بقلم علي سمير تابعوه على تويتر
نتائج محبطة ومستوى باهت، أنباء حول الإقالة وجرانيت جاكا يغادر الملعب ويلقي قميصه بعد سبه للجماهير، الفوضى تعم في شمال لندن وأرسنال يتجه للهاوية من جديد.
المشكلة الوحيدة التي واجهت المدفعجية مع مدربه السابق أرسن فينجر كانت خط دفاعه، لم تكن هناك أي أزمات كبرى لدى الفريق اللندني سوى هذه الأزمة.
سنوات من كرة الممتعة والهجومية، مهما كانت العناصر التي لعب بها الفريق، مع إهمال كبير للنواحي الدفاعية وتطويرها.
الأمور اختلفت مع المدرب الحالي أوناي إيمري، ليست أفضل دفاعياً، بل تلاشت القوة الهجومية، وسط تساؤلات حول خطة أو هوية الفريق.
ما هي الخطة؟
في ديسمبر 2018 دخل أليكس إيوبي لاعب أرسنال السابق، ملعب أميكس ستاديوم معقل نادي برايتون وهو في حيرة شديدة من أمره.
عدسات التليفزيون التقطت النيجيري وهو يسأل زميله جرانيت جاكا، ما الخطة التي نلعب بها؟ مشهد يعكس الحالة التي يمر بها النادي الإنجليزي.
دف
الافتراض الأكبر أن إيوبي وقتها مكث على دكة البدلاء 45 دقيقة، دون أن يفهم الخطة التي يلعب بها فريقه قبل نزوله.
الأسوأ من ذلك أن اللاعب دخل بين الشوطين، السؤال هنا، ما نوع التعليمات التي أعطاها له إيمري ولم تشمل الخطة التي يلعب بها الفريق؟
مر حوالي عام على هذه الواقعة، والسؤال ليس لإيوبي فقط، ولكن لجميع من يتابع أرسنال حول ماهية الخطة والأسلوب الذي ينتهجه مدربه.
عقم هجومي
Getty Imagesوفقاً للأرقام والإحصائيات، فإن أرسنال فقد تماماً ميزته الأكبر وهي خلق وصناعة الفرص، ليتحول إلى نسخة رديئة من ستوك سيتي.
الفريق صنع 85 فرصة من لعب مفتوح هذا الموسم، متفوقاً على واتفورد صاحب المركز الأخير بفرصة وحيدة.
مانشستر سيتي "157 فرصة"، تشيلسي 113، ليفربول 104، أستون فيلا 102، ليستر سيتي 92، برايتون 86، توتنهام 89 جميعهم يتفوقون على فريق إيمري.
المدرب الإسباني جعل أرسنال يصنع فرصاً أقل من برايتون وأستون فيلا، بينما خرج في أيامه الأولى ليؤكد للجميع أنه 5/4 بدلاً من 1/0.
الاجتهادات الفردية لبيير أوباميانج وأليكساندر لاكازيت، هي من جعلت الفريق يتفادى التواجد بشبح الهبوط بعد 10 جولات من الدوري الإنجليزي.
إيمري مصر على استبعاد مسعود أوزيل أكثر اللاعبين إبداعاً بفريقه، ويستبدله بلوكاس توريرا المحور الدفاعي أو جو ويلوك صاحب الأولوية على الوافد الجديد داني سيبايوس، ويخرج في كل مؤتمر صحفي ليؤكد أن الفريق يتطور!
كوارث دفاعية
تشبيه أرسنال بنموذج متطرف من الكرة المملة مثل ستوك سيتي الذي يعتبر من أكثر الفرق المكروهة في تاريخ البريميرليج، لا يبدو منطقياً بالنظر لدفاع الفريق اللندني بالوقت الحالي.
لو كان الفريق يدافع على حساب الهجوم، لاعتبرنا ذلك أمراً مفهوماً وتضحية لازمة للتغلب على أزمة الدفاع، ولكن الكوارث ازدادت وبشكل أكبر.
أرسنال يعتبر من أقل الفرق استخلاصاً للكرة في البريميرليج هذا الموسم، وفي رصيده 79 استخلاص ناجح فقط.
ويأتي ذلك بعد كل من مانشستر سيتي 90، تشيلسي 128، ليفربول 104، أستون فيلا 112، مانشستر يونايتد 83، برايتون 124، توتنهام 89، ليستر سيتي 119، إيفرتون 95.
ويضاف لهم أيضاً واتفورد 106، وست هام 99، ساوثامبتون 111، بيرنلي 116، نوريتش سيتي 92، بورنموث 146، نيوكاسل يونايتد 113، شيفيلد يونايتد 132، كريستال بالاس 127 وولفرهامبتون 118.
وهو ما يعني أن أرسنال في المركز الأخير من حيث استخلاص الكرة في إنجلترا، وبفارق بعيد عن فرق أخرى أقل من ناحية العناصر.
انظروا إلى ليفربول
Getty Imagesتعالت أصوات الرحيل تجاه إيمري في الفترة الأخيرة، ولكن البعض الآخر ينادي بالصبر مستخدماً الجملة الشهيرة ..انظروا إلى ليفربول.
الاستشهاد بصبر جماهير الريدز على يورجن كلوب قبل لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لا يأتي في صالح إيمري أبداً.
كلوب جاء لفريق متهالك محطم لا يملك أي ميزة حقيقية، بعض العناصر الجيدة وأخرى لا تستحق ارتداء قميص الريدز.
المدرب الألماني وضع أسلوب واضح وطريقة لعب محددة انتهجها منذ يومه الأول، قام بتكوين شخصية مختلفة وجعل الفريق مميزاً من الناحية الهجومية ولا يعيبه سوى الدفاع.
مساعد كلوب يطمئن جماهير ليفربول على إصابة صلاح وفان دايك قبل مواجهة آرسنال
زيدان مكذبًا الشائعات حول بيل: لا يريد الرحيل وهذا أفضل للجميع
الصورة اكتملت بقدوم فيرجيل فان دايك وأليسون بيكر ومحمد صلاح وفابينيو، لينهي كلوب جفاف البطولات، ويحصد نتيجة عمله.
وأما إيمري فهو يقود أرسنال نحو الأسوأ، الفريق لا يتحسن دفاعياً، يخسر من الجميع خارج أرضه، وفقد صفاته الهجومية، لا توجد أي مؤشرات حول تحسن، رغم جلب عناصر مميزة مثل سيبايوس ونيكولاس بيبي وكيران تيرني.
الصبر على إيمري ليس سوى مضيعة وقت، ومن الغباء الإصرار على وجوده، وإهدار فرصة التعاقد مع أسماء أكبر متاحة وأنسبهم ماسيميليانو أليجري.