TFFGetty

أحدث تطورات فضيحة الدوري التركي.. رئيس نادٍ متورط وشبح المراهنات يطل في التحقيقات!

أصدر محكمة في مدينة إسطنبول التركية، صباح اليوم الثلاثاء، أوامر اعتقال بحق ثمانية متهمين في إطار التحقيقات الجارية بشأن فضيحة المراهنات في كرة القدم التركية، التي هزّت الأوساط الرياضية خلال الأسابيع الماضية، ووضعت اتحاد الكرة التركي وعددًا من الأندية تحت المجهر.

جوزيه مورينيو كان على حق و152 حكمًا متهمًا بالمراهنات.. أقوى فضيحة فساد في تاريخ الدوري التركي!

  • ماذا حدث؟

    ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية التركية "الأناضول"، فإن من بين الصادر بحقهم أوامر توقيف رئيس نادي أيوب سبور (Eyüpspor)، مراد أوزكايا، إلى جانب عدد من الحكام والمسؤولين الرياضيين الذين يواجهون اتهامات تتعلق بـ"استغلال النفوذ" و"التلاعب بنتائج المباريات"، في إطار شبكة واسعة يُشتبه في تورطها في تنظيم مراهنات غير قانونية أثرت على نزاهة بعض المنافسات المحلية.

    وأشار التقرير إلى أن النيابة العامة في إسطنبول وجهت إلى الموقوفين اتهامات بارتكاب مخالفات جسيمة ضد قواعد العدالة الرياضية، مستغلة مناصبهم في التحكم بنتائج المباريات لتحقيق مكاسب مالية عبر المراهنات. وأوضحت المصادر أن هناك أحد عشر شخصًا آخرين تم الإفراج عنهم بكفالة مالية، بعد التحقيق معهم لساعات، في حين تستمر التحريات لتحديد المزيد من الأطراف الضالعة في القضية.

  • إعلان
  • TFF NeuGetty

    الصورة الأكبر

    وتعود جذور الفضيحة إلى نهاية شهر أكتوبر الماضي، حين أعلن الاتحاد التركي لكرة القدم (TFF) اكتشاف مخالفات جسيمة بين صفوف الحكام، بعد ورود معلومات عن تورط 152 حكمًا وحكمًا مساعدًا في أنشطة مراهنة غير قانونية. وأشارت التحقيقات الأولية في حينه إلى أن بعض هؤلاء الحكام شاركوا في المراهنات على مباريات محلية ودولية، بعضها كان ضمن المسابقات التي تولوا إدارتها بأنفسهم.

    وعلى إثر تلك النتائج، قرر الاتحاد التركي إيقاف 149 حكمًا ومساعد حكم عن ممارسة أي نشاط كروي لمدة تتراوح بين ثمانية أشهر واثني عشر شهرًا، ريثما تستكمل التحقيقات الجنائية والرياضية. ومع ذلك، يبدو أن الأمر تجاوز الحدود الفردية ليأخذ منحى أوسع، بعدما كشفت النيابة وجود شبكات مراهنة معقدة تضم مسؤولين في الأندية وحكامًا ووكلاء لاعبين، وهو ما دفع السلطات القضائية للتحرك رسميًا.

    وأكدت مصادر قضائية تركية أن التحقيقات الحالية لا تقتصر على الحكام فقط، بل تشمل أيضًا عددًا من الأندية واللاعبين الذين يشتبه في استفادتهم من نتائج تم التلاعب بها. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة استدعاءات جديدة لمسؤولين كبار في الاتحاد المحلي وبعض الأندية المنافسة في دوري السوبر التركي.

  • جدل واسع

    ويُعد نادي أيوب سبور – الذي يترأسه مراد أوزكايا – من أبرز الأندية الصاعدة في المشهد التركي خلال السنوات الأخيرة، إذ ينافس بقوة في دوري الدرجة الأولى ويطمح إلى التأهل إلى دوري السوبر ليج.

    غير أن تورط رئيسه في القضية مثّل صدمة كبيرة لجماهير الفريق، خاصة أنه يُعرف بعلاقاته الوثيقة مع الاتحاد التركي لكرة القدم وعدد من المستثمرين في المجال الرياضي.

    وفي المقابل، أثار الكشف عن الفضيحة جدلاً واسعًا في الشارع الرياضي التركي، حيث طالب العديد من الإعلاميين والمحللين بضرورة إصلاح منظومة التحكيم من جذورها، ووضع ضوابط أكثر صرامة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات. كما دعت بعض الأندية الكبرى، مثل فنربخشه وبشيكتاش وجلطة سراي، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس إدارة الاتحاد التركي لمناقشة تطورات الأزمة.

    وفي أول تعليق رسمي، أكد الاتحاد التركي لكرة القدم (TFF) أنه يتعاون بشكل كامل مع النيابة العامة والأجهزة الأمنية، متعهدًا بـ"تطبيق مبدأ الشفافية الكاملة" ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي أعمال من شأنها المساس بنزاهة اللعبة. وأضاف في بيانه: "كرة القدم التركية تمر بمرحلة دقيقة، ولن نتساهل مع أي تجاوزات تمس سمعتها أو مصداقيتها".

  • Kocaelispor-v-Galatasaray-Turkish-Super-LeagueAFP

    أخبرني المزيد

    ويرى مراقبون أن هذه القضية قد تكون أخطر فضيحة تضرب كرة القدم التركية منذ عقود، إذ تهدد بتقويض الثقة بين الجماهير والمؤسسات الرياضية، وربما تؤدي إلى عقوبات دولية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في حال ثبت أن التلاعب شمل مسابقات قارية.

    وبينما تواصل السلطات التركية تحقيقاتها على نطاق واسع، ينتظر الشارع الكروي صدور القرارات القضائية النهائية خلال الأسابيع المقبلة، والتي ستحدد مصير المتهمين ومستقبل كرة القدم في البلاد. وفي ظل تواتر الفضائح الرياضية عالميًا، يؤكد محللون أن القضية التركية ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة أنقرة على فرض النزاهة والشفافية في واحدة من أكثر الألعاب شعبية في البلاد.