خالف العُرف الكاميروني ووالده يعرقل مسيرته .. حقائق قد لا تعرفها عن فينسنت أبو بكر

مفاجأة كبيرة فجرتها النسخة الفرنسية من "بي إن سبورتس"، التي أكدت أن أبو بكر متهم بقضية فساد في الدوري التركي، بالاتفاق مع مواطنه جان كلود بيلونج؛ مدافع هاتاي سبور التركي، إذ أنهما اتفقا على أن يفوت الأخير إحدى المباريات لبشكتاش، مقابل أن يتوسط له أبو بكر للانضمام لمعسكر المنتخب الكاميروني الحالي (طالع مزيدًا من التفاصيل)

أبو بكر ملتزم حتى الآن الصمت حول الأمر، لكن بيلونج خرج ودافع عن نفسه، نافيًا كافة الاتهامات. (طالع التفاصيل)

رغم كثرة الإشادات والفرحة الكبيرة التي غمرت جمهور النصر فور إعلان التعاقد مع المهاجم الكاميروني، ورغم النجاحات الكثيرة التي حققها في الملاعب مع كافة الفرق التي انضم لها إلا أن الحقيقة أنه كان بإمكانه تحقيق المزيد لولا لعنة الإصابة التي عطلته كثيرًا..

حول هذا يقول الصحفي عثمان جان أركوت من النسخة التركية لموقع "جول": "أبو بكر يعاني من بعض المشكلات مع الإصابات، وهو ما جعل مسؤولو بشكتاش غير حريصين على دفع الراتب الكبير الذي سيدفعه له النصر، و في الموسم المنقضي، أصيب اللاعب في آخر عشر مباريات، كما عانى من الإصابات طوال مسيرته، فعلى سبيل المثال، عندما عاد إلى بورتو البرتغالي بعد نهاية فترة إعارته لبشكتاش في عام 2017، أصيب بمزق وغاب عن 41 مباراة بعدها، وبعدها واجه صعوبة في استعادة مستواه بشكل كامل، ومع ذلك ظهر بشكل لائق تمامًا حتى آخر شهر في الموسم.

" وفي الواقع، في الموسم الماضي، تعافي قبل مواجهة سيفا سبور في الجولة 36، بعدما غاب عن الأربع مباريات السابقة، ولعب رغم عدم جاهزيته بشكل كامل، ثم ساءت حالته ولم يتمكن من لعب المباريات المتبقية من الموسم، بسبب إصابة في أوتار الركبة".

في عام 2017، حيث كأس أمم إفريقيا، التي كان المنتخب المصري يحلم بحصد لقبها بعد غياب لمدة سبع سنوات، رغم أن الفراعنة حققوا اللقب قبلها في ثلاث نسخ متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، لكن أبو بكر أبى دون حدوث ذلك..

نهائي البطولة جمع بين الفراعنة والمنتخب الكاميروني، وكانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 حتى الدقيقة 87، وبعدها هز أبو بكر الملعب بأكمله محرزًا الهدف الثاني  لمنتخب بلاده، ليقضي على حلم الفراعنة، الذين لم يحققوا اللقب بعد 2010 حتى الآن.

في أغسطس 2010، كان أبو بكر لا يزال في بداية مسيرته في الدوري الفرنسي، وفي الوقت الذي يحاول به التأقلم على وجوده بعيدًا عن أسرته، تلقى خبرًا صادمًا، جعله في حالة نفسية سيئة لفترة من الزمن..

تلقى وقتها الكاميروني اتصالًا هاتفيًا من أشقائه يخبرونه به أن والده قد توفي متأثرًا بإصابته بفيروس لم يتم الكشف عنه.

هذا الخبر أثر على مسيرة اللاعب في الملاعب، فخلال 81 مباراة مع فالينسيان لم يحرز سوى 15 هدفًا فقط، وصنع تسعة آخرين.

في بلادنا العربية، مهما بلغ اللاعب من العمر، تظل رحلة الاحتراف بأوروبا صعبة في بدايتها، والكثيرون فشلوا لعدم القدرة على التأقلم بعيدًا عن الأسرة أو لعدم التكيف مع الأجواء الأوروبية، وهي المشكلة نفسها التي واجهها فينسنت في بدايته..

في عمر الـ18، رحل أبو بكر عن الكاميرون، إذ خرج للاحتراف في نادي فالينسيان الفرنسي قادمًا من نادي قطن سبورت الكاميروني، في عام 2010، ومن هنا كانت بداية النجاحات، لكن سبقها صعوبات عدة.

يقول أبو بكر عن هذه الخطوة: "بالطبع الاحتراف حلم أي لاعب كرة قدم، لكن في الوقت نفسه كانت الخطوة صعبة للغاية عليّ في ظل صغر سني، ولم اعتد على العيش بعيدًا عن أسرتي، لم تكن البداية سهلة على الإطلاق، فجأة لا أجد إخوتي بجانبي، كنت متأثرًا لدرجة أنني كنت أرى جدران مسكني باهتًا رغم جماله".

الوضع في الكاميرون كما هو في غالبية أنحاء العالم، لا يعترف البعض بنجاحك طالما لم تنجح في مسيرتك التعليمية، وهو العُرف الذي رفضه أبو بكر..

يقول الكاميروني عن نفسه، في تصريحات صحفية قديمة: "كنت أحب الدراسة وكنت طالبًا مميزًا، لكن في الوقت نفسه كنت شغوفًا جدًا بكرة القدم، وأريد أن أشق طريقي بها، في حين تريد أسرتي أن أركز في دراستي فقط، وهذا نابع من الوضع في الكاميرون، إذ لا يعترف الناس بنجاح إلا بعد أن تُنهي مراحل التعليم كافة.

"حاول إخوتي معي كثيرًا إثنائي عن الانضمام لأي أكاديمية لكرة القدم، ظلوا يضغطون عليّ، من أجل أن أحصل على الدبلوم، لكنني رفضت كل ذلك، وصممت على التركيز مع الساحرة المستديرة".