"جوارديولا كان والدي".. أليكسيس سانشيز يفجر مفاجأة بشأن "انتقال" لم يتم!

يُعد أليكسيس سانشيز أحد أبرز مفاجآت الموسم الحالي في الدوري الإسباني، حيث تمكن اللاعب المخضرم، البالغ من العمر 36 عامًا، من تجاوز الشكوك التي كانت تحوم حول أدائه بشكل كبير، عندما وصل إلى إشبيلية في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية الماضية.

شارك سانشيز هذا الموسم في 5 مباريات، بدأ في اثنتين منها كأساسي، وتمكن من تسجيل هدفين، أحدهما من ركلة جزاء، وقدم تمريرة حاسمة واحدة.

على الصعيد الهجومي، سدد اللاعب تسديدتين على المرمى وتسديدتين بعيدًا عن المرمى، وقام بتنفيذ عرضيتين ناجحتين و4 ركنيات، بينما وقع في مصيدة التسلل 4 مرات.

اعترف اللاعب التشيلي، الذي هزم للتو برشلونة حيث لعب لمدة ثلاثة مواسم، في تصريحات نقلتها صحيفة "لا تيرسيرا" أنه كان قريبًا جدًا من العودة للعمل مع بيب جوارديولا عندما كان لاعبًا في آرسنال: "كنت على وشك الذهاب إلى مانشستر سيتي. كنت أتحدث مع بيب كل يوم، وكان يهنئني بعيد ميلادي. كان بيب مثل والدي، كان والدي في برشلونة".

وأضاف: "كنا نتحدث كل يوم معه، كان يرسل لي الرسائل وكان كل شيء جاهزًا. كان هناك لاعب آخر سيذهب إلى آرسنال. ثم قال لي أرسين فينجر إنه لا يمكنني الرحيل لأن اللاعب الآخر لم يرغب في المجيء".

في النهاية، بعد ثلاث سنوات ونصف في ملعب الإمارات، انتهى المطاف بأليكسيس بالانتقال بشكل غريب إلى أحد أكبر منافسي السيتي، مانشستر يونايتد، في يناير 2018 مقابل 34 مليون يورو.

كتب النجم التشيلي أليكسيس سانشيز فصولاً من المجد والتحدي، ليحفر اسمه كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ بلاده.

بدأت قصة أليكسيس في تشيلي مع نادي كوبريلوا، حيث أعلن "الفتى المعجزة" عن موهبته التي لم تحتج لوقت طويل حتى تلتقطها أعين كشافة نادي أودينيزي الإيطالي عام 2006.

وفي خطوة استثمارية ذكية، أعاره النادي الإيطالي ليكتسب الخبرة في أمريكا الجنوبية، فتألق بقميص كولو-كولو محققًا لقب الدوري التشيلي مرتين، ثم كرر الإنجاز ذاته في الأرجنتين بفوزه بالدوري مع ريفر بليت.

بعد عودته إلى إيطاليا، انفجرت موهبته مسجلاً 21 هدفًا وصانعًا 20 آخرين في 126 مباراة، ليقرع أبواب المجد الأوروبي بقوة.

في عام 2011، كانت محطته التالية هي برشلونة، حيث انضم إلى كوكبة من الأساطير ليساهم في حقبة ذهبية للنادي الكتالوني. وخلال 141 مباراة، سجل 46 هدفًا وقدم 38 تمريرة حاسمة، وتوج بستة ألقاب كبرى، أبرزها الدوري الإسباني وكأس العالم للأندية.

شهدت مسيرته ذروتها الفردية بعد انتقاله إلى آرسنال عام 2014، حيث تحول إلى النجم الأوحد للفريق اللندني. وبأرقام مذهلة بلغت 80 هدفًا و44 تمريرة حاسمة في 166 مباراة، قاد "المدفعجية" للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، تاركًا إرثًا لا يُنسى كأحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص النادي في العقد الأخير.

لكن مسيرة كل بطل لا تخلو من التحديات، فكانت فترته مع مانشستر يونايتد هي الأصعب، حيث اكتفى بتسجيل 5 أهداف في 45 مباراة. إلا أن روح المحارب لديه أبت أن تستسلم، فاستعاد بريقه مجددًا في إيطاليا بقميص إنتر، الذي لعب له على فترتين، وساهم خلال 142 مباراة في تحقيق لقب الدوري الإيطالي مرتين، بالإضافة إلى ألقاب الكأس والسوبر المحلي.

وبعد مغامرة فرنسية ناجحة مع مارسيليا أثبت فيها أنه لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه بتسجيل 18 هدفًا، عاد سانشيز هذا الموسم إلى إسبانيا من بوابة إشبيلية، ليبدأ فصلاً جديدًا في مسيرته الطويلة.

وعلى الصعيد الدولي، يبقى سانشيز أسطورة خالدة لمنتخب تشيلي، فهو الهداف التاريخي برصيد 51 هدفًا في 168 مباراة، والأهم من ذلك، أنه القائد الذي حمل أحلام أمة بأكملها وقادها لتحقيق المجد الأغلى بالفوز بلقب كوبا أمريكا مرتين متتاليتين عامي 2015 و2016.

بعد تحقيقه فوزًا مدويًا وتاريخيًا على برشلونة بنتيجة 4-1 في مطلع أكتوبر 2025، يدخل نادي إشبيلية فترة حاسمة ومليئة بالتحديات. يسعى الفريق لاستثمار هذه الدفعة المعنوية الكبيرة عندما يستكمل مشواره في أكتوبر بثلاث مباريات هامة؛ حيث يستضيف ريال مايوركا في الدوري الإسباني، ثم يرحل لمواجهة صعبة خارج أرضه أمام ريال سوسيداد، قبل أن يبدأ مشواره في بطولة كأس ملك إسبانيا بمواجهة نادي توليدو.