Getty Imagesبرشلونة "يتخبط" بعد بداية مبهرة للموسم
يعيش نادي برشلونة فترة مليئة بالتناقضات والاهتزاز في المستوى تحت قيادة المدرب هانز فليك، حيث يجمع الفريق بين الأداء الهجومي المبهر والهشاشة الدفاعية المقلقة.
فبعد بداية قوية أظهر فيها الفريق قدرات هجومية فتاكة، أبرزها الفوز الساحق على فالنسيا بسداسية نظيفة، وتحقيق انتصارات هامة على فرق عنيدة مثل ريال سوسييداد ونيوكاسل يونايتد، شهد أداء الفريق تراجعًا حادًا في الأسابيع الأخيرة.
هذا التراجع تمثل في الخسارة الأوروبية على أرضه أمام باريس سان جيرمان، والتي تبعتها هزيمة قاسية ومذلة بأربعة أهداف مقابل هدف أمام إشبيلية في الدوري، مما كشف عن مشكلة هيكلية واضحة في المنظومة الدفاعية التي تستقبل أهدافًا سهلة في المباريات الكبرى.
هذه النتائج المتذبذبة أثارت انتقادات داخلية من إدارة النادي، ووضعت الفريق في موقف صعب، مع اقتراب مواجهات مصيرية ضد جيرونا وأولمبياكوس، وقمة الكلاسيكو المنتظرة أمام ريال مدريد.
Getty Images Sportماذا قال ديكو للاعبي برشلونة؟
"إذا اعتقدنا أن الجودة تأتي قبل العمل، فلدينا مشكلة"، هكذا لخص ديكو المدير الرياضي أزمة ناديه في تصريحات لراديو كتالونيا، ما يؤكد وجود بعض التصدعات في برشلونة.
وأضاف نجم الكرة البرتغالية السابق: "لسنا رائعين أو مبهرين كما صورتنا الناس في الموسم الماضي. نحن نكون فريقًا عندما نعمل كيد واحدة، حينها نكون فريقًا يصعب التغلب عليه لأننا، بالإضافة إلى ذلك، نمتلك الجودة".
أزمة في غرفة الملابس.. هل من نهاية؟
يتضح أن رسائل التنبيه من اللاعبين أنفسهم بعد السقوط ضد إشبيلية تستجيب لقضية هيكلية.
فمن وجهات نظر مختلفة، سواء من مقاعد البدلاء أو غرفة الملابس أو الطاقم الفني، يتم الكشف عن سلوكيات تلقائية لا تتوافق مع الفريق المتضامن الذي فاجأ الجميع في العام الماضي بأداء استثنائي.
ولا يجب أن ننسى رسالة هانز فليك للاعبين بعد التعادل 1-1 أمام رايو فاييكانو في أواخر أغسطس: "الغرور يقتل النجاح"، على الرغم من أن المدرب كان قد بعث برسالة إيجابية من النقد الذاتي بعد الهزيمة في إشبيلية حين قال: "أعجبني ما رأيته في غرفة الملابس بعد المباراة".
AFPقائمة الغيابات والضغط على الجهاز الفني
يزيد من أزمة برشلونة أن الفريق يعاني حاليًا من قائمة إصابات طويلة التي تضم لاعبين أساسيين، مما يحد من خياراته التكتيكية.
غياب رافينيا ويامال معاً أفقد الفريق ميزة اللعب على الأطراف والسرعة في الهجوم المرتد، وهو ما جعل أداء الفريق الهجومي بطيئاً ومتوقعاً في مباراة إشبيلية، حيث تضم قائمة الغيابات كلاً من:
رافينيا: الجناح البرازيلي الذي يعاني من إصابة عضلية ومن المتوقع عودته في نفس توقيت عودة يامال.
مارك أندريه تير شتيجن: الحارس الأساسي الذي يعاني من مشكلة في الظهر أجرى على اثرها جراحة.
بابلو جافي: يغيب لفترة طويلة بسبب إصابة في الركبة وهو ما أثر على شدة الضغط في وسط الملعب، وهي السمة التي ميزت الفريق في الموسم الماضي.
فيرمين لوبيز وجوان جارسيا: يعانيان أيضاً من إصابات مختلفة.
هذه الغيابات تضع ضغطاً كبيراً على الجهاز الفني وتجعل عودة أي لاعب مؤثر بمثابة دفعة قوية للفريق.
ماذا ينتظر برشلونة في الفترة المقبلة؟
ويدخل نادي برشلونة فترة حاسمة ومزدحمة للغاية بعد انتهاء التوقف الدولي، حيث سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة والمتلاحقة التي قد تحدد ملامح موسمه المحلي والأوروبي.
وتبدأ هذه المرحلة الصعبة بمواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحل الفريق ضيفًا على غريمه التقليدي ريال مدريد في قمة الكلاسيكو المصيرية بالدوري الإسباني.
ولن تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ سيواجه الفريق خصومًا أقوياء في دوري الأبطال مثل كلوب بروج وتشيلسي خارج أرضه، بالإضافة إلى مباريات لا تقل صعوبة في الدوري ضد فرق عنيدة مثل سيلتا فيجو وأتلتيك بيلباو.
هذا الجدول المزدحم، الذي يتطلب اللعب بمعدل مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، سيضع ضغطًا هائلاً على فريق المدرب هانز فليك، وسيكون اختبارًا حقيقيًا لعمق التشكيلة وقدرة اللاعبين على التعامل مع الإرهاق البدني والذهني، خاصة في ظل تذبذب الأداء الدفاعي للفريق مؤخرًا.
ولا ننسى أن برشلونة خسر صدارة ترتيب الدوري الإسباني، بعد السقوط أمام إشبيلية، إذ يحتل المركز الثاني برصيد 19 نقطة، بفارق نقطتين خلف ريال مدريد الذي حقق 7 انتصارات وتلقى هزيمة وحيدة في الموسم أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-2، ما يضع النادي الكتالوني تحت الضغط، خصوصًا وأن موقعة الكلاسيكو المقبلة في نهاية أكتوبر الجاري ستكون خارج الأرض في سانتياجو برنابيو.
إعلان

