بالتأكيد عزيزي القاريء أنت الآن تتساءل، ما وجه الشبه بين إندريك ولامين يامال غير كونهما شابين في قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة حتى نجمع بينهما في موضوع واحد؟ عزيزي مشجع برشلونة، اطمأن، لن أقارن البرازيلي المتعثر في مدريد بنجم فريقك الشاب الذي يعد من الأفضل في العالم الآن، إن لم يكن الأفضل بالفعل، بينما عزيزي الآخر المدريدي، لست هنا لأقلل من لاعبك الذي دفع ناديك 60 مليون يورو وأكثر لضمه في 2022.
إندريك ولامين يامال، الأول أتم عامه ال19 في 21 يوليو الحالي، والثاني بلغ 18 عامًا قبله ب8 أيام فقط، ولكن شتان بين ما قام به الثنائي، لاعب ريال مدريد البرازيلي اختار إتمام زواجه على صديقته جابرييلي ميراندا بعد عام من السخرية منهما بسبب هذا القرار الذي اعتبره البعض متسرعًا بالنظر لعمرهما الصغير، ولكن قررا تحويل ذلك العقد ببنوده الغريبة لاحتفال رسمي لإتمام الزيجة بصفة رسمية.
أما نجم برشلونة يامال فقد اختار أن يكون نجم الصيف، ليس فقط بسبب الإعلان عن عقده الجديد مع برشلونة بمجرد بلوغه 18 عامًا وحصوله على الرقم 10 الأسطوري، ولكن بسبب أفعاله خارج الملعب، بداية من قضاء عطلة في إيطاليا مع فتاة تكبره بأكثر من 10 أعوام، وإدعاءات ممثلة إباحية عن تواصله معها، ثم السفر للبرازيل وقضاء بضعة أيام مع أسطورته نيمار، وصولًا لحفل ميلاده المثير للجدل بعد الاتهامات بتعيين أقزام للترفيه، ووضع شروط خاصة للفتيات الحاضرات للحفل الذي تسبب في فتح تحقيق رسمي بخصوصه من قبل السلطات!
العام الماضي كرويًا كان عنوانه انفجار يامال، فقط بسن السابعة عشر أصبح الحاكم بأمره في برشلونة، والمقارنة مع ليونيل ميسي أصبح لا يمكن تفاديها بالنظر لما قدمه ويقدمه الشاب صاحب الأصول المغربية، وقيادته برشلونة للثلاثية المحلية جعلت مسألة ترشحه للكرة الذهبية رغم عدم التتويج بأي بطولات قارية مع ناديه أو منتخب بلاده منطقية وقابلة للنقاش.




على الجانب الآخر، عاش إندريك كابوسًا في عامه الرياضي الأول مع ريال مدريد عقب بلوغه ال18 وإمكانية انضمامه رسميًا للفريق، فشل في إقناع كارلو أنشيلوتي بإمكانياته، وكان على الهامش أغلب الموسم، وهو الذي تم مقارنته بأساطير مثل بيليه وروماريو، ونجوم مدريد مثل رونالدو الظاهرة، وسط توقعات أن يحذو حذو مواطنيه رودريجو وفينيسيوس، ولكن بعض اللمحات والأهداف هنا وهناك لم تكن كافية للإقناع.
الآن صيف 2025 قد يكون نقطة تحول في مسيرة الثنائي، يامال أمامه العالم بأجمعه ليملكه، كل الأبواب مفتوحة أمامه، داخل وخارج الملعب، ولكن تصرفاته والبيئة المحيطة به تشير نحو الطريق الخاطيء، طريق نيمار وليس طريق من يقارن به "ميسي"، لا بأس أن تستمتع بمكتسبات شهرتك خارج الملعب، ولكن في سن السابعة عشر يجب أن يكون تركيزك هو الكرة ومشوارك وليس حفلات أعياد الميلاد، شخص واحد عرف يجمع العالمين بنجاح وكان يدعى دييجو أرماندو مارادونا، ويامال بالتأكيد لا يريد أن يسلك هذا الطريق!
إندريك اختار طريق "ميسي" في المقابل، الاستقرار خارج الميدان والزواج وعيش حياة طبيعية رغم صغر سنه، وكرة القدم قد تكون خطوته الثانية نحو النجاح بعد رحيل أنشيلوتي وقدوم تشابي ألونسو الذي يجيد العمل مع الشباب، وإن كانت الإصابات تعطل بداية مشوار البرازيلي مع المدير الفني الجديد، ولكن له في بدايات فينيسيوس مع ريال العبرة، ومن ينسى كريم بنزيما وهو يقول لميندي "لا تمرر له يا أخي، إنه يلعب ضدنا"!
لا نقول إن يامال خسر وإندريك كسب، وأن مسيرة يامال حُكم عليها بالفشل بسبب تصرفاته الصبيانية وأن عقلانية إندريك ستقوده لمعطف ناجح في مشواره الكروي، فقط أن البرازيلي الصغير اختار الطريق الصحيح خارج الميدان، بينما نظيره في برشلونة لا يزال يتخبط خارجه، والمقارنة مع ميسي قد تتحول لأرجنتيني آخر، ومن يعلم إذا كان سينجح فيها كما فعل في بداياته مع المقارنة الأولى مع البرغوث!
