إلى مسلي آل معمر .. لا تسير مغمض العينين خلف رودي جارسيا وإلا فهي الكارثة!

ضربة معلم ولكن على الإدارة التعلم من دروس الماضي..

لا شك أن عمل إدارة النصر برئاسة مسلي آل معمر مبكرًا، لاستقدام مدرب أجنبي للفريق، شيء يستحق الاحترام، وإن كان تسريب المعلومات عن المفاوضات قبل التعاقد بشكل مكثف شيء يُعاب عليه مجلس الإدارة، لكن لا مشكلة، طالما تمت الصفقة بالفعل..

الفرنسي رودي جارسيا مدرب يعرفه جيدًا متابعو الكرة الأوروبية، والآن حان دور تقديمه لمتابعي الكرة العربية.

هي ضربة معلم بالفعل، فجارسيا هو من قاد ليل لتحقيق الدوري الفرنسي، وقاد ليون الفرنسي للوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2021، متخطيًا فرق بحجم يوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي.

والأهم من الحديث عن الجوانب الفنية، فإن شخصية جارسيا هي ما يحتاجه العالمي حقًا خلال الفترة المقبلة، بعد موسمين انفرط بهما عقد الجوانب الانضباطية بالفريق.

شخصية صارمة، حازمة، لا تعترف بالأسماء والنجوم، فقط الملعب هو الحكم بالنسبة له، هو تحديدًا ما كان ينقص العالمي في السنوات الأخيرة وإلا كان قد حصد عديد البطولات، كونه امتلك بالفعل لاعبين على مستوى عالٍ من الناحية الفنية، لكن من الناحية الانضباطية نقصهم الكثير وإلا ما كان المغربي عبد الرزاق حمد الله صال وجال بالفريق دون حساب، وما كان البرازيلي أندرسون تاليسكا قد فكر في الرحيل بعد ثلاثة أشهر فقط من التعاقد معه.

وهنا على إدارة مسلي ألا تتدخل في عمل المدرب داخل المستطيل الأخضر، وهو أيضًا ما يعيب بعض الإدارات التي تعاقبت على إدارة النادي، فأمثال جارسيا لا يقبلون نهائيًا هذه التدخلات، ويعتبرونها بمثابة الإهانة لهم.

لكن دعنا من الإشادة بالتعاقد مع الفرنسي، فهناك الكثيرين تحدثوا وسيحدثون عن إيجابية هذه الخطوة من ناحية خبرات المدرب وشخصيته، فهناك ما هو مقلق، والذي يجب الحديث عنه..

خلال الأيام الماضية، وأثناء حديث التقارير السعودية عن المفاوضات بين النصر وجارسيا، ترددت أنباء كثيرة من أكثر من مصدر عن رغبة المدرب الفرنسي في إحداث ثورة في تشكيل العالمي، ورغبته في رحيل عدد كبير من اللاعبين، على رأسهم عدد من الأجانب، دون الكشف عن أسماء بالتحديد، باستثناء ترديد اسم الثنائي بيتي مارتينيز وجلال الدين ماشاريبوف، وهنا وقفتنا..

الجميع يتفق بالفعل على حاجة النصر لإبرام بعض الصفقات الملحة في الميركاتو الصيفي على وجه السرعة، وتحديدًا في ثلاثة مراكز؛ حراسة المرمى، الظهير الأيسر والمهاجم الصريح.

ثلاثة مراكز لا مجال لإدارة النادي للمناقشة بهم، فلا بد من حارس أجنبي بدلًا من وليد عبد الله، ولا بد من ظهير أيسر في ظل عدم تقديم الثلاثي محمد قاسم، حمد المنصور ومنصور الشمري، ما هو مقنع، وأخيرًا مهاجم صريح بجوار الكاميروني فينسنت أبو بكر.

لكن حديث التقارير عن ثورة يرغب بها جارسيا، ربما يعيد العالمي لموسم 2020-2021، الذي أحدث به بالفعل مسلي آل معمر ثورة كبيرة في الفريق، وضم صفقات قوية بالفعل سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب، وتحدث الكثيرون عن أن النصر لن يقف أمامه أي فريق بعد خوض ميركاتو قوي، لكن المحصلة في النهاية كانت ختم الدوري السعودي في المركز السادس!

لم يختلف اثنان وقتها على جودة الصفقات الجديدة، لكن المشكلة أن التغيير الكبير في قوام الفريق، أحدث هزة في الاستقرار الفني، ولم تنجح المجموعة الجديدة في التأقلم بشكل جيد في الفريق.

الآن لو صدقت التقارير وسار مسلي آل معمر خلف رغبة جارسيا في إحداث تغييرات كبيرة في قوام الفريق، حتى وإن ضم لاعبين بجودة جيدة، فإنها ستكون مغامرة كبيرة وربما كارثة أشبه بكارثة موسم 2020-21.

ربما لم يقدم عدد من لاعبي العالمي بالفعل المطلوب خلال الموسم المنقضي، في ظل توتر الأجواء بشكل عام بالفريق وعدم وجود استقرار انضباطي واستقرار فني، لكن لا خلاف على أن النصر يضم لاعبين مميزين، في حاجة لبعض التدعيمات المحسوبة دون أي ثورات.

طالبنا قبل أسطر قليلة مسلي آل معمر ومجلسه بعدم التدخل في عمل جارسيا بالملعب، لكن الحديث معه عن خطورة الإحلال والتجديد في هذه التوقيت، سيكون أفضل ما يفعله الرئيس للنادي حاليًا، وأمام جارسيا فرصة شهرين لدراسة المجموعة الحالية وخوض معسكر إعداد ومن ثم سيصل للنتيجة الأنسب للفريق بالطبع.

ننتظر موسم مميز للعالمي بعدما تم إهانته كرويًا في الموسم المنقضي من غريمه التقليدي وجاره الهلال محليًا وقاريًا، فجمهور النصر ينتظر الثأر بقيادة جارسيا.

اقرأ أيضًا..