لماذا فاز ريال مدريد في الكلاسيكو؟ هذا سؤال تطول إجابته وهناك تحليلات وتفسيرات لم تتوقف منذ الأحد الماضي عن الحديث عن كسر الملكي لعقدة برشلونة وخطف الصدارة.
ولكن لو أردنا اختصار الإجابة فعلينا التركيز قليلًا على شكل ريال مدريد في لقاء سيلتا فيجو وليفانتي وحتى مانشستر سيتي وما قدمه ضد برشلونة، أو لجعل الأمر أكثر سهولة، قارن بين كتيبة زين الدين زيدان في الشوط الأول والثاني في الكلاسيكو.
الشكل تغير، وخاصة بعد الهدف الأول أصبح ريال مدريد أكثر شراسة وفشل برشلونة في تهديد مرمى تيبو كورتوا مقارنة بما فعله في 45 دقيقة بدأ بها اللقاء، وربما هذا يفسر شكل الفريق بالكامل مع المدرب زيدان، أو عبر تاريخه.
ثنائية أو صفرية
(C)Getty Imagesزيدان وجوارديولا هما نموذجان متضادان في كرة القدم، لا يمكن وصف أحدهما أنجح من الآخر ولكن مختلفان فقط، فالمدرب الذي حقق دوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي يمتلك القدرة على تقديم مباريات خارقة وأخرى سيئة للغاية.
زيدان يعتمد بصورة كبيرة على الأسماء التي يثق فيها، يؤمن بقدراتهم الفردية وتصرفهم غير المخطط له بحسب متغيرات المباراة، فقد ينهار الفريق تمامًا في آخر ربع ساعة كما حدث ضد السيتزنز، أو يقاتل كما لو أنها حربه الأخيرة كما ظهر أمام برشلونة.
هل نجح برشلونة من قبل في التتويج بالدوري دون الفوز بالكلاسيكو؟
عشوائية ريال مدريد والتي تعتمد بصورة كبيرة على وضع خطوط عريضة فقط ومنح الحرية الكاملة لكل اللاعبين في التصرف قد تكون مفيدة وخاصة في المباريات الكبرى ولكنّها سلاح ذو حدين، فوقت السقوط ينهار كل شيء.
لو تتبعت ريال مدريد في التاريخ ستجد هذا الأمر ليس غريبًا عليه وبالأخص مع زيدان، فالفريق الذي حقق الدوري والأبطال في 2017 هو ذاته الذي خرج من سباق الليجا في الموسم التالي من ديسمبر وحقق التشامبيونزليج بشق الأنفس. هكذا ريال مدريد قد يحقق كل شيء أو لا شيء على الإطلاق.
الفوضى الخلاقة
Getty Imagesكيكي سيتين، مدرب برشلونة، سبق وتحدث عن النادي الملكي حينما كان يعمل في ريال بيتيس وقال إنّه فريق صعب لكونه عشوائيًا فلا تستطيع وضع خطة محددة لإيقافه أو التقليل من خطورته.
هذه العشوائية هي سمة ريال مدريد عبر السنوات، نتحدث عن فريق فشل في المشاركة بدوري أبطال أوروبا عام 1997 ليكون البطل في العام التالي، عن فريق أنهى الدوري خامسًا في 2000 ورفع ذات الأذنين في العام نفسه، عمن سقط في ليلة الاحتفال بالمئوية بنهائي الكأس ليفوز بالتشامبيونزليج أمام ليفركوزن في 2002.
هذه ليست إهانة أو تقليل من النادي ولكنّها صفة الفريق منذ الخمسينيات مع سانتياجو برنابيو حينما دشّن الهوية الرئيسية والتي تعتمد على جلب أفضل المواهب في كل المراكز وتركهم يقدمون مستواهم الحقيقي على الميدان.
عودة لإجابة السؤال

المقال بدأ بسؤال عن انطلاقة ريال مدريد الحقيقة. أليس كذلك؟ وكل ما سبق كان تمهيدًا فقط ولكنّه يوضح الإجابة على ما أعتقد.
إن لم تكن واضحة بما يكفي، فالإجابة هي أنّ مع ريال مدريد لا يوجد أي منطق، فربما ترتفع المعنويات كثيرًا عقب الفوز في الكلاسيكو وكسر عقدة برشلونة، وربما تكون هذه طفرة لا تتكرر في الباقي من الموسم.
لا يوجد ضمان للاستمرارية، لو عانى ريال مدريد أمام بيتيس أو في إياب الأبطال أمام مانشستر سيتي أو حتى في أي مباراة مقبلة في الليجا فقد يسقط وينهار ولا يستطيع الاستمرار، وربما أيضًا تطول صحوته لينتهي جامعًا للدوري والأبطال.
ريال مدريد لا يمتلك مشروعًا واضح المعالم لنقول إنّه سيستمر أو يتعطل، ماريانو دياز مثلًا لم يشارك في أي مباراة بالليجا وحينما لعب سجل هدفًا ليطيح بيوفيتش من قائمة الفريق ويتواجد هو ضد بيتيس.
العشوائية سلاح ذو حدين، فقد تربك الخصم وتجعله يعاني أمامك وهو لا يدري كيف ستبدو في المباراة، وقد تفسد كل شيء في لمح البصر وتجعل الفريق يظهر تارة في القمة وتارة في القاع.


