إنجلترا وسويسرا| الحظ ابتسم لمن لا يستحق "الجزء الثاني".. هل يحصد الإنجليز اليورو دون مدرب؟

للمباراة الثانية على التوالي في الأدوار الإقصائية، حقق المنتخب الإنجليزي فوزًا يمكن وصفه بأنه "غير مستحق"، إذ فشل الفريق في تشكيل خطورة على الخصم طوال أوقات المباراة، رغم التشكيلة المدججة بالنجوم، إذ جاء هدف التعادلمن التسديدة الأولى على المرمى (بين الخشبات الثلاث) بعد 80 دقيقة.

وحاول ساوثجيت بدء المباراة بشكل مغاير تكتيكيًا لما حدث أمام سلوفاكيا، بوضع فودين في وسط الملعب إلى جانب بيلينجهام، بينما يترك الطرف الأيسر إلى الظهير كيران تريبير، من أجل فتح الملعب والاستحواذ على الكرة.

كان لساوثجيت ما أراد، لكنه لم ينجح في تشكيل الخطورة أو استغلال السيطرة على الملعب، قبل أن يتراجع الأداء مع مرور الوقت ويتمكن مدرب المنتخب السويسري من قراءة الموقف جيدًا، حيث أصبح الأكثر استحواذًا والأخطر، وسجل هدفًا مستحقًا، قبل أن يظهر دور المنقذ الثاني بوكايو ساكا.

نجح بوكايو ساكا هذه المرة في قهر كل مخاوفه، فارتدى ثوب البطولة وتوّج نفسه نجمًا للمواجهة، بفضل هدفه الغالي.

لم يكتف نجم آرسنال بذلك، وإنما أظهر المرونة التكتيكية، فتحول إلى ظهير أيسر متقدم في الوقت الإضافي، كما فعل أمام سلوفاكيا، وأراد كذلك أن يغلق تمامًا الصفحة السوداء في تاريخه بنهائي يورو 2020، حين أهدر ركلة جزاء تسببت في ضياع اللقب من قلب ويمبلي.

دخل ساكا بكل ثقة في مواجهة الحارس سومير، وسدد ركلة الجزاء بإتقان كبير، ليعزز من فرص فريقه في الفوز، بعد نجاح زميليه بالمر وبيلينجهام، وإنقاذ الحارس بيكفورد.

وبعديًا عن ساكا، يمكن القول إنه "من رحم المعاناة يولد الأمل"، حيث بدا لاعبو إنجلترا في غاية الهدوء أثناء تنفيذ ركلات الترجيح، وهو ما يظهر التطور الكبير على المستوى الذهني بعد الانهيار التام في النهائي الأخير.

واصل المنتخب الإنجليزي تقدمه في اليورو رغم الأداء السيئ، ويرجع كثيرون الفضل في بلوغ نصف النهائي إلى قدرات اللاعبين، فها هو بيلينجهام أنقذهم في موقعة ثمن النهائي بمهارة فردية استثنائية، قبل أن يأتي الدور على ساكا بتسديدة على طريقته الخاصة، دون أي جملة تكتيكية أو خططية.

وحسب شبكة أوبتا للإحصاءات فإن ساوثجيت عادل بمفرده عدد مرات وصول جميع مدربي إنجلترا السابقين مجتمعين إلى المربع الذهبي للبطولة (4 مرات إجمالًا)، حيث تأهل إلى نهائي النسخة السابقة (لأول مرة في تاريخ المنتخب)، وها هو في نصف النهائي الآن.

ويمكن القول إن الحظ وقف إلى جانب ساوثجيت مرتين في الأدوار الإقصائية، فهل سيكون الإقصاء في موقعة نصف النهائي مصيره أم تنتفض زمرة الأسود في الوقت المناسب لتحقق لقبًا غير مسبوق في تاريخ البطولة القارية الأقوى على مستوى العالم.