مساء الثلاثاء، تنطلق منافسات الدور نصف النهائي من بطولة أمم أوروبا "يورو 2020" بمباراة هي الأكثر انتظارًا حتى الآن في البطولة، والتي تجمع بين إسبانيا وإيطاليا، على ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية، لندن.
مواجهة إسبانيا وإيطاليا تعد واحدة من المواجهات الكلاسيكية في كرة القدم الأوروبية، ومواجهة تحمل في طياتها الكثير من الذكريات، بداية من المباراة الأولى بينهما في نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية 1920، وحتى آخر مباراة جمعتهما في سبتمبر 2017 لحساب التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018.
تاريخ مواجهات إسبانيا وإيطاليا
تواجه منتخبا إسبانيا وإيطاليا في 37 مناسبة سابقة في كل المسابقات، والمميز أنه لا توجد أفضلية لطرف على آخر سوى فقط في عدد الأهداف المسجلة.
وتمكن "الأتزوري" من تحقيق 11 انتصارًا سجل خلالها 43 هدفًا، فيما حسم التعادل 15 مباراة بين المنتخبين، وحقق "لا روخا" 11 انتصارًا سجل خلالها 40 هدفًا.
أما على مستوى بطولة أمم أوروبا، فقد تواجه منتخبا إسبانيا وإيطاليا في ست نسخ سابقة من البطولة، وستكون مباراة الثلاثاء السابعة بينهما.
وانتهت ثلاث مباريات بين إسبانيا وإيطاليا في بطولة أمم أوروبا بالتعادل، بينهما واحدة في ربع نهائي نسخة 2008، حسمها "لا روخا" بركلات الترجيح بنتيجة 4-2.
وتمكن منتخب إيطاليا من تحقيق انتصارين على إسبانيا، الأول في ثاني مواجهة جمعت بينهما في دور المجموعات من يورو 1988، وفاز فيها "الأتزوري" بهدف دون رد، وفي المواجهة الأخيرة في دور الستة عشر من يورو 2016 بهدفين نظيفين.
أما انتصار إسبانيا الوحيد، فقد جاء مدويًا وصاخبًا للغاية، وحقق فيه "لا روخا" الفوز برباعية نظيف في نهاية يورو 2012، ليحصد حينها لقبه الثاني في البطولة.
Goal/Gettyثأر إيطاليا المنتظر
رغم فوز إيطاليا على إسبانيا في يورو 2016 بهدفين دون رد في دور الستة عشر، إلا أن مشجعي "الأتزوري" لا يزالون يشعرون بغصة في حلوقهم من الخسارة المذلة في نهائي يورو 2012، التي قدم فيها لاعبو "لا روخا" أداءً استثنائيًا حققوا به اللقب الثالث في تاريخ منتخب بلادهم، والثاني على التوالي.
منتخب إيطاليا يعد واحدًا من المنتخبات صاحبة الحظ التعيس في اليورو، حيث لا يزال "الأتزوري" يبحث عن لقبه الثاني في البطولة، منذ عام 1968، رغم بلوغه النهائي في نسختي 2000 و2012.
وفي المجمل لعب منتخب إيطاليا نصف نهائي أمم أوروبا أربع مرات سابقة، تأهل في ثلاثة منها إلى النهائي، فيما خسر مرة واحدة كانت في نسخة 1988 أمام الاتحاد السوفيتي بهدفين دون رد.
رقم استثنائي في نصف النهائي
يمتلك منتخب إسبانيا في جعبته واحدًا من الأرقام الاستثنائية في بطولة أمم أوروبا، حيث تمكن في كل مرة لعب فيها لقاء الدور نصف النهائي من التأهل إلى المباراة النهائية.
البداية كانت في نسخة 1964 التي استضافتها إسبانيا، والتي تخطى فيها "لا روخا" عقبة منتخب المجر في الدور نصف النهائي بهدفين مقابل هدف بعد التمديد لأشواط إضافية، وتمكن من الانتصار على منتخب الاتحاد السوفيتي بنفس النتيجة في النهائي.
