هناك نظرية تدعي أن جماهير كرة القدم تنقسم لنوعين، لا تجزم تلك نظرية أنهما النوعان الوحيدان في كرة القدم لكن أغلب جماهير الساحرة المستديرة ينتموا لأحدهما.
أول أنواع تلك الجماهير هي المتفائلة والتي ترى المستقبل مشرق مهما كانت المعطيات المتواجدة في الحاضر، هؤلاء بالطبع تتضاعف توقعاتهم مع تحسن المعطيات الموجودة.
وهناك النوع الآخر المتشائم الذي لا يرى الخير أبدًا في المستقبل مهما كان الوقت الحالي مبشرًا وبه من المعطيات ما يعطي الأمل.
وبالتبعية هؤلاء ينتظروا التعثرات ليدللوا بها على مدى سلامة وجهة نظرهم المتشائمة، كأنها تهمهم أكثر مما يهتموا لأنديتهم.
تشيلسي إلى الهاوية
لو طبقنا تلك النظرية على جماهير تشيلسي بعد مرور أيام قليلة من انطلاق الموسم سنجد أن بعضهم يرى المستقبل مظلمًا تمامًا دون أي أمل في التغيير.
يأتي هذا في نفس الوقت الذي قامت فيه إدارة النادي بواحد من أفضل فترات الانتقالات في تاريخه الحديث، على الأقل في العشر سنوات الأخيرة.
تأثير كورونا والصفقات الشفافة .. ملامح الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي
تميز سوق انتقالات تشيلسي لم يظهر فقط بسبب ضعف ميركاتو منافسيه، لكن أيضًا بسبب نوعية الصفقات التي أبرمها النادي اللندني.
وغلبت على صفقات تشيلسي طابع البناء لفريق مستقبلي يستطيع المنافسة على البطولات وحصدها لسنوات، وبأرقام قياسية في سوق انتقالات هو الأكثر خمولًا في السنوات الماضية بسبب فيروس كورونا.
لكن بالرغم من كل تلك الصفقات، لا تزال بعض الجماهير تتوقع ألا يتحسن تشيلسي كثيرًا عما كان عليه في الموسم الماضي.
وبعضهم يتوقع أن يستمر فرانك لامبارد في السقوط بنفس الأخطاء التي كان يقع فيها خلال موسمه الأول في قيادة البلوز فنيًا.
لامبارد يعيد تجربة كلوب
البعض الذي ينتمي للمعسكر الآخر ينتظر تجربة مماثلة لتلك التي صنعها يورجن كلوب في ليفربول مع فرانك لامبارد.
لكنهم يتوقعوا أن يروا النتائج التي انتظرت جماهير ليفربول خمس سنوات لتحصل عليها في أشهر قليلة، وهو أمر غير منطقي على الإطلاق.
لا يوجد منطق في العالم يجعل فريقًا كان في وضع تشيلسي بعد مورينيو وكونتي وساري يعود للمشهد بنفس قوة ليفربول الحالية في أشهر قليلة.
مهما كانت الصفقات مبشرة، ومهما كان مشروع فرانك لامبارد مضيء بالنسبة لهؤلاء، لا يجب التعامل معه بتلك الطريقة.
مثل ذلك التعامل لن يجدي نفعًا أبدًا سوى في إضافة المزيد من الضغوط على لامبارد وعناصره الشابة في تشيلسي، هؤلاء الذين يعد أغلبهم صغيرًا في العمر ولن يتعاملوا مع تلك الضغوط والتوقعات المرتفعة بشكل جيد.
خير الأمور الوسط
Getty/Goalسيكون على جماهير تشيلسي التروي قليلًا قبل أن تبدأ في إصدار الأحكام على لامبارد وفريقه المكون أغلبه من عناصر شابة.
نتاج انسجام تلك العناصر وقدرتهم على تقديم أفكار لامبارد لن يظهر بين ليلة وضحاها، وقد لا يظهر قبل أشهر حتى.
أليسون يكشف أسرار تصديه لركلة جزاء جورجينيو
وعلى الجميع الأخذ في الاعتبار فترة الإعداد القصيرة، الشبه معدومة، ومدى تأثير ذلك على فريق فقد الكثير من عناصره بالفعل واستبدلهم بغيرهم.
لامبارد لن يكون كلوب آخر لا اليوم ولا بعد خمس سنوات، بل سيبقى لامبارد بأفكار مختلفة وشخصية متفردة، سواء نجح في فرض ذلك على الفريق وتحقيق النجاحات معهم أو لا.
الشيء الوحيد المؤكد والمطلوب الآن من كافة الجماهير هو الصبر والانتظار لمشاهدة كيف يمكن للامبارد حقًا أن يقنع هؤلاء النجوم الشباب بتنفيذ أفكاره؟ وكيف سينعكس ذلك على النتائج في تشيلسي؟!




