الهلال ضد الشرطة | هذا وقت الرد يا سالم الدوسري لا النوم وحسرة "ميمي" حسرتان!

لا يختلف اثنان على نجومية سالم الدوسري؛ جناح أيسر الزعيم، نعم ربما يتراجع في بعض الأوقات، لكن سريعًا ما يعود لمكانته من جديد، فلا غنى عنه.

في مباريات الموسم الجاري مع الأزرق، يمتع التورنيدو ويبدع، لكنه دخل لقاء الليلة أمام الفريق العراقي "مشتت الذهن" بعض الشيء، تحديدًا في الشوط الأول.

ربما إعلان أسماء المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في آسيا 2023 من قبل الاتحاد القاري، دون وجود اسم سالم الدوسري؛ المتوج بالنسخة الأخيرة من الجائزة، لعب دورًا في ذلك، لكن كان من الأولى أن يوجه رسالة للجميع بأحقيته في الترشيح وليس التجاهل التام حتى ولو خذل المنتخب السعودي الجميع في كأس آسيا 2023، فما يقدمه التورنيدو مع الزعيم يكفيه.

ورغم ذلك استفاق الدوسري بعض الشيء في الشوط الثاني وإن كان ليس في حالته المعتادة، ونجح في إحراز الهدف الثالث لفريقه من تسديدة من على حدود منطقة الجزاء.

بخلاف الهدف الذي سجله، لم يسدد سالم إلا تسديدة واحدة على المرمى، وتسديدتين بشكل عام في المباراة بأكملها قبل أن يخرج في الدقيقة 79.

بينما فقد الكرة 15 مرة، ولم يستخلصها إلا مرتين فقط، فيما قام بأربع مراوغات ناجحة من سبع محاولات، وتفوق في أربع ثنائيات من أصل سبع.

"لو كنت مسؤولًا في الاتحاد الدولي (فيفا)، لسمحت للهلال باللعب في الدوري الإنجليزي"، هكذا قال أحمد صلاح؛ المدير الفني للشرطة في المؤتمر الصحفي بالأمس، والزعيم أحسن استضافته كما يجب أن يكون بالفعل.

المفاجأة أن الهلال ظهر بأقل مستوى له الموسم الجاري في شوط لقاء الليلة، لكن مع ذلك لم ينجح الشرطة في استغلال هذا، رغم أنهم لم يتعرضوا للضغط الكافي من لاعبي الفريق السعودي عند امتلاكهم الكرة.

لاعبو الشرطة لم يمتلكوا الجرأة الكافية لقيادة هجمة منظمة على الدفاعات الهلالية والحارس المغربي ياسين بونو.

الغالبية اتجهت للتسديد من بعيد، لعلها تصيب في مرة وتسكن شباك بونو، لكن سلاح الشرطة "فشنك" لم يصب الهدف في أي مرة؛ تارةً لخروج التسديدات بعيدًا عن القائمين والعارضة وتارةً لتألق الحارس المغربي.

يعرف جمهور الهلال جيدًا مهند علي؛ قائد الشرطة، والمعروف بـ"ميمي"، نعم هو ذاك اللاعب الذي تصارع عليه الهلال رفقة عدد من الأندية الخليجية قبل سنوات - بحسب التقارير الصحفية التي انتشرت وقتها -.

لكن بدلًا من أن يستغل أحمد صلاح؛ المدير الفني للفريق العراقي، رغبة ميمي الجامحة لإثبات نفسه أمام الزعيم الذي ركض من خلفه من قبل، فضل إجلاسه على مقاعد البدلاء، ولم يدفع به إلا مع بداية الشوط الثاني.

مع نزول مهند علي استفاق بالفعل الهجوم العراقي بعض الشيء وقاد صاحب الـ24 عامًا أكثر من هجمة خطيرة على مرمى بونو، قبل أن يحكم الزعيم سيطرته بإحراز الهدف الثالث ثم الرابع فالخامس بفضل تغييرات المدرب البرتغالي جورج جيسوس التي أضفت دماءً جديدة في الفريق بدلًا من تراجع مستوى البعض.