وانتظر منتخب إسبانيا حتى نسخة 1984 التي أقيمت في فرنسا للعب نصف النهائي مرة أخرى، وفاز على منتخب المجر بنتيجة 5-4 في ركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، لكنه انحنى أمام "الديوك" في النهائي بهدفين نظيفين.
المرة الثالثة كانت مع الجيل الذهبي لمنتخب إسبانيا في نسخة 2008 التي أقيمت في النمسا وسويسرا، وفاز في نصف النهائي على منتخب روسيا بثلاثية نظيفة، قبل أن ينجح في الفوز على ألمانيا بهدف دون رد في النهائي.
آخر نصف نهائي لعبه منتخب إسبانيا في اليورو كان في عام 2012 في النسخة التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا، وتمكن "لا روخا" من الفوز على منتخب البرتغال بنتيجة 4-2 في ركلات الترجيح بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
كيف وصل منتخب إسبانيا إلى نصف نهائي اليورو؟
بدأ منتخب إسبانيا مشواره في "يورو 2020" ببطء، حيث تعادل سلبيًا أمام السويد، ثم تعادل بنتيجة 1-1 أمام بولندا، لكنه حجز تذكرته إلى دور الستة عشر بفوز عريض بخماسية نظيفة على سلوفاكيا في الجولة الثالثة، ليحتل وصافة المجموعة الخامسة برصيد 5 نقاط خلف منتخب السويد.
وفي دور الستة عشر، نجح منتخب إسبانيا من الفوز على كرواتيا بنتيجة 5-3 بعد التمديد لأشواط إضافية، إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 3-3.
أما في الدور ربع النهائي، فتواجه منتخب إسبانيا أمام سويسرا، أحد الأحصنة السوداء في البطولة، وبعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، حسمت ركلات الترجيح فوز "لا روخا" بنتيجة 3-1.
منتخب إسبانيا، ورغم بدايته البطيئة نسبيًا في البطولة، وغياب الأسماء الكبيرة عن صفوفه والاعتماد على الشباب، إلا أن لويس إنريكي أظهر أن روح التجانس بين لاعبيه واللعب كمجموعة متوازنة قد ينجح في جعل الفريق يتقدم بشكل جيد في بطولة صعبة مثل اليورو.
كيف وصل منتخب إيطاليا إلى نصف نهائي اليورو؟
وعلى النقيض من إسبانيا، فإن منتخب إيطاليا بدأ الضرب بقوة في "يورو 2020" بفوزه في كل مباريات دور المجموعات دون أن تتلقى شباكه أي أهداف، حيث افتتح البطولة بالفوز على تركيا بثلاثية دون رد، ثم على سويسرا بنفس النتيجة، واختتم دور المجموعات بالفوز على ويلز بهدف نظيف.
وفي دور الستة عشر، ورغم المعاناة النسبية أمام سويسرا، وانتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي، إلا أن تغييرات روبرتو مانشيني منتخب "الأتزوري" الفوز في الأشواط الإضافية بهدفين مقابل هدف.
الاختبار الأكبر أمام منتخب إيطاليا في "يورو 2020" كان في مواجهة ربع النهائي أمام بلجيكا، لكن نتيجة الشوط الأول والذي تقدم فيه "الأتزوري" بهدفين مقابل هدف، حسمت المباراة في نهاية المطاف.
منتخب إيطاليا يقدم أداءً استثنائيًا في "يورو 2020" بفضل تماسك دفاعه بالإضافة إلى تنوع أساليب لعبه، وقدرة روبرتو مانشيني على بث روح جديدة ومختلفة جعلت المنتخب الإيطالي يسير بخطى ثابتة بعد فترة من التخبط والتراجع في الأداء والنتائج، ولعل مواجهة إسبانيا ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى تماسك هذه المجموعة.