مشكلة برشلونة الكبرى.. إينيجو مارتينيز توقع حدوثها وكوبارسي يؤكد!

عبر باو كوبارسي مدافع برشلونة عن ذلك بعفوية بعد المباراة الأخيرة في ملعب رامون سانشيز بيزخوان: "علينا أن نبدأ بالضغط كما فعلنا في الموسم الماضي. لقد تراخينا وهذا لا يمكن أن يحدث".

تتزامن رسالة قلب الدفاع الشاب، بشكل مثير للفضول، مع تحليل تركه إينيجو مارتينيز مدافع الفريق الذي رحل إلى النصر السعودي في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، حول أسلوب اللعب المتطلب والجريء للمدرب هانز فليك، والذي انتشر مجدداً بشكل واسع في فترة التوقف الدولي الجارية، حيث إن غياب الأحداث الجديدة (برشلونة في راحة) لا يساعد على طي صفحة النتائج الأخيرة للفريق الكتالوني.

في مؤتمر صحفي سبق مباراة برشلونة وبريست في دوري أبطال أوروبا قبل عام، تحدث مارتينيز عن الأسلوب الدفاعي بقوله: "الأمر لا يتعلق بكشف ظهورنا بقدر ما يتعلق بكيفية الضغط وبأي طريقة وبأي شدة يتم ذلك".

وأضاف: "إذا كان الضغط جيدًا، فمن الواضح أنه من الصعب جدًا تمرير الكرة خلف المدافعين وأن تصل للمنافس بالضبط. ولكن يجب القول أيضاً إنه في بعض الأحيان كانت هناك مواقف لم يكن يجب أن يكون فيها الخط الدفاعي متقدمًا إلى هذا الحد".

المدافع الذي غادر برشلونة هذا الصيف متجهًا إلى الدوري السعودي لم يخفِ أبدا صعوبة الأسلوب الدفاعي لهانز فليك.

في الواقع، قبل بضعة أسابيع في مقابلة مع صحيفة ماركا، أصر إينيجو مارتينيز على الضغط الذي يفرضه أسلوب المدرب الألماني في الدفاع: "لقد كان موسما للاستمتاع والمعاناة في نفس الوقت بسبب الحفاظ على خط دفاعي متقدم ومثالي ودقيق للغاية. كان هذا أحد الأشياء التي فرضها فليك. كان ولا يزال أسلوبه في اللعب، الطريقة التي أراد أن نلعب بها. لقد بذلنا أقصى حد. كان عاماً استمتعت به إلى أقصى درجة، وتعلمت الكثير".

يعيش نادي برشلونة فترة مليئة بالتناقضات والاهتزاز في المستوى تحت قيادة المدرب هانز فليك، حيث يجمع الفريق بين الأداء الهجومي المبهر والهشاشة الدفاعية المقلقة.

فبعد بداية قوية أظهر فيها الفريق قدرات هجومية فتاكة، أبرزها الفوز الساحق على فالنسيا بسداسية نظيفة، وتحقيق انتصارات هامة على فرق عنيدة مثل ريال سوسييداد ونيوكاسل يونايتد، شهد أداء الفريق تراجعًا حادًا في الأسابيع الأخيرة.

في مونتجويك، نافس الفريق لكنه فقد الشدة في الجزء الأخير من المباراة أمام باريس سان جيرمان عندما أجرى لويس إنريكي التعديلات الصحيحة لتحرير فيتينيا.

وفي إشبيلية، كان انعدام الترابط أكثر وضوحاً منذ الدقيقة الأولى: عاقبهم الخصم مع فقد كل كرة، وكشف الشكوك بضرب ظهر المدافعين في كل هجمة، حيث كانوا مكشوفين تماماً بسبب نقص الشدة من زملائهم في (الضغط).

يزيد من أزمة برشلونة أن الفريق يعاني حاليًا من قائمة إصابات طويلة التي تضم لاعبين أساسيين، مما يحد من خياراته التكتيكية.

ويدخل نادي برشلونة فترة حاسمة ومزدحمة للغاية بعد انتهاء التوقف الدولي، حيث سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة والمتلاحقة التي قد تحدد ملامح موسمه المحلي والأوروبي.

وتبدأ هذه المرحلة الصعبة بمواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحل الفريق ضيفًا على غريمه التقليدي ريال مدريد في قمة الكلاسيكو المصيرية بالدوري الإسباني.

ولن تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ سيواجه الفريق خصومًا أقوياء في دوري الأبطال مثل كلوب بروج وتشيلسي خارج أرضه، بالإضافة إلى مباريات لا تقل صعوبة في الدوري ضد فرق عنيدة مثل سيلتا فيجو وأتلتيك بيلباو.

هذا الجدول المزدحم، الذي يتطلب اللعب بمعدل مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، سيضع ضغطًا هائلاً على فريق المدرب هانز فليك، وسيكون اختبارًا حقيقيًا لعمق التشكيلة وقدرة اللاعبين على التعامل مع الإرهاق البدني والذهني، خاصة في ظل تذبذب الأداء الدفاعي للفريق مؤخرًا.

ولا ننسى أن برشلونة خسر صدارة ترتيب الدوري الإسباني، بعد السقوط أمام إشبيلية، إذ يحتل المركز الثاني برصيد 19 نقطة، بفارق نقطتين خلف ريال مدريد الذي حقق 7 انتصارات وتلقى هزيمة وحيدة في الموسم أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-2، ما يضع النادي الكتالوني تحت الضغط، خصوصًا وأن موقعة الكلاسيكو المقبلة في نهاية أكتوبر الجاري ستكون خارج الأرض في سانتياجو برنابيو.