ويمكن القول إن مقترحات رونالدو تعد سلاحًا ذو حدين؛ حيث أنها تبدو عاملًا مهمًا في طريق انتصارات الفريق وعودته للبطولات، إلا أنها أيضًا قد تصير وبالًا عليه.
لماذا؟ إذا تحدثنا عن الشق الفني، فإن اقتراح رونالدو لصفقات في مراكز بعينها، إن صحّ الأمر، فإنه قد يشعل صراعًا مبكرًا مع المدرب جورج جيسوس، الذي كانت له اليد العليا في تدعيمات الهلال، إبان فترة قيادته للجهاز الفني.
تحول جيسوس من "الرجل الأول" في الهلال، إلى "ظل رونالدو" في النصر، قد يكون له وقع سلبي على المدرب البرتغالي، ما ينعكس على تجربته مع الفريق، أو قد يحدث السيناريو الأمثل، كما حدث مع لوران بلان، بأن يكون قادرًا على إدارة الفريق بكافة عناصره، الجديدة والقديمة، ولكن هذا يستلزم أيضًا أن يخلع رونالدو عباءة "نجم الفريق الأوحد"، ويلجأ إلى اللعب الجماعي.
أما عن الشق الإداري، فإن إنشاء فندق أو مدينة متكاملة لدى النادي، تعد فكرة مثالية تساهم في زيادة الانسجام بين اللاعبين، وستكون له أبعاد استثمارية تساهم في زيادة إيرادات النادي، خاصة في حالة توسيع نشاط الفندق لاستيعاب الجماهير الوافدة لحضور مباريات الفريق، أو المزيد من الفعاليات الأخرى، كما فعل مانشستر سيتي - على سبيل المثال - حينما أعلن عن مشروعه لإقامة فندق النادي الجديد، والذي سينتهي في أواخر عام 2026، ليتكون من 401 غرفة، ويصير متاحًا لحضور جميع الفعاليات في ملعب الاتحاد.
ولكن، هذا المشروع لا يمكن وصفه بأنه "ذا مفعول سريع" لإعادة النصر إلى طريق الانتصارات، بل سيخدم العالمي من الجهة التسويقية بالطبع، ولكن على المدى البعيد، كما أنه يحتاج إلى وقت طويل بين دراسة وتخطيط، وتنفيذ قد يستغرق أكثر من عام، كما أن فعالية المشروع تحتاج لأن يضمن النصر حضورًا جماهيريًا غفيرًا في جميع مبارياته، وأن يظل مشاركًا في البطولات الخارجية كل موسم.
نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، أن النصر الذي كشف عن عجز مالي قدره 39 مليون ريال، في موسم 2023-2024، بين 615 مليون إيرادات، و654 مليون "مصروفات"، وأعلن مؤخرًا عن تجديد عقد كريستيانو رونالدو بمبالغ خرافية بين رواتب وامتيازات، هل سيكون قادرًا على إنشاء مشاريع استثمارية ضخمة في الوقت الراهن؟ الإجابة، نعم، ولكن هذا سيعتمد بالطبع على الجهة الاستثمارية المالكة للنادي، خاصة بعدما ذكر الإعلامي محمد البكيري، بأن شركة "طيران الرياض" ستستحوذ على ملكية شركة النصر، بنسبة 75%.