لوكا سانجالي

هل قدّم ريال سوسيداد "جريزمان" الجديد للعالم في سان ماميس؟

حل يوم الموعد المنتظر، موعد الديربي الباسكي العريق، الكل في بلباو متحمس للقاء والمدينة اكتست كلها باللون الأحمر المميز للنادي مع أهازيج في جل الشوارع والطرق المؤدية لملعب "سان ماميس".

انطلق اللقاء وارتفعت معه وثيرة التشجيع والدعم من كلا الطرفين وعلى رقعة الميدان كان أصحاب الدار المبادرين للهجوم والأكثر خطورة، لكن مع التحامات وصراع بدني طاحن سواءً في وسط الميدان أو في الكرات الهوائية التي منحت الضيوف في ردة فعلهم الحقيقية الأولى ضربة جزاء.

الشاب "لوكا سانجالي" كان العنصر الذي تحصل بعد الإعادة بتقنية "الفار"على ركلة الجزاء هذه، وذلك في لقطة يبدو أنها لم تكن سوى الدافع الأول والشحنة المعنوية التي جعلته يطلق العنان لإبداعاته فيما هو قادم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

صانع الألعاب المترعرع منذ نعومة أظافره في مدرسة سوسيداد قرر أن يُمتع الجماهير تلك الليلة، بل ويعلن نفسه نجمًا صاعدًا بقوة في سماء الدوري الإسباني.

شغل ذو ال23 عامًا الجهة اليمنى وأشعلها بتحركاته النشيطة، فقد كان لا يمل ولا يكل من الصعود بسرعة محاولاً الاختراق من الرواق كما أنه تمركز بشكل ذكي منسلاً من الدفاع وبتأهب كبير للمباغتة.

لوكا سانجالي

كانت متابعته الدقيقة تلك لسير اللعب وتوقعاته السليمة لمنحى الكرات دليلًا كبيرًا على تناغمه مع رفاقه وفهمه لأفكارهم، لكن أكثر ما أثار إعجابي به هو العمل التكتيكي الذي قام به ولكم أن تتابعوا لقطة الهدف الثاني لريال سوسيداد لتعرفوا عمّا أتحدث. لوكا كان من بدأ الهجمة وهو من أنهاها بقدومه السريع وغير المتوقع من الخلف.

سانجالي عزف أيضًا ألحان المتعة بمهاراته في المراوغة وسلاسته الكبيرة في المرور من أمام عناصر الخصم وذلك بدون أي تهور، فرغم صغر سنه كان يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وكأنه صال وجال لسنين عديدة في الميادين
.
نضج أبهر الحاضرين، فبين الفينة والأخرى تجد شخصًا ما يتحدث عنه وما إن يلمس الكرة حتى تسمع بعض التأوهات وتساؤلات عديدة حوله
"من هو صاحب الرقم 23؟، "من أين أتى هذا العفريت؟"...قبل أن يصيح شخص عجوز "على الأتلتيك أن يوقع معه عقدًا اليوم، عليهم القيام بذلك قبل مغادرته الملعب"!"

ويعد عمومًا من النادر جدًا مصادفة لاعب بهذه الإمكانيات الهجومية العالية يتقن الأدوار الدفاعية، لكن لوكا أكد أنه من تلك القلة القليلة، كيف لا وقد كان في الجهة اليمنى كظل الموهوب "إيكر مونيايين". تحرك معه بدقة متناهية واستمات في إبعاد الخطورة الناتجة عنه واستخلاص الكرة في أكثر من مناسبة.

برهن سانجالي إذًا على أنه يملك بالفعل من كل فن طرب وقادر مع العمل بجد والإرادة القوية على أن يصبح لاعبًا متكاملاً. الأنظار الآن ستوجه نحوه بلا شك والصحافة لن تمرر بدورها تألقه هذا مرور الكرام، خاصة وأنه جاء في مواجهة استثنائية جدًا، فهل يحسن التصرف ويسير بخطى ثابتة في درب الكبار؟

إعلان