الرعب والفزع في مدريد، هكذا كانت العناوين الرئيسية لكبرى صحف إسبانيا الرياضية، وخصيصاً ذات الميول الكتالوني منها قبل ساعات قليلة من موعد الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، مصطلحات أصبحت دائمة التواجد كلما اقترب موعد المباراة في السنوات الأخيرة.
رعب ملكي وذعر كورونا .. عناوين الصحف 28 فبراير
وقبل فقط جولتين كانت الأحوال مختلفة تماماً، كان برشلونة هو من يعيش حالة من اضطراب بعد إقالة إرنستو فالفيردي، ثم تعيين كيكي سيتين ومعاناة الأخير للتأقلم سريعاً وسط الموسم وفرض أسلوب لعبه، وفي المقابل كان رجال زين الدين زيدان يسيطرون على قمة الترتيب وبدأ الحديث عن عودة ريال الرهيب من جديد.
الآية انقلبت، تعادل وخسارة مع سيلتا فيجو وليفانتي تلاهما سقوط أوروبي في "سانتياجو برنابيو" أمام مانشستر سيتي قابلها انتصارات لبرشلونة واستفاقة ليو ميسي، لينفرد برشلونة بقمة الترتيب قبل أيام من الكلاسيكو، ويعيد شبح تفوق البلوجرانا على الملكي في السنوات الماضية.

في آخر عشر مواجهات بين الطرفين فاز ريال مدريد فقط مرتين، ويعود تاريخ آخر انتصار إلى 2017، بينما تفوق برشلونة في أربع مباريات، وعلى صعيد المقابلات في البرنابيو، فاز النادي الكتالوني على مضيفه في آخر ثلاث زيارات، ليرسخ عقدة تكونت مع بداية الجيل الذهبي في 2008 ووصولاً حتى الآن بفرض زملاء ميسي زعامته على العاصمة مدريد.
وحتى على صعيد الألقاب، قلص برشلونة المسافة مع ريال مدريد في عدد مرات الفوز بالليجا خلال العقد الأخير، فأصبح يملك 26 لقباً بعد فوزه بالدوري سبع مناسبات بتلك الفترة، مقترباً من البلانكوس الذي توقف منذ 2017 عند 33 لقباً، بعد أن كان الملكي يحلق منفرداً في زعامة الكرة الإسبانية.
Gettyوعلى صعيد كأس الملك، الجيل الذهبي لبرشلونة نجح في الابتعاد بصدارته التي وصلت إلى 30 لقباً بعد أن حصده في ثمان مناسبات، مقابل فوزين لريال مدريد أوصلاه إلى لقبه التاسع عشر، في تأكيد جديد على اللحظة التاريخية المميزة لبرشلونة.
التفوق يؤكده أيضاً لغة الأهداف، ففي الجولة الماضي أصبح برشلونة الأكثر تسجيلاً في الليجا بعد رباعية ميسي، متفوقاً على ريال مدريد بعد أن سجل 42 هدفاً أكثر من غريمه الأزلي منذ رحيل كريستيانو رونالدو عن صفوفه، والمثير للسخرية أن نفس الرقم هو ما أحرزه النجم البرتغالي مع يوفنتوس منذ الانتقال لصفوفه تاركاً مدريد.
لا يمكن القول بأن ريال مدريد تراجع خلال السنوات الأخيرة، فتلك الفترة شهدت فوزه بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، وكأس العالم للأندية بنفس الرقم، بالإضافة لعديد البطولات المحلية والأوروبية الأخرى، ولكن ما يمكن قوله أن وجود جيل ذهبي في برشلونة، وعلى رأسه ليونيل ميسي سطر تاريخاً جديداً في الكرة الإسبانية.
صحيح أن مع رحيل تشافي وإنييستا، واعتزال بويول، والتذبذب الفني مع تغيير القيادة الفنية تأثرت النتائج، ولكن بقت هيمنة برشلونة مبسوطة على الليجا وريال مدريد، وجاء رحيل رونالدو ليسحب سلاحاً إضافياً من الفريق الملكي أمام نظيره الكتالوني وصراعهم طويل الأمد.

الآن التاريخ يكتب صفحة جديدة مساء الأحد القادم في ذلك الصراع، فهل يكرر ميسي صولاته وجولاته في البرنابيو مستغلاً اللحظة السلبية التي يعيشها فريق زيدان، ويجعل سيتي أحدث المنتصرين على الملكي، أم يكون للأخير رأي آخر ويقرر وضع حد لسقطاته في ملعبه، ويبدأ صفحة جديدة في تاريخ الكلاسيكو قد تعلن بداية النهاية لجيل برشلونة الذهبي.




