محطات في مسيرة هيجواين - الشماعة الجاهزة لفشل جيل ميسي دوليًا

بدأ جونزالو مسيرته الدولية مع المنتخب الأرجنتيني الأول في يوم الأحد الـ 11 من أكتوبر 2009، وتحديدًا خلال مباراة الأرجنتين وبيرو في تصفيات كأس العالم 2010.

هيجواين اشترك أساسيًا في تلك المباراة وسجل الهدف الأول للمنتخب الأرجنتيني وانتهت المواجهة بفوز الألبيسيلسيتي بهدفين مقابل هدف ليمنح الفريق أفضلية في الترتيب قبل المواجهة الصعبة خارج الأرض أمام المنافس أوروجواي.

شارك هيجواين في كل مباريات المنتخب الأرجنتيني الهامة بكأس العالم 2010 أساسيًا وكافئ المدير الفني للفريق وقتها دييجو أرماندو مارادونا وسجل هاتريك أمام كوريا الجنوبية.

البطولة شهدت انفجار هيجواين تهديفيًا وتسجيله للهاتريك الأول بقميص المنتخب الأرجنتيني قبل أن يستريح في مواجهة اليونان التي كانت مجرد تحصيل حاصل ويشارك في مواجهة المكسيك ويسجل هدفًا هامًا قتل المباراة في الدقيقة الـ 33 وقبل النهاية بساعة كاملة في دور الـ 16.

كل هذا حدث قبل خيبة الأمل الكبيرة أمام المنتخب الألماني في دور الـ 8 عندما خسر الفريق برباعية نظيفة تحملها وقتها كل من الثنائي دييجو أرماندو مارادونا المدير الفني ومعه نجم برشلونة المتألق ليونيل ميسي، دون أن يمس هيجواين الكثير من النقد.

أصيب هيجواين مع ريال مدريد في ظهره وتغيب لأشهر طويلة لم يتواجد فيها مع المنتخب الأرجنتيني خلال مباريات تحضيرية لبطولة كوبا أمريكا التي اعتبرتها الجماهير الأرجنتينية وقتها تعويض لفشل الصيف الذي سبقها في جنوب افريقيا.

بالفعل كان هيجواين جاهزًا للجولة الثانية والثالثة في دور المجموعات بكوبا أمريكا وشارك لدقائق قليلة أمام كولومبيا وكوستاريكا وسجل أمام أوروجواي في ربع النهائي لكن المنتخب ودع البطولة على أي حال بركلات الجزاء.

كان هيجواين يمر بفترة جيدة مع ريال مدريد رفقة رونالدو وانعكس ذلك على أدائه في المنتخب عندما سجل الهاتريك الثاني له مع الفريق في شباك تشيلي بافتتاح مباريات تصفيات كأس العالم 2014.

هيجواين سجل ثلاثية في تلك المباراة وصنع الهدف الرابع وكانت بداية مثالية للتصفيات التي سجل فيها ست مرات آخرى أمام كل من فينزويلا وتشيلي وبيرو وباراجواي والإكوادور وفي النهاية تأهل الفريق بفضل كبير من مساهماته في التهديفية سواء بالصناعة أو التسجيل.

لم يكن هيجواين في أفضل حالاته الفنية بتلك البطولة، لكنه كان يشارك رغم ذلك بقناعة تامة من أليخاندرو سابيلا بإمكانياته، في وجود سيرخيو أجويرو.

هيجواين قدم بطولة متوسطة رغم ذلك كان هو المنقذ في مواجهة بلجيكا بربع النهائي وسجل هدف الفوز في الوقت الإضافي وأخذ المنتخب الأرجنتيني لنصف النهائي.

لم يسجل المنتخب الأرجنتيني أهدافًا في تلك البطولة من بعد هدف هيجواين، ففاز في نصف النهائي على هولندا بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي وخسر من ألمانيا بهدف نظيف في النهائي.

