Massimiliano Allegri Juventus TorinoGetty Images

أليجري ويوفنتوس - نهاية حزينة لمشوار مميز والفاعل دوري الأبطال


هيثم محمد    فيسبوك تويتر

"قبل وصولي، كنتم تخافون من مقابلة مالمو"، تلك كانت كلمات ماسيمليانو أليجري فبراير الماضي في أعقاب خسارة الفريق لفرصة تحقيق الثلاثية بسقوطه أمام أتالانتا في كأس إيطاليا والانتقادات للفريق، اليوم، وبعد ثلاثة أشهر تقريباً من تلك التصريحات يعلن يوفنتوس رحيل المدير الفني رسمياً، كاتباً ختاماً غير سعيد لرحلة المدرب التوسكاني في تورينو.

فمنذ وداع يوفنتوس لدوري الأبطال في ربع النهائي على يد أياكس وتوترت العلاقة بين أليجري والبيانكونيري رغم حسم الدوري مبكراً، فتحطم حلم التتويج الأوروبي كان هو المبغى ليس فقط ليوفنتوس، ولكن لأليجري الذي تأثر بالأجواء في تورينو هو الآخر.

كونتي وأليجري والبقية - لعبة الكراسي الموسيقية تبدأ في الدوري الإيطالي

وصول أليجري في 2014 حمل تغييراً كبيراً، الفريق نعم كان يسيطر محلياً ولا يواجه مشاكل للفوز بالدوري، ولكن أوروبياً الفريق عاني لتخطي حتى المجموعات بدوري الأبطال، الأمر الذي تغير تباعاً وتحول يوفنتوس للاعب رئيسي في البطولة وأحد الأسماء الثابتة بالترشيحات.

تغلب أليجري في عامه الأول على التشكيك في قدرته على البناء على ما بناه كونتي وكسر العقدة الأوروبية، فحقق الثنائية المحلية دون معاناة وأعاد بطولة الكأس الغائبة منذ 1995، والأهم قاد الفريق لنهائي دوري الأبطال بعد غياب منذ 2003، وخسر فقط أمام برشلونة بقيادة الثلاثي ميسي، سواريز، ونيمار، ليكسب حب الجماهير، ويفوز باقتناع الإدارة.

Massimiliano Allegri Juventus Barcelona UEFA Champions League 04112017

اهتز الفريق في موسم أليجري الثاني، ولكن نجح في إعادة السيطرة على الأوضاع بعد البداية المتعثرة محلياً، و24 انتصاراً في 25 مباراة ليستعيد الصدارة من نابولي ويحقق اللقب مجدداً، ولكن أوروبياً رغم قهر مانشستر سيتي ذهاباً وإياباً، الفريق سقط أمام بايرن ميونخ في دور الستة عشر وودع مبكراً.

العام التالي استمر يوفي في السيطرة محلياً دون معاناة وفاز بالثنائية، وعاد مجدداً للتعملق أوروبياً، فأقصى برشلونة بالثلاثية وبلغ النهائي، فقط ليسقط على يد ريال مدريد زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو، ويتحطم مجدداً حلم الأبطال.

ورغم محاولات نابولي في 2017-2018، ولكن فريق أليجري مجدداً أحبطه وحقق لقب الدوري السابع على التوالي وفاز أيضاً بالكوبا، ليحقق أليجري الثنائية المحلية للعام الرابع على التوالي، وأوروبياً قدم الفريق عروضاً قوية، ولكن مرة أخرى ريال مدريد حطم آماله، ولكن في ربع النهائي هذه المرة.

استمر يوفنتوس مع أليجري هذا الموسم في السيطرة على الدوري، ولكن اهتزت الهيمنة المحلية بعد وداع الكأس على يد أتالانتا، ليبدأ الحديث عن مدى تراجع مستوى الفريق فنياً وتقديمه عروضاً فقيرة كذلك قارياً رغم انتصاراته المتتالية والتدعيمات، وعلى رأسها رونالدو، لتأتي الخسارة من أياكس وتحطم الحاجز الأخير الذي كان يحتمي ورائه أليجري وفريقه من الانتقادات بإمكانية تحقيق الأبطال.

Massimiliano Allegri Juventus Donny van de Beek Ajax

وصول أليجري إلى يوفنتوس تبعه التناغم مع أندريا أنييلي وبيبي ماروتا في الإدارة التي كانت تبحث عن استمرار الهيمنة والعودة للواجهة الأوروبية دون طلبات كثيرة مثلما كان الحال مع كونتي. أليجري في البداية كان لا يمانع العمل مع المتاح من اسماء، والإدارة لم تبخل في تدعيم الفريق طوال سنواته بداية من ديبالا ووصولاً إلى رونالدو، ولكن مع الوقت بدأ هو الآخر في المطالبة بتدعيمات إضافية واسماء بعينها مثل ما سُرب من اجتماعات الأيام الماضية ورغبته بالإطاحة بعدد من نجوم الفريق.

وعندما تكلم أليجري عن الخوف من مالمو، فهو كان يعرف ماذا يقول، يوفنتوس تحول من فريق مغلوب على أمره في أوروبا إلى عملاق يخشاه الجميع، ويدخل كل نسخة مرشحاً للقب، ولكن في كل مرة يسقط الفريق ويفتح باب الحديث عن الأسباب، وأحياناً يكون هو السبب.

في مباراتي بايرن بموسمه الثاني، قدم أليجري عرضاً فنياً ضعيفاً في تورينو لم تمحيه المباراة التكتيكية المميزة بالإياب في ميونخ رغم الغيابات العدة، وضع تكرر الموسم الفائت أمام ريال مدريد بربع النهائي، وهذا العام كذلك في مقابلة أتلتيكو، في ظاهرة حيرت الكثيرين حول إذا كان المدير الفني مدرب إيطالي تقليدي يفضل الخطط الدفاعية، أم مبتكر ويجيد التكيف مع ظروف المباريات والخصوم.

موسم أليجري الأخير مع يوفنتوس يعد هو الأسوأ له في سنواته الخمس في تورينو، والتي شهدت تتويج النادي ببطولات وصلت إلى 11 ما بين دوري وكأس وسوبر إيطالي، مع عدم نسيان بلوغه نهائي دوري الأبطال مرتين، ولكن ذلك لا ينفى أنه في المجمل التجربة يمكن وصفها بالإيجابية رغم الفشل في التتويج الأوروبي، ولكن الرجل جعل السيدة العجوز تعزز سيطرتها محلياً وأعاده عملاقاً أوروبياً، تاركاً حملاً ثقيلاً وفريقاً مدججاً بالنجوم جاهز للاستمرار في إنجازات الأعوام الثمانية الأخيرة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0