إرث مسمم ذلك الذي تركه جوسيب ماريا بارتوميو لجوان لابورتا في برشلونة، محاطًا بفواتير أجور خانقة، و30% انخفاض في الدخل بسبب جائحة كورونا وتدقيق حسابات منتظر.
حالة النادي المالية مثل فيلم الرعب، فالفريق مديون بـ 1,173 مليون يورو، منهم 730 مطلوب سدادهم على فترات قصيرة، و323 ديون انتقالات مطلوب منهم 126 مليون قريبًا.
تعليق لابورتا على حالة النادي الاقتصادية كان بسيطًا لكنه مرعبًا: "الأمر أسوأ مما كنت أعتقد"، ليس هذا فحسب، الأمر حقًا أسوأ مما اعتقد أي شخص.
جونيور وترينكاو وكونراد وتوديبو.. تمت
مؤخرًا علم جول أن برشلونة لن يستطيع تسجيل عقود ليونيل ميسي ولا سيرخيو أجويرو ولا ممفيس ديباي ولا إريك جارسيا ولا إيمرسون في الوقت الحالي، بسبب تخطي النادي لحاجز الرواتب الذي حددته رابطة الليجا للفريق، لذلك تخفيض فواتير الرواتب أصبح ضرورة ملحة لدى الإدارة.
بالرغم من الوضع السيئ هناك حالة ثقة لدى إدارة برشلونة في خافيير تيباس رئيس رابطة الليجا وفي تغيير موقفه الحالي للقيام بما قامت به معظم روابط الأندية من تيسير للوضع المالي وتجاوز عن الحد الأقصى للرواتب خلال الموسم الجديد.
في الواقع فالمفاوضات مع تيباس والرابطة جارية في الوقت الحالي، لكن لم يتم التوصل لأي اتفاق بعد، لذلك وحتى الآن فالحل الوحيد أمام برشلونة هو تخفيض الرواتب وتوفير 200 مليون يورو وموازنة الأمور اقتصاديًا قبل أن يستطيع النادي تسجيل أي عقد جديد.
مصائب برشلونة لا تنتهي.. فيرنانديش يلجأ لمقاضاة النادي!
تلك الشروط وافق عليها 42 ناديًا إسبانيًا بالفعل، لذلك المفاوضات صعبة ومعقدة، والنادي بدأ في تسريح اللاعبين وبيعهم، فباع جونيور فيربو وأعار فرانشيسكو ترينكاو وكونراد وباع توديبو كما فسخ عقد ماتيوس فيرنانديش، بالرغم من كل ذلك فالإدارة بعيدة للغاية عن تحقيق هدف توفير الـ 200 مليون يورو.
جونيور فيربو: اللاعب تم بيعه لليدز الإنجليزي مقابل 15 مليون يورو، بالإضافة لبعض المتغيرات، وسيحصل ريال بيتيس على 2.2 مليون يورو من عملية البيع، ومع خصم راتب اللاعب يكون إجمالي ما وفره برشلونة هو 9.2 مليون يورو.
إجمالي ما سيتم توفيره: 9.2 مليون يورو.
فرانشيسكو ترينكاو: بسبب إعارته لوولفرهامبتون سيستمر برشلونة في دفع الديون الخاصة بقدومه للفريق، لكن في الوقت نفسه سيوفر الفريق راتبه الذي يصل لـ 8 مليون يورو في العام.
إجمالي ما سيتم توفيره: 8 مليون يورو.
كونراد دي لا فوينتي: بعد انضمامه لمارسيليا مقابل 3 مليون يورو وخصم راتبه الذي يبلغ 200 ألف يورو في العام سيكون إجمالي ما وفره برشلونة هو 3.2 مليون يورو.
إجمالي ما سيتم توفيره: 3.2 مليون يورو.
جان كلير توديبو: اللاعب الذي انضم لنيس مقابل 8.5 مليون يورو بالإضافة للمتغيرات قد ترتفع لـ 14 مليون، لكن إجمالي ما وفره بعد خصم مليون يورو راتبه السنوي سيكون 9.5 مليون يورو قابلة للزيادة لاحقًا.
إجمالي ما سيتم توفيره: +9.5 مليون يورو.
ماتيوس فيرنانديش: النادي قام بفسخ تعاقده بشكل أحادي ودفع له تعويض صوري، لكن اللاعب سيلجأ للمحكمة ومن الممكن أن يحصل على 4.2 مليون يورو كتعويض، مما يعني أن رحيل اللاعب أضاف 4.2 مليون يورو لفاتورة برشلونة.
إجمالي ما سيتم توفيره: -4.2 مليون يورو.
Goalأولوية التخلص من أومتيتي وكوتينيو وبيانيتش
برشلونة يدرك جيدًا أن ما قام به في سوق الانتقالات من بيع لا يكفي حتى الآن، لذلك يضغط النادي من أجل التخلص من صامويل أومتيتي وميراليم بيانيتش وكوتينيو.
مشكلة هؤلاء الحقيقية هي الرواتب الضخمة لهم، والتي لا يمكن لأي فريق أن يدفعها حتى لو كان مهتمًا بالحصول على خدماتهم، لذلك وبحسب ما ذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" فالفريق عرض عليهم بطاقة خروج مجانية في الصيف الجاري وليس فسخ عقودهم، فلا يمكن للنادي تحمل تكلفة ذلك.
