عين على الحكم | ركلة جزاء وهدف "هدية" يشعلان الجدل في موقعة إشبيلية وبرشلونة!

بدأ إشبيلية المباراة بضغط كبير، مستغلاً عاملي الأرض والجمهور، وتمكن من التسجيل مبكرًا عن طريق أليكسيس سانشيز من ركلة جزاء في الدقيقة 13، وهو هدف أربك حسابات برشلونة الدفاعية. قبل أن يضيف إسحاق روميرو الهدف الثاني في الدقيقة 36، معززاً تقدم فريقه ومضاعفاً من صعوبة المهمة على النادي الكتالوني. وقبل أن يلفظ الشوط أنفاسه الأخيرة، نجح ماركوس راشفورد في تقليص النتيجة بهدف ثمين في الوقت بدل الضائع (الدقيقة 45+7)، هدف لم يغير من واقع تأخر برشلونة ولكنه أشعل فتيل الأمل بإمكانية العودة.

جاء الهدف الأول من ركلة جزاء، بعد التحام قوي بين رونالد أراوخو مدافع برشلونة وإسحاق روميرو في منطقة جزاء النادي الكتالوني. لم يحتسب الحكم مونيز رويز المخالفة في البداية، وسط احتجاجات من لاعبي إشبيلية، لكن حكم تقنية الفيديو استدعاه لمراجعة اللعبة. وبعد مشاهدة الإعادة، لاحظ الحكم استخدام أراوخو القوة المفرطة في التحامه مع مهاجم إشبيلية، ليقرر احتساب ركلة الجزاء التي حوّلها سانشيز بثقة إلى داخل الشباك.

الهدف الثاني أيضًا لم يخل من الجدل، بل ربما كان أكثر وضوحًا، حيث أظهرت الإعادة التلفزيونية أن جول كوندي ظهير أيمن برشلونة تعرض لعرقلة واضحة قبل أن تقطع منه الكرة، وتبدأ هجمة إشبيلية المرتدة السريعة، التي جاء منها الهدف الثاني. غضب لاعبو برشلونة بشدة وطالبوا بالعودة للـ VAR لإلغاء الهدف، لكن الحكم أشار باستمرار اللعب، معتبراً أن الاحتكاك كان طبيعياً ولا يرقى لدرجة الخطأ، وهو قرار زاد من توتر الأجواء. وقد أثارت هذه القرارات ردود فعل متباينة، حيث انتقدت وسائل الإعلام الكتالونية قرارات الحكم، بينما دافع خبراء تحكيميون عن بعضها، ما زاد من حدة الجدل.

حساب "Archivo VAR" المعني بمراجعة الحالات التحكيمية، أكد عبر حسابه على منصة إكس، أن الحكم مونيز رويز أخطأ بعدم احتساب ركلة الجزاء في البداية، وأن قرار تقنية الفيديو كان تدخلاً صحيحاً لتصحيح هذا الخطأ. 

لكن الحساب الشهير رفض قرار الحكم بعدم احتساب مخالفة لصالح جول كوندي في لقطة الهدف الثاني، ووصفه بأنه "هدية" غير مستحقة للفريق الأندلسي أثرت بشكل مباشر على سير المباراة.

مع تعيين الحكم مونيز رويز، ظنت جماهير برشلونة أن القرار يعد فأل خير، حيث لم يعرف البارسا معه طعم الخسارة في أي مباراة سابقة. لم يتعثر برشلونة معه إلا في مباراة واحدة بالتعادل مع ريال بيتيس. وأدار رويز 8 مباريات سابقة (انتصر في 7 منها) لبرشلونة كانت الأولى في موسم 2022 – 2023، وانتصر الفريق الكتالوني حينها بثلاثية دون رد على إلتشي. هذا التاريخ الناصع جعل نتيجة الشوط الأول بمثابة صدمة للجماهير. يبقى السؤال: هل ينتصر الفأل الحسن على نتيجة المواجهة، ويعود برشلونة بريمونتادا قوية، أم أن لكل قاعدة شواذ، ويخرج البارسا خاسرًا للمرة الأولى مع مونيز رويز؟

في مواجهة إشبيلية الليلة، يتطلع برشلونة لتحقيق الانتصار من أجل استعادة صدارة ترتيب الدوري الإسباني التي خطفها ريال مدريد مساء أمس. وبعد مباراة إشبيلية، سوف يحصل الفريق على فترة راحة مؤقتة بسبب مباريات التوقف الدولي، على أن يعود بمواجهة جيرونا مساء يوم السبت 18 أكتوبر، وبعدها أمام أوليمبياكوس اليوناني يوم 21 من نفس الشهر في دوري أبطال أوروبا.

المباراة الأهم خلال شهر أكتوبر للبلوجرانا ستكون ضد ريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو يوم 26 أكتوبر. مواجهة "الكلاسيكو" لا تعد مجرد مباراة بثلاث نقاط، بل هي معركة على الصدارة والهيبة، ونتيجتها قد ترسم ملامح المنافسة على اللقب حتى نهاية الموسم. ولم يخسر برشلونة أي مباراة في الدوري الإسباني هذا الموسم، حيث حقق 6 انتصارات مع تعادل وحيد، بينما فاز ريال مدريد في 7 مباريات وخسر أمام أتلتيكو مدريد في سقوطه الوحيد بالدوري الإسباني تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو.