تُعتبر قصّة إنتقال البرازيلي فيليبي كوتينيو إلى برشلونة من أكثر "حوارات" الإنتقالات الدرامية في المواسم الأخيرة، إضافة إلى كونه الصفقة الأغلى في تاريخ النادي الكتلوني، فكوتينيو نفسه قام بـ"ثورة" من أجل إتمام هذا الإنتقال.
هل تذكرون كمّ الدراما التي ترافقت مع أخبار إنتقاله؟
الجزء الأول من المسلسل - عذراً " ع الحرق"
حديث عن إصابة غير موجودة على مستوى أسفل الظهر، قلّة مشاركات مع ليفربول، وبكائه العلني خلال تواجده مع منتخب البرازيل عندما عُرقلت الصفقة في سوق الإنتقالات الصيفية، كل هذه الظروف والحالات الدرامية أعطتنا إنطباعاً مبدئياً بأن البرازيلي سيكون لديه تأثيراً سيوازي -إلى حدّ ما- هذه الرغبة الجامحة بالإنتقال إلى برشلونة، وحصل ما حصل دون حاجة للخوض بتفاصيل خيبة النادي واللاعب نفسه والجماهير، ولا حتى الخوض أيضاً بفرحة جمهور ليفربول الذي تُوّج بلقب البريميرليج حينها بعد غياب 30 عاماً.. (فوّت على نفسه أكثر لحظة منتظرة في تاريخ ليفربول الحديث، لا أحد يتمنى أن يشعر بما شعر به في لحظة رؤية اللقب معانقاً جوردان هندرسون حينها.
قيل في فترته الأولى مع الفريق أن المدرب السابق إيرنيستو فالفيردي "أساء توظيفه" وأنه "لا يمكن أن يلعب إلى جانب ليونيل ميسي" لأن أدوارهم التكتيكية شبه متطابقة، وللأمانة وفي سياق البديهيات فإن وصل الخيار إلى ميسي وكوتينيو فبالطبع أدوار فيليبي ستضاءل أو تنعدم.
الحقيقة أن مسألة فشل الجزء الأول يعود لسوء التوظيف لكن أيضاً لشخصية اللاعب التي لم تتحمل الضغط، الأمر الذي جعل ميسي نفسه يطلب من الجماهير وقف التصفير ضده.
وبعد العديد من الأخذ من الرد إنتقل إلى بايرن ميونخ - حيث تأرجحت الآراء حوله من إنطلاقة كبيرة إلى فتور مع انتهاء الموسم.
وإستكمالاً للدراما.. تعلمون أنه "سجّل الثامن" ضد البرسا وتوّج لاحقاً باللقب، وعاد إلى البرسا.
رسميًا .. برشلونة يعلن خضوع كوتينيو لجراحة جديدة!
الجزء الثاني: "كوتينيو - العودة"
مُحمّلا بكمّ كبير من التساؤلات والكُتلة العضلية، عاد فيليبي إلى برشلونة بعد إنتهاء الإعارة، مجاوراً ميسي مرّة أخرى لكن مع عقل تدريبي مختلف يرأسه رونالد كومان وديناميكية أخرى تتضمّن محاوطته بكل من جوردي ألبا وأنسو فاتي وفرينكي دي يونج.
قدّم كوتينيو أداءً "جيداً" إذ شارك في 14 مباراة (12 في الدوري الإسباني و2 في دوري الأبطال) - محرزاً 3 أهداف وتمريرتين حاسمتين.
حلقة الإصابة الكُبرى:
تعرض كوتينيو للإصابة في الركبة خلال مواجهة الفريق أمام إيبار في الثاني من يناير الماضي بالدوري الإسباني.
وخضع كوتينيو لعملية جراحية في الركبة وكان من المفترض أن يعود خلال ثلاثة أشهر، ليتعرّض مؤخراً لإنتكاسة جديدة أجبرته على إجراء عملية أخرى أنهت موسمه، على أن يُحاول المشاركة في منافسات كوبا أميركا الصيف القادم.

سعر كوتينيو عبر المواسم
حلقة الجانب الإقتصادي:
هذه الإصابة التي تحدثنا عنها تصُب مباشرة في مصلحة "جيب برشلونة" الذي لن يضطر أن يدفع 20 مليون يورو مكافأة لنادي ليفربول ضمن الإتفاق المُبرم بين الطرفين عند إنهاء عملية الإنتقال تحت شرط الدفع عند وصوله إلى 100 مباراة مع النادي الكتلوني.
وإن أردنا الخوض أكثر في دراما تكاليفه الإقتصادية فإن ناديه الحالي - الذي يُحاول تقليل فاتورة الأجور- ما زال يحمل عبء راتب يصل إلى 222 ألف يورو في الأسبوع و12 مليون يورو في الموسم (في الحُسبان أنه غائب منذ شهر 1-2021 وسيغيب حتى نهاية الموسم الحالي - أي مصروف بدون أي جدوى).
إلى ذلك في حال قرر النادي بيعه فإن قيمته السوقية الحالية وفق موقع TransferMarket تدنت إلى 40 مليون في حين كانت 140 مليون عند التعاقد معه.. يعني "خسرانة خسرانة".
الحلقة الأخيرة: نعمة الإصابة
إضافة إلى التخلّص من عبئه الإقتصادي التي ربما تكون مكان أخذ ورد من قبل الإدارة في حال ترددت بشأن بيعه، فإن هذه الإصابة أثبتت فعلاً أن لا حاجة فعليّة لكوتينيو بالفريق، ما يُمكن أن يُقدمه فنياً لا يُذكر مقابل التكلفة الكبيرة، ولا يجب ان ننسى "عزيزي المُشاهد" عامل "إعادة فعل التأقلم" الموسم القادم من نقطة الصفر.
يتبقى للاعب مسابقة الكوبا أميركا للتسويق الجدي لنفسه والإبحار بعيداً عن برشلونة وطي صفحة صفقة تدخل ضمن الأسوأ في تاريخ سوق الإنتقالات كتلونياً وأوروبياً.


