شهدت فترة الانتقالات الجارية عدة صفقات أثارت الكثير من الجدل، عندما رأينا داني أولمو يترك برشلونةوريال مدريد وبايرن ميونخ وغيرهم من أجل الانضمام للايبزيج.
الموقف كان قد تكرر من قبلها مع اللاعب إيرلينج هالاند الذي جاء من صفوف سالزبورج لبوروسيا دورتموند في ظل حاجة كبار أوروبا الماسة لمهاجم في الوقت الحالي أمثال مانشستر يونايتد وبرشلونة وتشيلسي وغيرهم.
الأمر ليس بجديد على الساحة الأوروبية ولا يخص فترة الانتقالات الشتوية الجارية فقط، فرأينا خلال آخر موسمين تلك الظاهرة واضحة وتتكرر بشكل مستمر.
تقارير .. برشلونة يخطط لخطف فيرنانديس من مانشستر يونايتد ومنحه لفالنسيا
روبن نيفيز وجيان ميشيل سيري وليون بايلي وغيرهم هي أسماء سمعناها خلال السنوات القليلة الماضية وعلمنا أن الكبار يريدون الحصول على خدماتهم ورأيناهم ينتهون في أندية مثل ولفرهامبتون وفولهام.
Getty Imagesربما يعود ذلك للتجارب السيئة لزملائهم في السنوات الماضية خلف تلك القرارات حيث أرادوا ألا يكرروها بأي شكل من الأشكال مع تلك الأندية الكبيرة.
فالجميع شاهد كيف هو حال عثمان ديمبيلي في برشلونة ومن قبله مالكوم الذي كان يصول ويجول في الدوري الفرنسي، كما رأوا كيف أن معظم المواهب الشابة التي تنضم لريال مدريد لا تظهر مع الملكي مؤخرًا باستثناء النجاح الوقتي الخاص بأسينسيو.
الأمر غير مقتصر على برشلونة وريال مدريد لكن مانشستر يونايتد وسيتي وتشيلسي ويوفنتوس وباريس سان جيرمان وغيرهم من الكبار وهو ما يريب النجوم الشباب ويخيفهم من القفز لخطوة كبيرة بعيدًا عن التطور المنطقي والمتدرج.
لكن حتى لا نضع بذلك العبء على تلك الأندية الكبيرة وحدها فهم في النهاية يبحثون عن العناصر التي تفيدهم بشكل فوري دون النظر لأي عوامل تطور أخرى في ظل المنافسة الدائمة لهم على البطولات، هناك عوامل أخرى تقف خلف اختيارات النجوم الشباب مؤخرًا.
Getty Imagesواحد من أهم تلك العوامل هو زيادة تأثير وكلاء اللاعبين عليهم، فالأمور في الوقت الحالي أصبحت أكثر ارتباطًا بمدى تأثير كل وكيل على اللاعب الذي يمثله.
القرار أصبح عبارة عن شراكة بين اللاعب ووكيله وأحيانًا كثيرة أسرته، وهو ما يقلل من نسبة الاندفاع لدى اللاعبين لخوض تجارب في أندية كبيرة مثلما كانت الأمور سابقًا.
تيباس: برشلونة وريال مدريد ضدي وأتمنى عودة نيمار وجوارديولا
وبالإضافة لذلك هناك الرغبة في الحصول على الدقائق وعدم البقاء على مقاعد البدلاء وهو أمر غير مضمون في فرق المقدمة طوال الوقت في ظل وجود كبار اللاعبين هناك.
وبعيدًا عن كل الفنيات والأسباب المادية المحسوسة، كل لاعب يبحث عن أقل قدر ممكن من الضغط في تلك المرحلة من تطوره بحثًا عن التحسن والنضوج بشكل مستمر، وهو الأمر الغير متوفر في هذه الأندية الكبيرة التي تبحث دائمًا عن الانتصارات والبطولات.