Jack Grealish HIC 2-1GOAL

فيديو | مفارقة الـ 100 مليون: "فاشل" الأمس يتحول إلى بطل.. جريليش يتحرر من قيود جوارديولا!

في مفارقة كروية مذهلة، وبينما كانت جماهير مانشستر سيتي تتحسر على العقم الإبداعي لفريقها في الخسارة الصادمة على ملعب الاتحاد أمام توتنهام بهدفين نظيفين، كان "ابنهم المُعار" جاك جريليش يعزف سيمفونية كروية في ملعب إيفرتون الجديد، ويرسل رسالة واضحة بأنه ما زال يملك الكثير ليقدمه.

لم تكن مجرد مباراة عادية، بل كانت لحظة للتاريخ، بلمسة ساحرة، قدم جاك جريليش تمريرة حاسمة لزميله إليمان نداي، ليسجل الأخير الهدف الأول على الإطلاق في ملعب إيفرتون الجديد "هيل ديكنسون ستاديوم".

 هذا الهدف لم يكتب اسم نداي فقط في سجلات النادي، بل أعلن عن ميلاد جديد لجريليش الذي بدا وكأنه تحرر من قيود ثقيلة.

  • صراع الـ 100 مليون في منظومة جوارديولا

    لم تكن إعارة جريليش إلى إيفرتون إلا نتيجة منطقية لفترة باهتة قضاها اللاعب الأغلى في تاريخ الكرة الإنجليزية آنذاك مع مانشستر سيتي.

    على مدار موسمين، كافح جريليش للتأقلم مع النظام التكتيكي الصارم لبيب جوارديولا، والذي قيّد حريته الإبداعية التي كانت سر تألقه في أستون فيلا. 

    تمريراته الحاسمة التي بلغت اثنتين فقط في الدوري خلال الموسمين الماضيين مع سيتي، والتي عادلها في 90 دقيقة فقط بقميص "التوفيز"، تلخص حجم الصراع الذي عاشه لإثبات ذاته في منظومة تتطلب الالتزام قبل الإلهام.

  • إعلان
  • ماذا افتقد سيتي أمام توتنهام؟ الإجابة كانت في ميرسيسايد

    بالأمس فقط، وفي مواجهة دفاع توتنهام المنظم، بدا مانشستر سيتي فريقًا بلا حلول، يفتقر إلى اللاعب القادر على كسر الخطوط بتمريرة غير متوقعة أو مراوغة جريئة. 

    افتقد الفريق الشرارة الفردية، وهو بالضبط الدور الذي لعبه جريليش ببراعة مع إيفرتون.

    لم يكتفِ بصناعة الهدف التاريخي، بل عاد وصنع الهدف الثاني ليؤكد أن ما حدث لم يكن صدفة، بل هو انفجار إبداعي كان مكبوتًا. 

    هذا التألق يطرح سؤالاً ملحاً: هل تسرّع سيتي في الحكم على جريليش والتخلي عنه؟

  • بداية جديدة.. أم عودة للأساسيات؟

    في إيفرتون، وتحت قيادة ديفيد مويس الذي يشتهر بمنح لاعبيه حرية أكبر في الثلث الهجومي، يبدو أن جريليش قد وجد البيئة المثالية لإعادة اكتشاف نفسه.

    لم تكن هذه مجرد محاولة لإعادة مسيرته للمسار الصحيح، بل كانت عودة إلى "جريليش" الذي تعرفه الجماهير؛ القائد المبدع وصانع اللعب الحر.

    هذا الأداء المبهر لم ينل به إعجاب جماهير إيفرتون فحسب، بل وضع ضغطًا غير مباشر على صانعي القرار في ملعب الاتحاد، الذين قد يشاهدون ما يحدث الآن بنظرة من الندم.

  • لغة الأرقام تؤكد العودة

    لم يكن تألق جريليش مجرد انطباع بصري، بل حقيقة دامغة أكدتها الإحصائيات. فإلى جانب صناعته لهدفين، قدم اللاعب 3 تمريرات مفتاحية، وخلق فرصة محققة للتسجيل، وبلغت دقة تمريراته 82%. 

    تحركاته في الملعب أظهرت اللاعب الذي أحبه الجميع؛ يتحرك بحرية على الرواق الأيسر، ويتوغل بجرأة إلى عمق الملعب، وهو ما كان يفتقده في مانشستر.

    والأهم من ذلك، أظهر جريليش شخصيته الجريئة والمخاطرة؛ فرغم فقدانه للكرة 16 مرة، إلا أن هذا الرقم يعكس رغبته المستمرة في المحاولة وصنع الفارق، وهو بالضبط ما كان ينقص سيتي أمام توتنهام. 

    دفاعيًا، كان صلبًا بشكل لافت، حيث فاز بـ 5 التحامات أرضية، وقام بـ 3 تدخلات ناجحة، والأبرز أنه لم تتم مراوغته ولو لمرة واحدة طوال 89 دقيقة لعبها.

  • Everton v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    ماذا بعد؟

    مع هذه البداية الصاروخية، ترتفع التوقعات حول ما يمكن أن يقدمه جريليش مع إيفرتون هذا الموسم.

    وبعد خوضهم لمباراة كأس كاراباو ضد مانسفيلد تاون، سيعود هو و"التوفيز" إلى الدوري الإنجليزي  في 30 أغسطس في مواجهة وولفرهامبتون، وعيون الجميع ستكون عليه، ليس فقط جماهير إيفرتون، بل جماهير مانشستر سيتي أيضًا.