مصعب صلاح تابعوه على تويتر
"ريال مدريد عاد لانتقاد التحكيم في كرة السلة وكذلك في كرة القدم، بعدها ذهبوا إلى "واندا ميتروبوليتانو" وحقق الفوز هناك ونسوا تمامًا الحديث عن الأمور التحكيمية، من الجيد أنّهم لا يمتلكون فريقًا في كرة اليد أو الهوكي وإلا اشتكوا من التحكيم هناك أيضًا".
وبغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ما قاله المدافع المثير للجدل دائمًا، ولكن ربما ما قاله يحتمل وجاهة أو خط منطقي يمكن البناء عليه والوصول لسؤال ربما لا نعرف إجاباته مطلقًا.
ريال مدريد عانى في مباراة ريال سوسيداد والتي خسرها بعد أن طلب الفريق العودة للتقنية في ضربة جزاء لصالح فينيسيوس جونيور وكذلك طرد للوكاس فاسكيز، وبعدها بأسبوع احتسب هدف لريال بيتيس اعتبره لاعبو الملكي - وعلى رأسهم داني كارفاخال - غير صحيح رغم وجود الـ VAR.
منذ حينها والأمور اختلفت تمامًا ولم تعد التقنية كما كانت في إسبانيا بل صارت أسوأ والأوضع أصبحت وكأن شيئًا لم يكن.
ما قبل الضغوط
Gettyبعد انتهاء النصف الأول من الدوري الإسباني خرج فالسكو كاربيو، رئيس لجنة حكام تقنية الفيديو، للحديث عن إنجازات الـ VAR بعد 19 جولة من الليجا.
الأرقام كلها أشارت إلى انخفاض نسبة الأخطاء إلى 4.79% وهو أمر جيد للغاية وضعًا في الاعتبار أنّ هذا هو الموسم الأول للتقنية في إسبانيا.
وبعيدًا عن التصريحات الرسمية، فإن الجميع كان يشيد بالتقنية في إسبانيا وظهرت بصورة مميزة في انطلاق البطولة، وربما لم نجد اعتراضًا واحدًا من أي جهة طوال هذه الفترة.
حتى أن ريال مدريد خسر كلاسيكو الجولة 10 من الليجا وعاد الحكم للتقنية ليحتسب ركلة جزاء للويس سواريز ولكن لم يعترض البلانكوس وقتها.
إشعال الفتيل
(C)Getty Imagesانتقاد التحكيم لم يأت فقط من جانب كارفاخال، بل هاجم سيرخيو راموس، قائد الملكي، الحكام بصورة ملحوظة، كما شنت الصحف المدريدية حملات شرسة ضد الفيديو وتسائلت إن كانت الأخطاء متعمدة أم لا؟
جاءت الضربة القاضية حينما احتسب الحكم هدفًا لبرشلونة أمام ليجانيس سجله لويس سواريز بعد التحام مع حارس المرمى، لكن الحكم لم يراها مخالفة.
التصعيد جاء بصورة رسمية هذه المرة حينما رفض، فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، حضور اجتماع الأندية في نهاية يناير الماضي اعتراضًا على التقنية والظلم المتعمد لريال مدريد.
بيريز استخدم كل سلطاته وصلاحياته للهجوم على الـ VAR حتى أنّ البعض لخص أزمة ريال مدريد في الظلم التحكيمي.
الحكام في أزمة
Getty Imagesفي إسبانيا قوة ريال مدريد وبرشلونة تتفوق على باقي الأندية دون شك، حتى الأموال التي يحصلون عليها من البث التلفزي تتجاوز الجميع.
الضغط المستمر من ريال مدريد وضع الحكام في حرج كبير حتى رأينا بعدها أخطاءً تحكيمية حتى بعد الرجوع للـ VAR غير مفهوم وبالأخص في ديربي مدريد.
الطامة الكبرى جاءت في مباراة ليفانتي بعد احتساب ركلة جزاء خيالية لكاسيميرو لم يحدث فيها أي احتكاك مع المدافع الذي أصيب لاحقًا لأنّه سدد في الهواء.
ريال مدريد لم يتحدث بعدها عن التحكيم لكن الأمور صارت معقدة، فكل مرة يأتي الـ VAR بنتيجة لا تناسب الملكي فالتصعيد موجود والصحافة ونفوذ بيريز لديهم القدرة على الضغط على جميع الحكام.
لو استمرت الأمور بهذه الطريقة فلن يتطور التحكيم الإسباني، وبالأخص أنّه قد يتدخل برشلونة مستقبلًا لو شعر بأن التقنية تضر بفريقه على سبيل المثال.
الأفضل أن يتجه الاتحاد الإسباني لمعاقبة من يهاجم التحكيم على طريقة البريميرليج، وبالمناسبة هو قانون مقترح لحماية الحكام من الضغوطات المتواصلة.
