطولة التي ستستضيفها بولند، خاصة بعد الفوز المفاجئ على المنتخب الإنجليزي حامل لقب البطولة، ورغم أن الآمال ليست عالية جدا، إلا أنه وجود موهبة مثل هالاند في صفوفهم، فقد تكون فرص المنتخب الاسكندينافي أكبر أي وقت مضى في البطولة.
وانفجاره كرويا في هذه المرحلة، قد يفتح المجال لدخول أكثر من نادٍ آخر غير مانشستر يونايتد يحاول ضمه من سالسبورج في الأشهر الـ12 المقبلة. لكن من المؤكد بقاء سولشاير في منصبه الحالي سيكون جيدا بما فيه الكفاية لتسير الأمور كما هو مخطط لها.