Manchester City v Liverpool - Premier LeagueGetty Images Sport

محمد صلاح: فكرت في مغادرة أوروبا والعودة للأهلي أو الزمالك.. و"البكاء" كان رد فعلي الوحيد!

في مقابلة نادرة مع السير مجدي يعقوب، أوضح صلاح أنه فكر جدياً في مغادرة بازل السويسري والعودة إلى مصر، للانضمام للأهلي أو الزمالك، بسبب شعوره بـ"الفتور" وغياب التقدير الذي اعتاد عليه.

  • بداية رحلة الاحتراف

    في الحوار الذي بثته قناة "On Sport"، شرح صلاح، هداف الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، الصدمة التي واجهها عند احترافه. وقال: "بداخلنا لا نعرف ما سيحدث... عندما خرجت وذهبت إلى سويسرا أول شيء نقابله كمصريين، أننا نشعر في مصر بالحصول على تقدير كبير جداً سوشيال ميديا والإعلام لو كنت تلعب في نادٍ جماهيري".

    وأوضح لاعب المقاولون العرب السابق الفارق قائلاً: "عندما تذهب إلى الخارج لا أحد يعرفك ولا تمثل شيئاً وعندما تسير في الشارع لا يشاور عليك أي شخص". هذا الشعور بالفتور والوحدة دفعه للتساؤل: "كنت في بداية مشواري ماذا أفعل هنا؟ هل أعود إلى مصر وانضم للأهلي والزمالك (ليقال) النجم ذهب والنجم جاء؟".

    اعترف صلاح أن هذا التفكير "جاءني كثيراً"، حيث كان يواجه صراعاً بين توقعاته في مصر والواقع الجديد في أوروبا.

    لكن صلاح أكد أنه اتخذ قراراً حاسماً بقطع هذا التفكير، مدركاً أنه سيقوده حتماً للعودة. وتابع: "قلت ماذا أفعل هنا في أوروبا؟ أنا أريد أن أفعل شيئاً مختلفاً. حتى أفعل شيئاً مختلفاً يجب التوقف عن هذا التفكير، لا أريد أن أكون مثل لاعب خرج إلى أوروبا لشهر أو شهرين وعاد. حينها سأشعر أني فاشل".

    وأضاف: "سأشعر أني حصلت على فرصة وعدت بسبب الضغوطات وعقليتي ولأني لا أستطيع التعايش مع الحياة وبسبب أعذار سأبررها لنفسي".

    لهذا قرر صلاح التخلص من كل الأعذار "ودخول تجربة محترمة" ومنح "كل شيء للكرة"، مؤكداً أنه رغم أوقات الشك، "الصورة الكبيرة أني واثق من نفسي".

  • إعلان
  • Liverpool v Manchester United - Premier LeagueGetty Images Sport

    أكبر التحديات التي واجهت صلاح

    رداً على سؤال الدكتور مجدي يعقوب حول التحديات، أشار صلاح إلى أن "الاختلاف في الثقافات" كان العائق الأكبر. ولخص الفارق الجوهري في العقلية قائلاً: "كنت أشعر في مصر أن الكرة جزء من يومي، في أوروبا الكرة هي يومي، شعرت بأني بحاجة لتغيير عقليتي، كنت أحتاج للتفكير بالطريقة التي يفكرون بها".

    لم يعد يرى نفسه "طفلاً قادماً من مصر ويبلغ 19 عاماً"، بل أراد "رؤية الناس التي نجحت وطريقة تفكيرهم وحديثهم". وكشف صلاح عن مصادر إلهامه الفكري في تلك الفترة قائلاً: "بدأت أشاهد فيديوهات مصطفى محمود وإبراهيم الفقي، وأركز على تفكيرهم وتغيير عقليتي". وأكد أن "تعلم اللغة وقراءة الكتب ومشاهدة الفيديوهات" كان "التحول الكبير" في مسيرته.

  • البكاء.. ردي الوحيد

    عندما سُئل عن قدوته، أشار صلاح إلى الأيقونات المصرية مثل "محمود الخطيب وحسن شحاتة"، لكنه لفت إلى أنه "لم نكن نملك لاعباً نجح في الوصول لتحقيق شيء كبير جداً في أوروبا" ليكون دليلاً له. هذا الغياب عزز من دافعه، حيث أكد صلاح أنه لم يكن يملك "أي خيار آخر" سوى النجاح، مضيفاً: "لو فشلت كانت حياتي ستتعرض للتدمير".

    هذا التركيز المطلق حكم تعاملاته اليومية منذ فترته في قطاعات الناشئين؛ فكشف أنه عندما كان المدرب يوبخه، كان يختار "الدخول لغرفة الملابس والبكاء وحيدًا (في الحمام) حتى لا يقوم بالرد عليه"، مضيفاً "كنت أخشى من خسارة المكان الذي أتواجد به". وفيما كان اللاعبون الآخرون يردون على المدرب ويخسرون أماكنهم، كان صلاح يلجأ للبكاء أحياناً. كما تحمل سخرية زملائه الذين قالوا له "أنت فلاح"، وعلقوا على ملابسه، لكنه أكد: "لم يكن يهمني سوى الوصول لما أرغب به".

  • Manchester City v Liverpool - Premier LeagueGetty Images Sport

    ماذا بعد لصلاح؟

    يواجه محمد صلاح، البالغ من العمر 33 عاماً، موسماً مليئاً بالتحديات مع ليفربول، خاصة عند مقارنته بالموسم الأسطوري 2024-2025 الذي حقق فيه لقبي الهداف وأفضل لاعب. وخلال 15 مشاركة هذا الموسم (بمجموع 1209 دقيقة لعب)، نجح صلاح في تسجيل 5 أهداف (بمعدل هدف كل 242 دقيقة) وقدم 3 تمريرات حاسمة، مساهماً بـ 8 أهداف مباشرة.

    وتمثل هذه الأرقام ضغطاً إضافياً على صلاح لاستعادة معدلاته الخارقة السابقة. ومع انتهاء فترة التوقف الدولي، ينتظر "الريدز" عودة صلاح لحالته الحاسمة المعهودة.

    ستكون الأسابيع المقبلة اختباراً حقيقياً لقدرته على قيادة هجوم الفريق، وإثبات أن أي تراجع هو مجرد فترة مؤقتة، وأن لديه ما يلزم لدفع ليفربول للمنافسة على الألقاب.