البداية كانت بإصابة أنسو فاتي، ثم جاء بوسكيتس، وبعدها ضربة ثلاثية بدأت من عثمان ديمبيلي ثم جيرارد بيكيه في أول إصابة خطيرة له في مسيرته واختتمت بسيرجي روبيرتو الذي قرر أن يرتجل ويسجل من خارج منطقة الجزاء فتمزقت قدمه!
إصابات برشلونة ما هي إلى حلقة كئيبة في مسلسل درامي يجلب استعطاف الجماهير بالبكاء أو ربما الضحك، فكثرة البكاء قد تؤدي إلى الضحك على كل حال.
لو تجاوزنا إصابة ديمبيلي والتي يبدو أنّها بسيطة، واقتراب عود بوسكيتس إلى الملاعب لوجدنا أزمة بغياب فاتي وبيكيه وروبيرتو رغم أفراح عدد من جماهير برشلونة، لكن هذه الإصابات تعيد الذكريات لموسم 2013-2014، موسم آخر كئيب حزين!
مؤثر؟ إذًا تعرض للإصابة
Getty



ربما سعد جمهور برشلونة بغياب بوسكيتس بسبب تراجع مستواه وإقحامه في التشكيل الأساسي باستمرار، خاصة في ظل وجود ميراليم بيانيتش وفرينكي دي يونج وهما أفضل وأكثر جاهزية من الكتالوني.
لكن الفرحة بإصابة بيكيه غير مفهومة وغريبة، ففي الوقت الذي جدد صامويل أومتيتي عقده مع الإصابات، وتعرض الصاعد رونالد آراخو لإصابة لم يعد هناك قلوب دفاع سوى كليمون لونجليه فقط، والترقيع سيكون بدي يونج.
روبيرتو بدوره قد يمنح فرصة لديست للظهور بشكل أكثر، لكنّه كان اللاعب الجوكر الذي يساعد الفريق في أكثر من مركز، ومع رفض كامل من رونالد كومان لمنح كارليس آلينيا أو ريكي بوتش دقائق للعب، فهناك أزمة حقيقية.
بيكيه تحديدًا هو قائد دفاع برشلونة والأكثر خبر ودراية، ويتفوق على الجميع في الألعاب الهوائية، وبالتالي غيابه سيكون ضربة كبيرة لكتيبة كومان.
أما فاتي، فهو الجناح الأيسر الوحيد في برشلونة، وتأكد أنّ بيدري لن يتمكن من القيام بدوره مهما حدث، لأنّ ببساطة اللاعب صاحب الـ18 عامًا ليس آلة يمكن وضعها في أي مكان وتعمل بكفاءة.
ثورة كومان الكاذبة .. لا تغيير مع المدرب الهولندي في برشلونة
2013-2014 .. نفتقد تاتا مارتينو
Gettyالموسم الحالي أصبح يسير بنفس موسم 2013-2014، الفارق فقط أنّ الكارثة ظهرت مبكرًا عكس البداية الممتازة لكتيبة تاتا في هذا الموسم الكئيب.
ليونيل ميسي يعاني كثيرًا على المستوى الفردي، في 2014 كان للإصابات دور وخلافاته خارج الملعب مع مصلحة الضرائب وإدارة روسيل دور، وفي 2020 للسن دور ولخلافاته خارج الملعب مع إدارة بارتوميو دور آخر.
عجائز تشارك في التشكيل الأساسي بانتظام مثلما حدث مع تشافي وتجدد مع بوسكيتس، وقتل لأسماء شابة والتخلي عنها حدث مع تياجو ألكانتارا وكاد يحدث مع ريكي بوتش الذي لم يغادر لكنه لا يلعب.
والأهم هي كثرة الإصابات، فبرشلونة الذي رفض وقتها تعزيز الدفاع واعتمد على وجود بويول – الذي كان أيضًا يمتلك عقدًا طويل الأمد مع الإصابة – والصاعد بارترا وإعادة ماسكيرانو من الوسط وبيكيه في مركز قلب الدفاع، ولكن كثرة الإصابات جعلت الفريق يومًا يعتمد على سونج وبوسكيتس في الخط الخلفي!
الآن الأمر مكرر، برشلونة لم يعزز الدفاع، أومتيتي في المشفى ودي يونج يعود للخلف وآراخو بدلًا من بارترا، وربما تجربنا الإصابات على رؤية بيانيتش وبوسكيتس في قلب الدفاع!
خطأ قلة التنظيم وصرف الأموال على صفقات لا يعرف أحد كيفية توظيفها، جعل برشلونة يعاني من تخمة في مراكز وصحراء في مراكز أخرى!
بداية النهاية؟
Getty Imagesفي نكتة مصرية شهيرة عن شخص سيئ الحظ وتسير حياته بأسوأ الطرق الممكنة، وقع في حفرة فقال "أحسن".
هذا بالضبط ما يصف وضع برشلونة، الفريق في تخبط إداري وفني، ومدرب عنيد رغم أنّ النتائج ضده والأداء لا يطاق، تعرض للإصابات قال "أحسن".
جمهور برشلونة ربما يكون سعيدًا بإصابات لاعبين مثل بيكيه ورحيل أسماء مثل لويس سواريز، ورغم أنّ فترة الثنائي انتهت في كتالونيا ويجب ألا يكونا جزءً من أي مشروع مستقبلي، لكن هذه المرحلة الأولى فقط.
برشلونة يسير بصورة جيدة في مرحلة الهدم، تكسير الرموز القديمة إما اختياريًا بالبيع أو بالإصابات الإجبارية، ولكن أين مرحلة البناء؟ من بديل سواريز؟ من بديل بيكيه؟ من بديل فاتي وعثمان ديمبيلي المصابين؟ لا أحد!
لا يوجد لاعب قادر على الاختراق والسرعة وحتى الارتجال مثل ديمبيلي رغم عيوبه، ولا يوجد جناح هداف مثل فاتي، ولا يوجد مدافع يلعب بقدمه اليمنى ويتفوق في الثنائيات الهوائية ويقود الخط الخلفي سوى بيكيه ولا يوجد مهاجم صريح أصلا سواء بجودة سواريز أو بلا جودة.
برشلونة في وضع مذري، والمدرب أصبح جزءً من المشكلة لعناده وإصراره على ارتكاب الأخطاء ذاتها، وربما بنهاية الموسم نجد أنفسنا نضع البلوجرانا في سلسلة تقارير "كان صرحًا فهوى" ويصبح أعظم جيل كروي مجرد قصة نذكرها كل فترة نحاول البكاء على اللبن المسكوب!
