يبدو الصراع على لقب الدوري الإسباني محتدمًا هذا الموسم بين ريال مدريدوبرشلونة، حيث يتبادل قطبا الكلاسيكو الصدارة فيما بينهم، ورغم ذلك، لا تبدو الأمور بالمتعة التي تنعكس ظاهريًا فقط من وضع الجدول.
السبب؟ بسيط للغاية، الصراع الممتع على صدارة الليجا أو غيرها يكونحين تصبح أشبه بقطعة ذهب معلقة يحاول طرفان الحصول عليها، هذا هو ما يجعل صراع الـ WWE على حزام معلق على بعد 15 مترًا من الحلبة شيقًا للغاية، فما بالك إذا رأيت المصارعين يتفننون في كيفية فقدان الحزام وإهدائه للطرف الآخر، هل أصبحت الأمور أوضح الآن؟
المشهد الذي ظهر عليه الفريقان ناتج عن مجموعة من المشكلات، من إصابات متكررة لسوء تخطيط إداري لمشاكل مدربين لخلافات وانقسامات داخلية، لأول مرة يتصادف أن يعاني منها الثنائي معًا في آن واحد منذ فترة طويلة.




بالنسبة لبرشلونة تبدو دوامة العبث مستمرة، تلك التي تتفنن الإدارة في ارتكاب خطأ تلو الآخر من أجل استمرارها، بداية من الصفقات والبحث عن الأرباح وعقود الرعاية فقط إلى فوضى ما داخل الفريق نفسه.
برشلونة بدأ الموسم مجروحًا من كارثة أنفيلد الموسم الماضي، فتعاقد مع جريزمان ولم يتعاقد مع نيمار، مما أغضب ميسي حسب ما وصل إلينا، ليقال فالفيردي في منتصف الموسم، ويأتي كيكي سيتين يغير من شكل الفريق ولكن دون تحسن ملحوظ، هل هذه فقط هي المشكلة؟ لا، انتظر قليلًا.
بالنظر إلى إصابات برشلونة تجد لويس سواريز وعثمان ديمبيلي يبتعدان لفترة طويلة، مع رحيل كارليس بيريز في الشتاء دون تعويضه بلاعب آخر، قبل أن يسمح القانون لهم بضم بريثوايت بعد نهاية السوق.
برشلونة يدخل المباريات بخيارات محدودة في الأمام، مع تكرار الإصابات والإيقافات والانقسام الداخلي داخل الفريق، وصدام ميسي مع الإدارة وخروج تصريحات شبيهة من بوسكيتس وبقية اللاعبين، تلك التي تؤشر على وجود تصدع حقيقي في العلاقات داخل الغرف المغلقة.
نتيجة لكل هذا يظهر برشلونة بذلك الوجه الشاحب، وحين يحصل على الصدارة يفرط فيها للغريم، أما عن ريال مدريد، فكيف تبدو الأمور؟
البداية كانت كارثية، هازارد غير جاهز بدنيًا، تلاحقه الإصابات كما تلاحق زملائه، زيدان لا يقدم الجديد، وفجأة، يظهر فيدي فالفيردي وتظهر مستويات غير عادية لكاسيميرو، فيتحسن شكل الفريق.
أزمة تسجيل الأهداف التي ظهرت برحيل رونالدو وعدم تعويضه بلاعب هداف ظلت تلاحق الفريق، وسواء صنع فرصًا أو لا يخرج متعادلًا أو خاسرًا من مباريات من المفترض أن يكون الفوز فيها أسهل مما يظهر عليه.
وفي الوقت الذي كان يبدو فيه ريال مدريد مرشخًا للمنافسة على الثلاثية، جاءت الضربة الأولى بالخروج من الكأس على يد ريال سوسيداد، تبعها 5 نقاط سهلة تضيع في مواجهتي سيلتا فيجو وليفانتي، ثم خسارة ذهاب ثمن نهائي الأبطال، ليبدو الموسم في طريقه نحو تكرار صفرالعام الماضي.
الأزمة الكبرى لريال مدريد والتي تبدو بلا إجابة ولا حل هي قصة ملعبه، فكيف لملعب بحجم وقيمة سانتياجو بيرنابيو أن يكون لعنة على أصحابه؟ برشلونة رغم أدائه السيء مؤخرًا إلا أن كامب نو يظل عصيًا على الكبار والصغار، أما عن بيرنابيو، فالجميع يستطيع اللعب والفوز وحصد النقاط منه.
الكلاسيكو | جيل ذهبي ورحيل رونالدو .. برشلونة ينتزع الزعامة من مدريد
الخلاصة أن وضع الفريقين يبدو من سيئ لأسوأ، لا تحسن ولا مؤشرات لذلك، والمشاكل الأزلية ستظل تطاردهما حتى يجد في الأمور جديد.