سدد ميمي أربع تسديدات، منها ثلاثة على المرمى، رغم أن الكرة لم تصل إليه في الأساس إلا 18 مرة في ظل عجز لاعبي الوسط عن إيصال الكرات له مع الطوفان الأزرق.

ونجح العراقي الشاب في أربع مراوغات من أصل خمس، بينما تفوق في خمس ثنائيات من أصل تسع.

مؤكد أن حسرة ميمي الليلة حسرتان؛ الأولى حسرة الهزيمة الثقيلة، والثانية لعدم انتقاله لزعيم آسيا قبل سنوات.

"علي البليهي في حاجة للراحة من ثلاثة إلى أربعة أيام" .. هكذا قال وكيله رفيع الشهراني أول أمس الأحد، نظرًا لتعرضه للإصابة خلال مواجهة الخلود ضمن الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي.

لكن المفاجأة كانت مشاركة المدافع في لقاء الليلة أساسيًا وحتى نهايته، كي لا يورط فريقه في ظل معاناة زميله المدافع حسان تمبكتي من إصابة في الكتف، تعرض لها في مباراة الخلود أيضًا.

هكذا فعل أيضًا من قبله لاعب الوسط روبن نيفيش الذي يعاني من إصابة في القدم، لكنه حضر كلاسيكو الأهلي في الجولة الرابعة من دوري روشن، وكأن شيئًا لم يكن.

هذا ما يميز الهلال عن غيره، فربما منافسيه يضمون أسماءً رنانة أكثر من نجوم الزعيم، لكن "بيئة القلعة الزرقاء" مختلفة عن الجميع.

الظهير البرازيلي الذي تحول من نقمة إلى نعمة بين ليلة وضحاها، هو ذاك اللاعب الذي طالب الجمهور برحيله في الصيف الماضي بقوة بل أنهم هاجموا المدرب جورج جيسوس والإدارة للإبقاء عليه.

لكن ها هو للمباراة الثانية على التوالي يتبدل حاله 180 درجة بشكل إيجابي للغاية..

الليلة لودي نجح في صناعة الهدف الثاني لميتروفيتش، بخلاف خلقه لفرصة أخرى لزملائه.

البرازيلي كان الليلة قائدًا للجبهة اليسرى بمفرده تقريبًا في ظل تراجع مستوى سالم الدوسري، ليثبت للمباراة الثانية على التوالي أحقيته بالبقاء في صفوف الهلال، إذ أنه سجل هدفًا في المباراة الماضية أمام الخلود في الجولة الخامسة من دوري روشن، بخلاف مستواه الرائع بشكل عام، ويبدو أنه قرر الانتقام لنفسه بعد كم الانتقادات التي يتعرض لها منذ القدوم للهلال في الشتاء الماضي.

بالفوز أمام الشرطة واصل الهلال سلسلة هزه لشباك الخصوم في البطولة القارية في 14 مباراة متتالية.

تلك السلسلة وصل لها الموج الأزرق مرة وحيدة في تاريخه كانت بين عامي 2011 و2012.

كذلك واصلت كتيبة المدرب جورج جيسوس سلسلة الفوز في أول جولتين بدوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخها بشكل عام، إذ انتصر في الجولة الأولى من النسخة الحالية أمام الريان القطري (3-1).

لا نعرف أهي هيبة ملعب الهلال أ قوة نجومه!، لكن الأكيد أن الشرطة الذي واجه النصر السعودي في الجولة الأولى من البطولة القارية مختلف تمامًا عن الشرطة الذي ظهر أمامنا الليلة أمام الزعيم..

الشرطة أمام العالمي نجح في ضغط دفاعاته بشكل كبير واستغل الثغرات الدفاعية في وجود الظهير سالم النجدي والمدافع محمد سيماكان، وشكل هجمات خطيرة عليه، حتى خرج بنقطة التعادل (1-1).

لكنه ظهر "بلا حيلة" أمام الزعيم، ولعل السبب اعترف به مدرب الشرطة أحمد صلاح في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، إذ قال: "الاختلاف بين الهلال والنصر كبير، الهلال يمتلك لاعبين كبار سواء أجانب أو محليين، الفوارق الفنية بينهما كبيرة لصالح الهلال".