خسر أهم معاركه وفضح نجمه .. مواقف "ليست فنية" أثبتت أن نونو سانتو "كارت محروق" في الاتحاد

"الصرامة" شيء مطلوب من المدرب، كي لا يفرط عقد الانضباط في الفريق، لكن في الوقت نفسه مطلوب منه "احتواء الأزمات"، فلا تضخيمها محمود ولا الاستهانة بها كذلك..

أما سانتو فقد كان متخصصًا في تضخيم الأزمات، خاصةً الموسم الجاري، وهو العيب الذي بدأ معه منذ أواخر الموسم الماضي، والحديث هنا تحديدًا عن اللاعب عبد الرحمن العبود.

أكثر "الشامتين" في إقالة البرتغالي حاليًا هو العبود بلا منازع، اللاعب الذي عانى من تهميش المدرب له واستبعاده من التدريبات الجماعية دون مبرر واضح.

التقارير بالطبع تحدثت عن أن البداية كانت بغضب اللاعب لاستبعاده من إحدى المباريات في الموسم الماضي وهو الأمر الذي لم يتقبله المدرب، فإن سار مدربو العالم على خطى سانتو فربما انتهت مسيرة أغلب النجوم مبكرًا!

باءت محاولات الإدارة مع سانتو طوال الميركاتو الصيفي لإقناعه بالتصالح مع العبود بالفشل، التزم اللاعب بالتدريبات الانفرادية والبرنامج التأهيلي على أمل أن ينال رضا المدرب في النهاية، وأيضًا حكم على محاولاته بالفشل، وفي الأخير طُرد سانتو وبقي الجناح السعودي.

يخسر المدرب أهم معاركه عندما يقرر معاداة الجماهير، وهو ما قرر أن يفعله سانتو في فترته الأخيرة بالاتحاد..

في 26 من أكتوبر الماضي، تعادل الاتحاد أمام الحزم 2-2، ضمن الجولة الـ11 من دوري روشن، وهي المباراة التي أطلق بها الجمهور صافرات الاستهجان تجاه المدرب، فماذا فعل هو ردًا عليهم؟

"أنا لا أهتم لهتاف الجماهير، سأعود لمنزلي وأنام، لست مهتمًا بما حدث!" هكذا قال عقب مباراة خسر بها فريقه نقطتين وهكذا قلل من الجماهير!

في سبتمبر الماضي، عندما سئل سانتو عن مشوار العميد المرتقب في كأس العالم للأندية، أجاب: "لا أفكر حاليًا في كأس العالم"، حسنًا! فالبطولة أمامها أكثر من ثلاثة أشهر وقتها.

وفي نوفمبر الجاري، عندما سئل السؤال نفسه، لم تتغير الإجابة، رغم بقاء شهر واحد على انطلاق المونديال!

هذا التصريح أسقط البرتغالي في أعين الجماهير بشكل نهائي، وتأكدوا وقتها أنه لم يعد يليق بطموح فريقهم، بل ولم يعد يعبأ بمشواره وكأنه يستفز الإدارة لإقالته ومن ثم تحصله على الشرط الجزائي.

صانع الألعاب البرازيلي رومارينيو دا سيلفا واحد من ضحايا نونو سانتو في الاتحاد، لن نتحدث عن توظيفه الخاطئ في الملعب، الذي يفقده نصف قوته، إنما حديثنا هنا عن منحه شارة القيادة في بداية الموسم.

"روما هو الأنسب لحمل شارة قيادة الفريق، لديه صفات نريد بثها بين اللاعبين وهو لاعب محترف ومهم لنا" هكذا صرح البرتغالي في بداية الموسم، لكن الغريب أن البرازيلي أثبت أن عبء الشارة يفقده تركيزه في الملعب ويظهره متواضعًا من الناحية الفنية.

وبالفعل ما هي إلا جولتين فقط وفي الثالثة تم إعفاؤه من حمل الشارة ومنحها للمهاجم الفرنسي كريم بنزيما!

عندما يكون فريقك يضم اسم بحجم الفرنسي كريم بنزيما، فكسبه لصفك واحدة من خطوات نجاحك في الفريق، لكن سانتو فعل العكس تمامًا..

بدأ الخلاف عندما قرر سانتو عدم منح "الحكومة" شارة القيادة، وهو ما كشفت عنه صحيفة "الشرق الأوسط" متحدثة عن تقديم الفرنسي شكوى لصندوق الاستثمارات العامة من طريقة تعامل المدرب "غير الاحترافية" معه ورفضه منحه القيادة، ورغم نفي البرتغالي لهذه الأنباء إلا أن إعطاء كريم الشارة في أول مباراة بعد هذه الأنباء يجعلنا نصدقها بنسبة كبيرة.

حتى قبل أيام من إقالة البرتغالي، تحدثت الصحف عن تعنيفه لبنزيما في غرف خلع الملابس أمام اللاعبين عقب الخسارة الآسيوية أمام القوة الجوية، واتهامه بسوء علاقته مع زملائه وعدم النجاح في التأقلم بعد.

وبحسب الصحف السعودية، فإن بنزيما هو من طلب إقالة نونو سانتو من تدريب الفريق بل وهدد بعدم خوض أي مباراة حتى يرحل!

بينما حاول سانتو ارتداء لباس العقل في أزمته مع المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، لم يفلح وقام بتسليم اللاعب لمقصلة الجماهير على طبق من ذهب!..

في السادس من أغسطس الماضي، ودع الاتحاد كأس الملك سلمان للأندية الأبطال "البطولة العربية" بالهزيمة أمام الهلال 3-1 في ربع النهائي.

المباراة غاب عنها الساطي، وسط تقارير تتحدث عن غضبه من طريقة التعامل معه بعد انضمام بنزيما للفريق، وطلبه الرحيل لعدم تقبل الوضع.

وبدلًا من أن ينتظر المدرب لحين الاجتماع مع اللاعب لحل الأزمة التي نشبت قبل المباراة بساعات قليلة، خرج عبر المؤتمر الصحفي قائلًا: "ملف حمد الله شأن داخلي، سنقوم بحله مع إدارة النادي ومع الأشخاص الأمناء"، حتى هنا قال حسنًا سانتو، لكنه قرر أن يزيد فجأةَ: "لأنه في الاتحاد فقط سيبقى من يريد البقاء"، فكيف هو شأن داخلي وأنت تسرب رغبة اللاعب في الرحيل!

"نريد أن نحكم العالم" هكذا كان إعلان الاتحاد لصفقة البرازيلي فيليبي جوتا خلال الميركاتو الصيفي الماضي، وفي نهاية الانتقالات، تم وضع اسمه في قائمة المستبعدين من القائمة المحلية!

حتى الآن لا يعلم أحد سبب اختيار سانتو التعاقد مع هذا اللاعب طالما لن يمنحه فرصة كاملة مع الفريق!

نعم! ظهر جوتا بمستوى متواضع في البطولة العربية، لكن هل يعلم سانتو شيئًا عن حاجة اللاعبين لـ"التأقلم" مع فرقهم الجديدة؟ غريب أمره!

وفي الأخير، اضطر سانتو الاستعانة به في مباريات دوري أبطال آسيا، ليقوم اللاعب بإحراجه على الملأ بالمستوى المميز الذي يقدمه على الصعيد الآسيوي.

SHAHID