ليس من العدل وصف أحداث العام الماضي في فالنسيا بأنها فوضى مطلقة.
فبعد إقالة مارسيلينو المدرب الحائز على لقب كأس الملك في بداية الموسم الماضي قبل سوق الانتقالات الصيفية السابقة لموسم 2020-21 الذي شهد بيع عدد من أسماء النجوم بأسعار منخفضة، أثار بيتر ليم وأنيل مورثي الجدل.
أدت الأزمة الحالية التي تجتاح فالنسيا إلى تهديدات بالاستقالة من المدير خافي جراسيا وتعبيرات عن الغضب في وسائل التواصل الاجتماعي من لاعبين غاضبين.
رغم كل ذلك، هناك بعض الأمل في الميستايا، ومع فشل النادي في التعاقد مع أي لاعب خلال سوق الانتقالات، فإن الثغرات الموجودة في الفريق التي تركها اللاعبون المغادرون تحتاج إلى سدها، وهو ما أجبر جراسيا إلى اللجوء لأكاديمية النادي للقيام بذلك.
أحد هؤلاء اللاعبين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا بعد أن حصلوا على فرصة في الدوري الإسباني هو لاعب الوسط يونس موسى، حيث أصبح اللاعب البالغ من العمر 17 عامًا لاعباً أساسياً في فريق فالنسيا.
على الرغم من أن الظروف قد تكون أقل من مثالية، إلا أن كسب دقائق مع الفريق الأول في مثل هذه السن المبكرة يبرر فقط قرار موسى بإدارة ظهره لآرسنال قبل ما يزيد قليلاً عن 12 شهرًا والانتقال بدلاً من ذلك إلى إسبانيا.
كان مع آرسنال من سن العاشرة، واعتبر واحداً من ألمع الاحتمالات في هيكل أكاديمية هيل إند للنادي بعد أن قاد منتخب إنجلترا في مختلف المستويات العمرية.
ولكن عندما أتيحت الفرصة للتوقيع مع فريق شمال لندن، اتخذ قرارًا بالتوجه إلى فالنسا على أمل أن تظهر فرص كبيرة في وقت أقرب بكثير مما قد يحدث في إنجلترا.
تشير الدلائل المبكرة إلى أن هذه كانت المكالمة الصحيحة من لاعب ليس غريباً على الرحلات البحرية.
ولد موسى في مدينة نيويورك بينما كانت والدته تقضي إجازة في بيج آبل، وأمضى - وهو من أصل غاني - السنوات التسع الأولى من حياته يعيش في بلدة كاستلفرانكو فينيتو شمال إيطاليا.
هناك انضم إلى فريقه الأول جيورجيوني كالتشيو، وكانت موهبته واضحة منذ لحظة وصوله.
وأوضح أنطونيلو أورفيو، رئيس النادي: "وقعنا عقد موسى مثل العديد من الأطفال المحليين بعد معسكر لهم، وهو ما نقوم به كل عام في نهاية الموسم. الصبي كان لديه بالفعل شيء مميز.
"أجرؤ على القول إنه كان ظاهرة كلاسيكية. اللاعبون في سنه لم يتمكنوا من منافسته".
لعب موسى بانتظام فوق فئته العمرية قبل أن تجبره الظروف العائلية على الانتقال من إيطاليا إلى لندن، على الرغم من أن آرسنال لم يستغرق وقتًا طويلاً لتحديد موهبته وإدخاله في نظام الشباب الخاص بهم.
سرعان ما أصبح واضحًا أن موسى يمتلك القدرة الفنية والسمات البدنية للنجاح على أعلى مستوى، وكان قد ظهر بالفعل لأول مرة مع فريق تحت 18 عامًا في الوقت الذي احتفل فيه بعيد ميلاده السادس عشر في نوفمبر 2018.
على مدار الثمانية عشر شهرًا التالية، لعب 16 مباراة أخرى على هذا المستوى، وسجل خمسة أهداف وقدم ثلاث تمريرات حاسمة، ولكن مع وجود إميل سميث رو وجو ويلوك أمامه في الترتيب من حيث التصعيد للفريق الأول، بدت فرصه غير مرجحة.
المزيد من النجوم الشباب عبر الجيل القادم:
مع أخذ ذلك في الاعتبار، اختار الرحيل - وهو القرار الذي كشفت عنه صحيفة ماركا الإسبانية مؤخرًا أن المدرب السابق آنذاك أوناي إيمري يشعر كما لو أنه تعرض "للطعن" - وعلى الرغم من الاهتمام المعلن من يوفنتوس، فقد اختار فالنسيا.
قضى كامل مشواره الأول في إسبانيا يلعب مع الفريق الرديف للنادي "فالنسيا ميستايا" في الدرجة الثالثة، قبل ترقيته في فترة ما قبل الموسم للانضمام إلى فريق جراسيا.
حتى الآن، بدأ خمس مباريات من أصل سبع مباريات في الدوري للنادي، بفضل سرعته واستعداده لمواجهة المدافعين مما يضمن أنه يتسبب بالفعل في حدوث صداع لمدربي الخصم.
في أول ظهور له ضد ليفانتي في الجولة الافتتاحية للدوري الإسباني، كان في سن 17 عامًا و 289 يومًا، وأصبح أصغر لاعب أجنبي يمثل فالنسيا على الإطلاق وكذلك أول إنجليزي يلعب للنادي.
بعد أن لعب بشكل مركزي إما كلاعب خط وسط تقليدي أو كلاعب رقم 10 في معظم مسيرته مع الشباب، تم إشراك موسى على الجانب الأيمن من خط الوسط منذ صعوده للفريق الأول.
ومع ذلك، فإن اللاعب نفسه حريص على التأكد من أنه يُنظر إليه على أنه لاعب شامل للهجوم بدلاً من أن يكون محاصرًا في مركز واحد.
وقال لموقع النادي على الإنترنت عقب ظهوره الأول "أريد تسجيل المزيد من الأهداف وأن أكون أكثر اتساقًا مع تمريراتي. في بعض الأحيان في المباراة يمكنني القيام بالعديد من التمريرات الجيدة وأخرى سيئة. أريد تصحيح ذلك.
Getty/Goal"يمكنني تجاوز اللاعبين لأنني أضخم قليلاً من بعضهم. أنا جيد حقًا في التمرير ويمكنني صنع الكثير من الفرص."
مؤهلًا للعب مع غانا أو إيطاليا أو الولايات المتحدة، يواصل موسى تمثيل إنجلترا على المستوى الدولي ومن المقرر أن يكون جزءًا من فريق تحت 20 عامًا في كأس العالم 2021.
بطبيعة الحال، فإن الأسود الثلاثة ليست غريبة عن قدرتها على استدعاء الأجنحة الشابة التي تم تتبعها بسرعة في الفرق الأولى للأندية الكبرى في القارة، ويأمل موسى أن يتمكن من اتباع مسار مشابه لمسار جادون سانشو.
في الوقت الحالي، يحاول فقط مساعدة فالنسيا على العودة إلى حيث ينتمون. وسط الكثير من الحزن في الميستايا ، قدم ظهور موسى للمشجعين بصيص أمل.