فيديو | بعد عودته إلى مركز الظهير الأيمن.. فالفيردي يخرج عن صمته!

يمثل اضطرار فيدي فالفيردي للعب في مركز الظهير الأيمن معضلة حقيقية للمدرب تشابي ألونسو، فهي حل مؤقت لأزمة إصابات الثنائي داني كارباخال وترنت ألكسندر أرنولد، وهي في الوقت ذاته تضحية كبرى بقدرات نجم منتخب أوروجواي في وسط الملعب.

اعتراف فالفيردي نفسه صراحةً في مؤتمر صحفي بأنه "لا يشعر بالراحة" في هذا المركز لكونه لم ينشأ فيه، وأنه يواجه صعوبة في بعض الواجبات كـ "إغلاق الدفاع"، إلا أن التزامه المطلق وروح التضحية لديه تدفعه لتقديم أفضل ما لديه دائمًا من أجل الفريق، فتح حالة من الجدل الكبير، خاصة بعدما استبعده ألونسو من التشكيل الأساسي في مواجهة كايرات ألماتي واستعان بدلًا منه براؤول أسينسيو في مركز الظهير الأيمن.

هذا القرار أثار عاصفة من الجدل، حيث اعتبره الكثيرون رسالة "تأديبية" من ألونسو لفالفيردي على تصريحاته. وزاد من حدة الموقف مشاهدة فالفيردي منعزلًا وحزينًا على مقاعد البدلاء، ما أكد للجميع وجود مشكلة حقيقية بين المدرب وقائده.

اضطر فالفيردي لاحقًا لتوضيح موقفه عبر بيان على حساباته الرسمية لإنهاء الجدل: "لقد قرأت العديد من المقالات التي تضر بسمعتي. أعلم أنني قد مررت بمباريات سيئة، وأنا أدرك ذلك. أنا لا أخفي شيئًا، وأواجه النقد بصدق. أشعر بالحزن الشديد. يمكن للناس أن يقولوا أشياء كثيرة عني، ولكن لا يمكنهم أبدًا أن يقولوا إنني رفضت اللعب. لقد قدمت كل شيء وأكثر لهذا النادي، لعبت وأنا مصاب، ولم أشتكِ أو أطلب استراحة أبدًا. لدي علاقة جيدة مع المدرب، مما يجعلني أشعر بالثقة الكافية لأخبره عن الموقع الذي أفضله على الملعب، ولكنني دائمًا، دائمًا أخبرته أنني متاح للعب في أي مكان، وفي أي رحلة، وفي كل مباراة. لقد تركت قلبي وروحي في هذا النادي وسأستمر في فعل ذلك، حتى لو لم يكن كافيًا أحيانًا أو لم ألعب كما أود. أقسم على كبريائي أنني لن أستسلم أبدًا وسأقاتل حتى النهاية، سألعب أينما أحتاج إليّ".

عاد ألونسو من جديد وأشرك فالفيردي في المباراة التالية بمركز الظهير الأيمن أمام فياريال، وقدم "فيدي" أداء مميزًا أكد من خلاله قدرته على سد الثغرة في ظل غياب كارباخال وأرنولد.

رأى البعض أن مشاركة "الجندي المجهول" في  مركز الظهير الأيمن هي "تضحية" بمركزه المفضل، وهو ما قرر اللاعب الرد عليه من جديد بكلمات واضحة.

نشر برنامج "إل شيرينجيتو" الإسباني الشهير، مقطع فيديو لفيدي فالفيردي، وهو يوقع بعض "التذكارات" للجماهير من داخل سيارته، قبل أن يسأله أحد الصحفيين عن "مدى رضاه بالعودة إلى مركز الظهير الأيمن"، فعلق بشكل واضح: "لقد استمتعت حقًا باللعب في مركز الظهير الأيمن".

تُبرز الأرقام الإحصائية لهذا الموسم الدور الحيوي الذي يلعبه فيدي فالفيردي في تشكيلة ريال مدريد، حيث يعد أحد أكثر اللاعبين مشاركة بـ 9 مباريات (8 منها كأساسي) وبإجمالي 746 دقيقة.

ورغم غيابه عن التهديف، إلا أن فالفيردي يبرز كأحد أهم صناع اللعب في الفريق بتقديمه 3 تمريرات حاسمة، مثبتًا أداءه المتكامل بدوره الدفاعي القوي الذي تعكسه أرقامه بـ 13 تدخلًا ناجحًا و8 تشتيتات للكرة.

وتُظهر الإحصائيات قدرته على التأثير في الجانب الهجومي حتى عند إشراكه في مراكز مختلفة، حيث نجح في إرسال عرضيات مؤثرة وسدد 3 كرات على المرمى. ويكمل فالفيردي صورته كلاعب لا غنى عنه بسجله الانضباطي النظيف والخالي من أي بطاقات، مما يجعله ليس فقط محرك الفريق، بل وقائده الموثوق في الملعب.

حصل فالفيردي على راحة في فترة التوقف الدولي، حيث لم يتم استدعاؤه ضمن قائمة منتخب أوروجواي، وها هو يستعد مع باقي زملائه في ريال مدريد لفترة حاسمة في الموسم.

تبدأ هذه المرحلة الصعبة بمواجهات قوية ضد يوفنتوس وفالنسيا، قبل أن تصل إلى ذروتها في قمة الكلاسيكو المنتظرة على أرضه أمام الغريم التقليدي برشلونة، في معركة ستكون لها تداعيات مباشرة على صدارة الليجا.

ويحتل ريال مدريد صدارة ترتيب الدوري الإسباني بعد مرور 8 جولات، حيث حقق الفريق 7 انتصارات مقابل هزيمة وحيدة أمام أتلتيكو، بينما يأتي برشلونة في المركز الثاني بـ19 نقطة، من 6 انتصارات وتعادل وهزيمة.