Arda GulerGoal Ar / Social

جولر أمام النمسا .. مستقبل تركيا في أمان ولكن احذر من البقاء في ريال مدريد!

في مباراة متقلبة وشباك اهتزت عكس سير الأحداث، عبر المنتخب التركي إلى ربع نهائي يورو 2024 بالتفوق على النمسا بهدفين مقابل هدف في دور الـ16.

الأنظار توجهت على بعض النجوم من الفريقين على رأسهم أردا جولر صانع ألعاب ريال مدريد، الذي يعيش واحدة من أفضل فتراته في اليورو، ولكن بطل الليلة كان مدافع الأهلي السعودي .. ميريح ديميرال.

المدافع التركي سجل الهدفين الأول والثاني، قبل أن تحرز النمسا هدف تقليص الفارق في الدقيقة 66 عن طريق مايكل جريجوريتش، ليتوجه الأتراك إلى دور الثمانية لمواجهة هولندا.

وبغض النظر عن سيناريو هذا اللقاء، دعونا نستعرض ما قدمه جولر خلال ليلة عبور بلاده إلى ربع النهائي..

  • Arda Guler TurkeyGetty

    أداء مبشر ولكن منقوص

    مستوى جولر تأثر كثيرًا بمجريات المباراة وتغير مسارها، حيث ظهر بصورة أفضل عندما امتلكت تركيا الكرة واستحوذت بشكل أكبر في الشوط الأول، بينما اختفى تمامًا واكتفى بالتمريرة الحاسمة لديميرال في الشوط الثاني.

    ما قدمه جولر كان رائعًا للاعب في سنه، بحكم افتقاد الخبرة خاصة في البطولات الكبرى بحجم اليورو وفي مرحلة متقدمة بدور الـ16، ولكن التركي افتقد الخطورة على المرمى ولم يكن مهددًا للنمسا في أي لقطة.

    لاعب فنربخشه السابق اكتفى بتسديدة من منتصف الملعب فقط طوال أحداث المباراة، حيث لم يقترب من مناطق الخطورة، وكان من السهل على فينتشنزو مونتيلا إخراجه في الدقائق الأخيرة، خاصة وأن مردوده البدني انخفض بشكل ملحوظ.

    وفي الشوط الثاني عندما احتاجته تركيا للتحكم في النسق ومحاولة مقاومة الضغط النمساوي، فشل كذلك جولر في لعب دور الرجل الرئيسي لتخفيف الضغوط عن فريقه، وهذا أمر طبيعي بحكم سنه ونقص خبرته.

    العرضية التي لعبها لديميرال صنعت أسيست خيالي لهدف رائع في الشباك النمساوية، ولكنها لقطة كانت نادرة لنجم الميرينجي طوال أحداث المباراة.

    مباراة الليلة كانت نموذجًا لحاجة جولر للتواجد بشكل أكبر في أماكن متقدمة من الثلث الأخير من الملعب، لاستغلال ما يمتلكه من موهبة ودقة في قدمه اليسرى، وتركيا ستكون في أشد الحاجة لكل ذلك عندما تلعب ضد هولندا في المعركة القادمة بربع النهائي.

  • إعلان
  • Arda Guler EURO 2024 TurkiyeGetty Images

    ماذا قدم جولر أمام النمسا؟

    جولر بدأ اللقاء كأساسي وخرج في الدقيقة 78 من عمر المباراة، وذلك لرغبة المدرب فينتشنزو مونتيلا في الحفاظ على التقدم والتأمين الدفاعي.

    نجم ريال لعب 31 تمريرة، بنسبة نجاح وصلت إلى 80.6%، منهم تمريرتين طويلتين و29 تمريرة قصيرة، ودخل في 7 التحامات ناجحة و5 غير ناجحة.

    وقام التركي بمحاولتي افتكاك ناجحتين، ولم يشتت أي كرة، ونجح في قطع كرتين من الفريق الخصم.

    وبالنسبة للنواحي الهجومية، لم يسدد جولر أي كرة على المرمى واكتفى بواحدة خارجها، ولعب عرضيتين ناجحتين، وصنع فرصتين بالإضافة للهدف الثاني.

  • احذر من البقاء في ريال مدريد

    مباراة اليوم كانت دليلًا على أن تركيا ربحت نجمًا يمكنه الوصول إلى أعلى المراحل الممكنة من النجاح في كرة القدم، ولكن عليه اتخاذ الطريق الصحيح، وهذا الصيف يأتي بمثابة مفترق الطرق له.

    جولر أظهر العديد من اللمحات الإبداعية خلال هذه المباراة، ولعل أبرزها محاولته للتسديد من منتصف الملعب في الشوط الأول، والهدف الذي صنعه لديميرال بتمريرة سحرية من ركنية.

    الصورة التي ظهر بها صانع ألعاب ريال مدريد جعلته من الأعلى تقييمًا، بفضل دوره في تسهيل الأمور على زملائه في الملعب، ولكن في الوقت ذاته، فإن النجم الشاب البالغ من العمر 19 سنة لديه أكثر من ذلك بمراحل.

    وهنا يأتي الحديث عن ريال مدريد، ومدى جدية استمرار اللاعب مع الميرينجي، وما أكدته إذاعة "كادينا سير" أن جولر رفض طلب إدارة النادي بإرساله على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد.

    على جولر مراجعة نفسه جيدًا، لأن فرص ظهوره كأساسي في تواجد جود بيلينجهام ولوكا مودريتش وغيرهما تبدو شبه مستحيلة الموسم القادم، لذلك استمراره مع الفريق سيمنع موهبته من التطور وسيجعله حبيسًا على دكة البدلاء.

    طريق ريال سوسييداد لا يزال مفتوحًا أمام جولر، وأمامه مارتن أوديجارد وتاكيفوسا كوبو كمثلين ولا أفضل، على أن الحياة ممكنة خارج سانتياجو برنابيو، حتى ولو بصورة مؤقتة، من أجل العودة في المستقبل لإثبات صحة وجهة نظر فلورنتينو بيريز في خطفه من برشلونة الصيف الماضي.

    أوديجارد على وجه التحديد يجب أن يكون النموذج الأوضح لجولر، لأنه عانى من نفس الظروف تقريبًا "مع عدم وجود بيلينجهام"، وتمت إعارته إلى سوسييداد قبل أن يصبح أحد أهم صناع اللعب في العالم مع آرسنال.