يُخلد يايا توريه في تاريخ كرة القدم كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ قارة أفريقيا، وكأحد أكثر لاعبي خط الوسط اكتمالاً في العصر الحديث. مسيرته المذهلة، التي امتدت عبر 626 مباراة رسمية، سجل خلالها 104 أهداف وقدم 73 تمريرة حاسمة. هيمنته الفردية تجسدت في فوزه بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا لأربع سنوات متتالية (2011-2014)، وهو إنجاز يضعه في مصاف الأساطير.
بدأت رحلة توريه الاحترافية الحقيقية عندما غادر أكاديمية ASEC Mimosas في ساحل العاج لينضم إلى KSK Beveren البلجيكي في 2001. كانت هذه بداية رحلة شاقة لصقل مهاراته عبر القارة، متنقلاً بين بلجيكا (75 مباراة)، وأوكرانيا مع ميتالورج دونيتسك (39 مباراة)، واليونان مع أولمبياكوس (34 مباراة)، وفرنسا مع موناكو (30 مباراة). في اليونان، بدأ توريه في لفت الأنظار بتحقيقه الثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2006، مما مهد لانتقاله إلى دوري أكبر.
في عام 2007، انضم توريه إلى برشلونة مقابل 9 ملايين يورو. في كتالونيا، ورغم وجود كوكبة من نجوم الوسط مثل تشافي وإنييستا، حجز توريه لنفسه مكاناً أساسياً كمحور ارتكاز دفاعي قوي. خلال 118 مباراة مع البلوغرانا، كان جزءاً لا يتجزأ من الفريق التاريخي الذي حقق السداسية، وتُوج معه بلقبين للدوري الإسباني، ولقب كأس العالم للأندية، والأهم، لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2008/2009.
كان الانتقال إلى مانشستر سيتي في 2010 مقابل 30 مليون يورو بمثابة "التحول الجذري" في مسيرة توريه. هناك، تم "إطلاق العنان" لقدراته الهجومية، ليتحول من قاطع كرات إلى العقل المدبر والقوة الضاربة للفريق. أصبح يايا توريه حجر الزاوية في مشروع السيتي الجديد.
في 316 مباراة بقميص "السيتيزنز"، قدم توريه أداءً أسطورياً، مسجلاً 80 هدفاً ومقدماً 45 تمريرة حاسمة. كان هو اللاعب الذي قاد الفريق لكسر صيام الألقاب، بهدفه الشهير في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2011. كان توريه القائد الفعلي الذي قاد الفريق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 3 مرات، أبرزها موسم 2013/2014 الذي سجل فيه 20 هدفاً في الدوري وحده. بالإضافة إلى 3 ألقاب في كأس الرابطة، ليصبح أحد أعظم أساطير النادي.
توازت نجاحاته في الأندية مع مسيرته الدولية، حيث قاد "جيل كوت ديفوار الذهبي" كقائد للفوز باللقب الأغلى، كأس الأمم الأفريقية عام 2015، ليحقق المجد لبلاده.
بعد مغادرة السيتي في 2018، طوى توريه الصفحة الأخيرة من مسيرته بعودة عاطفية قصيرة إلى أولمبياكوس، قبل أن يختتم رحلته في الصين، قبل إعلان اعتزاله في يناير 2020، تاركاً إرثاً كأحد أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ اللعبة.