ليفانتي وبرشلونة | "ما كل مرة تسلم الجرة".. العائد من القاع يحل شفرة فليك، والرمال المتحركة تلتهم يامال!

اعتمد برشلونة في مواجهة ليفانتي، كما الحال في كل مبارياته، على الدفاع المتقدم والاعتماد على مصيدة التسلل لإفساد هجمات الخصم المرتدة.

نجحت خطة البارسا في بداية المباراة أكثر من مرة، قبل أن ينجح أصحاب الأرض في مرتدة متقنة، أحبطت فخ التسلل، وجاء منها الهدف الأول بالدقيقة 15.

استمر برشلونة بالأسلوب ذاته، حتى جاءت مرتدة أخطر في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ومنها حصل ليفانتي على ركلة جزاء أحرز منها الهدف الثاني.

نجح ليفانتي العائد إلى الليجا هذا الموسم من دوري الدرجة الثانية في معاقبة برشلونة أكثر من مرة، لدرجة أنه حصل على 5 فرص خطيرة في المباراة مقابل 3 لبرشلونة، وهو ما فشل فيه معظم خصوم البارسا طوال الموسم الماضي، لذا يمكن القول إنهم تمكنوا من حل شفرة هانز فليك التي منحت فريقه الثلاثية المحلية.

رغم صناعته هدف فيران توريس وإرساله العرضية التي جاء منها هدف الفوز القاتل (بالنيران الصديقة) في الوقت بدل الضائع، يمكن القول إن لامين يامال قدم أسوأ أداء على الإطلاق في مباراة الليلة، حيث فشل في معظم محاولاته لمراوغة لاعبي ليفانتي، كما خسر الاستحواذ على الكرة 22 مرة.

وجاءت تسديدات يامال على المرمى ضعيفة للغاية، أو بعيدة تمامًا عن تشكيل الخطورة، كما أن هدفي ليفانتي جاءا من هجمات مرتدة بعد قطع الكرة من الجناح الشاب.

لكن النقطة المضيئة الوحيدة تكمن في ثبات يامال الذهني حتى الثواني الأخيرة، في يوم سيئ، وهو ما ليس بالأمر السهل على لاعب لم يتجاوز الـ18 من عمره.

مع رحيل إينيجو مارتينيز صار من المؤكد أن برشلونة سيعتمد على ثنائية رونالد أراوخو وباو كوبارسي في قلب الدفاع.

لم يظهر الثنائي أي انسجام على الإطلاق، كما بدا عدم التناغم واضحًا مع الظهيرين إريك جارسيا وأليخاندرو بالدي، وهو ما تجلى في نجاح ليفانتي في كسر خط التسلل في أكثر من مناسبة، واختراق الخط الخلفي مرارًا، ما صعّب كثيرًا من مهمة البارسا في المباراة، التي حسمها بشق الأنفس، بعد لجوء لاعبي ليفانتي للدفاع "فقط" لأكثر من نصف ساعة قبل صافرة النهاية.

حاول فليك الاعتماد على رباعي هجومي في بداية المباراة، فوضع الثلاثي يامال وراشفورد ورافينيا، خلف رأس الحربة فيران توريس.

لكن لمدة 45 دقيقة بدا عدم الانسجام بين الرباعي، حيث افتقد رافينيا الكثير من قدراته، بعدما ترك الطرف الأيسر للجناح الإنجليزي، الذي لم يظهر تفاهمًا كبيرًا مع رفقائه في الهجوم، أو حتى مع أليخاندرو بالدي في الطرف الأيسر.

استسلم فليك للمنطق مع بداية الشوط الثاني، ووضع رافينيا على الرواق الأيسر، بينما جاء جاني أولمو في الوسط الهجومي، ما منح الفريق مزيدًا من الخطورة والاستحواذ، ليتمكن في 45 دقيقة من تسجيل ثلاثية.

في النهاية، يمكن القول إن فليك استخلص العديد من الدروس الغالية، دون أن يدفع أي ثمن، حيث عاد إلى الديار بـ3 نقاط غالية بريمونتادا معتادة وضعته في أعلى قمة الترتيب.