ولن ينسى أرجنتيني أو مشجع للألبيسيلستي خطأ توني كروس الفادح الذي ترك هيجواين منفردًا في مواجهة مانويل نوير قبل أن يطيح بها البيبتا خارج الشباك تمامًا، كذلك لن ينسوا المرة الوحيدة التي اهتزت فيها شباك الألمان بتلك المباراة والتي كانت بهدف تسلل بأقدامه هو شخصيًا.

من جديد عاد هيجواين للمنتخب الأرجنتيني لكن هذه المرة لم يكن أساسيًا في تشكيلة جيراردو مارتينو - الشهير بتاتا مارتينو -  المدير الفني الأسبق لبرشلونة.

ورغم خوضه لمباريات ودقائق قليلة في البطولة سجل هيجواين مرتين أولهما أمام جاميكا في دور المجموعات وثانيهما أمام باراجوي في احتفالية الستة أهداف في نصف النهائي.

وفي النهائي وبالدقائق الأخيرة تجلى سحر الأرجنتيني ليونيل ميسي وأصبح الفريق في موقف هجومي به هيجواين وباستوري وثنائي من دفاع تشيلي وكلاوديو برافو.

فجأة مرر ميسي الكرة لباستوري الذي قرر ألا يسدد الكرة رغم قدرته على ذلك ليضمن تسجيل هيجواين لها، لكنها تبعد قليلًا عن أقدام هيجواين لتصبح زاوية التسديد أصعب بعض الشيء وتذهب الكرة في الشباك الخارجية وينتهي الوقت الأصلي وتخسر الأرجنتين بركلات الجزاء والتي أهدر فيها هيجواين ضربة هامة أيضًا لكنه لم يكن وحده من أهدر في ذلك اليوم.

ولأن القدر يمنحك الفرص للثأر ولتعويض ما فاتك، تم تنظيم بطولة استثنائية من كوبا أمريكا في 2016 وشارك المنتخب الأرجنتيني بكامل قوامه.

هيجواين تألق كالعادة في الأدوار التي تسبق المباراة النهائي وسجل أربعة أهداف في ربع ونصف النهائي وصنع هدفين في دور المجموعات.

أما في النهائي وأمام تشيلي فسنحت أمامه فرصة ليجعل جماهير الأرجنتيني تنسى ما فعله بهم خلال عامين كاملين، ووجد نفسه منفردًا بكلاوديو برافو حارس المرمى، بفضل تمركزه الجيد وليس بفضل تمريرة فذة من أيًا من نجوم الأرجنتين، وأخذ كامل وقته في التسديد، قبل أن تتهادى الكرة لخارج المرمى وتخرج لسانها له ولنجوم المنتخب الأرجنتيني معلنة فوز تشيلي من جديد بركلات الترجيح.

شارك هيجواين في تلك البطولة بعد أن عاد من الاعتزال الدولي الذي كان قد أعلنه بعد الخسارة الثانية على التوالي أمام تشيلي لكنه لم يترك بصمة واضحة.

البطولة التي بدأت بشكل سيء أمام أيسلندا واستمر ذلك الشكل أمام كرواتيا ولم يحقق فيها المنتخب الأرجنتيني سوى فوزًا وحيدًا بشق الأنفس على نيجيريا انتهت بالشكل المناسب لمثل تلك المشاركات بهزيمة قاسية أمام فرنسا برباعية في دور الـ 16.

وإن كان سيحسب لهيجواين أي شيء في تلك النسخة من كأس العالم فهي أنه لم يشترك فيما حدث للمنتخب الأرجنتيني في دور الـ 16 وتفادى مواجهة الديوك بالتواجد على مقاعد الاحتياط.

وسيسجل التاريخ أن آخر مشاركاته مع الفريق انتهت بفوزًا هامًا لهم أمام نيجيريا وشهدت مشاعر طيبة للغاية بالنجاح في الوصول لدور الـ 16 بالوقت الذي شكك فيه الجميع بقدرة الفريق على ذلك.