لهذا يعرض النادي رحيلهم عن صفوفهم قبل بداية الموسم على أن يستمر في دفع رواتبهم حتى يجدون ناديًا جديدًا، وهو الأمر الذي تم رفضه تمامًا من قبل اللاعبين، فأصبح الخيار الوحيد هو البحث عن إعارة لهم، لكن هل سيفيد ذلك برشلونة؟ دعونا نحلله فيما يلي:
صامويل أومتيتي: اللاعب رفض بطاقة حريته في سوق الانتقالات وعملية فسخ تعاقده ستكون معقدة للغاية وستكلف النادي أكثر مما سيوفر، ولا يوجد أي فريق يريد أن يشتريه، لذلك فخياره الوحيد هو الخروج في إعارة، وذلك قد يوفر لبرشلونة راتبه البالغ 20 مليون يورو.
إجمالي ما سيتم توفيره: 20 مليون يورو.
ميراليم بيانيتش: وقع اللاعب قبل عام واحد فقط مقابل 60 مليون يورو في صفقة مثيرة للجدل خسر فيها برشلونة أرتور، ولا يزال عليه ديون بقيمة 45 مليون يورو في تلك الصفقة، ولا توجد أي عروض له حاليًا، كما رفض الرحيل بشكل مجاني، وفي حالة رحيله في إعارة سيوفر راتب سنوي 16 مليون يورو.
إجمالي ما سيتم توفيره : 16 مليون يورو.
فيليبي كوتينيو: الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة لا يجد أي فريق يريده في الوقت الحالي، ويعمل النادي على إيجاد أي صفقة تسمح برحيله، بسبب راتبه الكبير الذي يبلغ 14 مليون يورو سنويًا، صحيح أن برشلونة سيستمر في دفع الأموال بعد رحيله لو حدث لكن النادي سيوفر 28 مليون يورو.
إجمالي ما سيتم توفيره : 28 مليون يورو.
في ذلك السياق، ما هو الأفضل لبرشلونة؟ الأمر معقد نوعًا ما، فالنادي عليه أن يوازن خسائره ونفقاته وفي الوقت نفسه لا توجد عروض لنجومه، وعلى المدى البعيد سيكون بيع النجوم هو الحل، فبذلك سينهي برشلونة أزمات منتظرة ستتكرر في المواسم المقبلة بسبب ملايين اليوروهات التي يتم دفعها في صفقات جاءت للنادي بالفعل.
Goal/Gettyعملية التنظيف ليست كافية لموازنة الخسائر وفواتير الرواتب!
بيت القصيد هنا، حتى لو نجح برشلونة في التخلص من أومتيتي وبيانيتش وكوتينيو سيكون الفريق قد تخلص من 64 مليون يورو فقط بواقع 28 لكوتينيو و16 لبيانيتش و20 لأومتيتي، بالإضافة لـ 9.2 لجونيور و8 لترينكاو و3.2 لكونراد و9.5 لتوديبو بالإضافة لسالب 4.2 لماتيوس ليكون إجمالي التوفير 89.7 مليون.
هل يكفي ذلك لتحسين وضع برشلونة؟ بكل تأكيد لا، فالنادي لن يستطيع استغلال سوى 25% من تلك الأموال في الصفقات الجديدة وفي تسجيل العقود.
لأن برشلونة تجاوز الحد الأقصى للرواتب بنسبة 110% فذلك يعني وفقًا لقوانين رابطة الأندية أن الحد الأقصى للنفقات سيكون 25% من الدخل أي حوالي 22 مليون يورو.
كل ما تحدثنا عنه سابقًا لن يكون كافيًا حتى لتسجيل عقد ميسي الجديد، وهو التجديد الأهم بين كل الصفقات بسبب جدواه الاقتصادية والدخل الذي يتسبب فيه للنادي، والذي تجاوز بكثير راتبه مع الفريق.
كذلك لن يكون كافيًا لتسجيل الصفقات الجديد التي جاءت كلها بشكل مجاني لكن رواتبهم السنوية ستكلف الكثير، فأجويرو سيحصل على 12 مليون يورو، وديباي مثله وإريك جاريسا يحصل على مليوني يورو، وإيمرسون على ثلاثة مليون بإجمالي 27 مليون يورو.
ذلك يدعونا للتفكير إذا ما كان على برشلونة أن يبيع الزيد من اللاعبين أو يفسخ بعض العقود بالرغم من الصعوبات الكبيرة فعقد ماتيوس فيرنانديش كان به بندًا يسمح لبرشلونة بفسخه بشكل أحادي على عكس غالبية نجوم الفريق الأول.
بالإضافة لذلك فأي عقود رعاية جديدة أو دخل من بيع أصول النادي لن يساعد برشلونة في تغيير الواقع الحالي، حيث سيتم تسجيل تلك الأرقام في العام المالي الجديد 2021-2022 بينما تم تحديد الحد الأقصى للرواتب بناءً على العام المالي 2020-2021 الذي انتهى بنهاية يونيو، وأرقامه ستعلن بشكل رسمي منتصف الشهر الحالي بعد انتهاء لجنة التدقيق الخاصة بلابورتا من التدقيق في حسابات النادي.
بارتوميو ألقى باللوم على فيروس كورونا في وضع برشلونة المالي الحالي، لكن الحقيقة أن إدارته كانت متهورة، وعاشت حياة تفوق إمكانياتها المادية وسدت العجز بالقروض والسلف، وتركوا النادي يواجه واقعًا دراميًا والحلول مطلوبة بشكل فوري وعاجل والوقت لا يلعب في صالحهم.
في النادي يعترفون أن الوضع حرج ومعقد للغاية وأن برشلونة يحتاج للوقت وللصبر للتعافي من المرحلة الحالية، صافرات الإنذار تدوي في برشلونة بالوقت الحالي.


