Jose Mourinho Fenerbahce 2025Getty

جوزيه مورينيو كان على حق و152 حكمًا متهمًا بالمراهنات.. أقوى فضيحة فساد في تاريخ الدوري التركي!

في تطور صادم يهز كرة القدم التركية، كشفت تقارير إعلامية عن تورط 152 حكمًا في أنشطة مراهنة غير قانونية، في فضيحة تعد الأكبر من نوعها بتاريخ الرياضة التركية، وهو ما يُثبت صحة التحذيرات السابقة للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لنادي فنربخشه، الذي كان من أبرز المنتقدين لحالة التحكيم في البلاد خلال فترته هناك.

التحقيقات التي أجرتها السلطات الرياضية التركية على مدار خمس سنوات كاملة، شملت 571 حكمًا ومسؤولًا تحكيميًا ينشطون في مختلف الدرجات، لتُظهر نتائجها أن 371 منهم يمتلكون حسابات مراهنة، بينما وُجد أن 152 حكمًا منهم يمارسون المراهنات بشكل فعلي. والأدهى من ذلك، أن بعضهم قام بالمراهنة على مباريات كرة قدم محلية ودولية، فيما تجاوز عدد الرهانات لدى أحد الحكام 18 ألف مرة!

التحقيق أظهر أيضًا أن من بين هؤلاء المتورطين سبعة حكام يديرون مباريات في الدوري التركي الممتاز "السوبر ليج" ودوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى 15 حكمًا مساعدًا من المستويات العليا للتحكيم في البلاد.

ورغم ضخامة الفضيحة، فإن التقارير أكدت أنه لم تُثبت أي علاقة مباشرة بين هذه المراهنات وأي مباراة شارك فيها فنربخشه خلال فترة قيادة مورينيو للفريق، إلا أن هذه الفضيحة سلطت الضوء مجددًا على تصريحات "السبيشيال وان" السابقة، التي اتهم فيها منظومة التحكيم في تركيا بأنها "فاسدة ومليئة بالمشكلات الهيكلية".

  • FBL-EUR-C1-NEWCASTLE-BENFICAAFP

    مورينيو: “كنا نحارب النظام نفسه”

    مورينيو الذي عُرف دائمًا بصراحته وجرأته، كان قد أطلق عدة تصريحات نارية خلال الموسم الماضي انتقد فيها الحكام بشدة، قائلًا: “نحن لا نحارب الفريق المنافس، بل نحارب النظام بأكمله، ومحاربة النظام هي أصعب شيء في كرة القدم".

    وأضاف في تصريحات أخرى أثارت الجدل آنذاك: “قبل قدومي إلى تركيا سمعت الكثير من القصص عن التحكيم، لكنني لم أصدقها. بعد أن جئت، اكتشفت أن الحقيقة كانت أسوأ بكثير مما تخيلت".

    المدرب البرتغالي كشف أيضًا عن شعوره بالخذلان من إدارة فنربخشه التي – بحسب قوله – لم تُطلعه على الصورة الكاملة قبل توليه المسؤولية: “أشعر بالاستياء من الأشخاص الذين جلبوني إلى فنربخشه. لقد قالوا نصف الحقيقة وأخفوا النصف الآخر. لو كنت أعلم كل ما يجري، لما وافقت على القدوم".

  • إعلان
  • الاتحاد التركي يبدأ العقوبات

    بدوره، أعلن الاتحاد التركي لكرة القدم (TFF) أنه بدأ رسميًا إجراءات تأديبية صارمة ضد الحكام المتورطين، وفقًا للوائح الداخلية التي تنص على معاقبة أي حكم يشارك في المراهنات بإيقاف لمدة تصل إلى عام واحد.

    لكن القضية قد تتجاوز العقوبات المحلية، إذ تنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على إمكانية حرمان الحكام من ممارسة النشاط الكروي لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية قد تصل إلى 95 ألف جنيه إسترليني.

    وقال رئيس الاتحاد التركي، إبراهيم حاجي عثمان أوغلو، في تصريحات رسمية: “إذا أردنا أن نُعيد كرة القدم التركية إلى المكانة التي تستحقها، فعلينا أن ننظف كل أوجه الفساد الموجودة. هذه خطوة مؤلمة لكنها ضرورية".

  • Sadettin Saran Twitter

    فنربخشه يعلّق!

    من جانبه، وصف رئيس نادي فنربخشه سعد الدين ساران القضية بأنها “صادمة لكنها كاشفة”، مضيفًا: “ما حدث مؤسف للغاية ومحزن لكرة القدم التركية، لكنه في الوقت نفسه تطور إيجابي لأن الحقيقة بدأت تظهر للعلن. لا يمكننا بناء مستقبل نزيه دون مواجهة هذا الواقع".

  • نهاية تثبت أقوال مورينيو!

    الفضيحة الجديدة تُعد ضربة قوية لمصداقية كرة القدم في تركيا، خصوصًا في ظل الشكوك المتزايدة حول نزاهة التحكيم في المواسم الأخيرة، وهو ما دفع بعض الأندية الكبرى إلى المطالبة بإصلاح شامل لمنظومة الحكام، وربما الاستعانة بخبراء دوليين لإعادة هيكلة القطاع.

    ويعتقد محللون أن هذا الكشف قد يُحدث تغييرات واسعة النطاق في طريقة اختيار وتدريب الحكام، مع احتمال استبعاد عشرات الأسماء من قوائم الموسم المقبل. كما من المتوقع أن تُراقب الاتحاد الأوروبي "يويفا" التطورات عن كثب، خاصة في ظل مشاركة الأندية التركية في بطولات القارة.

    وبينما تتواصل التحقيقات، يبدو أن “السبيشيال وان” خرج منتصرًا معنويًا من هذه الأزمة، بعدما تم تأكيد صحة مخاوفه التي عبّر عنها مرارًا في مؤتمراته الصحفية وتصريحاته النارية.

    فما كان يُتهم به سابقًا بأنه "افتعال للأزمات" تبيّن الآن أنه كان تحذيرًا مبكرًا من فساد تحكيمي متجذر في النظام الكروي التركي.

    وربما لن تعيد هذه التطورات ما فقده مورينيو خلال فترته مع فنربخشه، لكنها بلا شك تُعيد إليه الاعتبار كمدرب لطالما كان صوته مرتفعًا ضد الظلم — سواء داخل الملعب أو خارجه.

    جوزيه مورينيو، برهن هذه المرة أنه لا يتحدث عبثًا، فبينما كان كثيرون يرونه مثيرًا للجدل، أثبتت الوقائع أنه كان ببساطة يرى ما لم يره الآخرون.

0