Karim Benzema Real Madrid La Liga 04212019Getty Images

نحو أفضل مواسمه | كيف كان عام بنزيما الأول بدون رونالدو؟


يوسف حمدي    فيسبوك تويتر

رونالدو وبنزيما، ثنائي هجومي ظل لتسعة سنوات هو الذي يقود ريال مدريد، والسبب أنهما يحبان بعضهما البعض، أو بالأحرى بعضهما يحب التواجد إلى جوار الآخر، وبإمكانك أنت عزيزي القارئ أن تفسر من هو بينهما، أحدهما يفتح المساحات والآخر يسجل الأهداف، قالوا لا أحد يستطيع فيهما اللعب بدون الآخر، بالطبع القصد هنا أنه بنفس الكفاءة، فإما ستكون أعلى أو أقل، المهم أنها ليست هي الكفاءة ذاتها.

الجميع كان يمتلك فضولًا ليعلم من منهما سيكون أفضل بدون الآخر، والجميع كان ينتظر أيضًا موعد فض هذه الشراكة ليتابع كل منهما على حدى، سواء برحيل بنزيما أو رحيل رونالدو عن ريال مدريد، ما حدث كان الخيار الثاني بأن رحل صاروخ ماديرا إلى يوفنتوس، ولم يتعاقد ريال مدريد مع بديلًا له، ليتحول بنزيما إلى قائد الهجوم في الفريق الملكي، ورونالدو إلى قيادة هجوم يوفنتوس، وما علينا إلا المشاهدة والتقييم.

حتى هذه اللحظة يبدو موسم رونالدو وموسم بنزيما تحت مستوى التوقعات، يوفنتوس لم يفز بدوري أبطال أوروبا كما كان منتظرًا، ولم يحصل على لقب هداف الكالتشيو ولا هداف دوري الأبطال ولا هداف أي شيء، تقريبًا هو العام الأول في مسيرة رونالدو بداية من تتويجه الكرة الذهبية في المرة الأولى عام 2008 الذي لا يكون فيه هدافًا لأي شيء.  

أما بنزيما فرفقة ريال مدريد فقد خرج بموسم صفري لأول مرة منذ 2015، ولم يكن نجمًا فوق العادة بالنسبة للصحافة والجماهير كحال كل لاعبي الفريق الملكي، لذا كان علينا مقارنة موسم هذا بموسم ذاك، ليس حبًا في المقارنة بقدر ما هي نظرة على موسم هذا وذاك من أجل التعرف على تفاصيلهما في أول موسم بعض فض شراكتهما التي استمرت منذ 2009 وحتى نهاية الموسم الماضي.

بالنظر إلى الأرقام نجد أن كريم بنزيما تفوق على رونالدو على جميع الأصعدة، نعم ما قرأته كان صحيحًا، على الرغم من كونه يتنافى مع المتعارف عليه والذي تم الترويج له من قبل جماهير ريال مدريد بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ألا وهو الحديث بأن رونالدو مظلوم لأنه يلعب بجوار مهاجم متواضع كبنزيما ولا يلعب بجوار لاعب فتاك مثل هاري كين وسواريز وإيكاردي.

هكذا اعتقد البعض، ليرد عليهم البعض الآخر بأن رونالدو أصبح مهاجمًا داخل الصندق ولم يصبح جناحًا كما كان عليه في الماضي، لذا فهو لا يصلح للعب بجوار مهاجم صندوق آخر، ويحتاج إلى لاعب يجيد سحب نفسه بعيدًا عن منطقة الجزاء من أجل فتح المساحات له، وهي الكلمة التي ظلت في إطار السخرية فقط.

وفي الحقيقة تراجعت أرقام رونالدو في هذا الموسم على الرغم من أنه يقدم موسمًا جيدًا، وهذه حقيقة أنكرها كثيرًا مشجعو رونالدو لأنها كانت دائمًا ما تصب في صالح الآخرين، حقيقة أن الأرقام في كرة القدم ليست كل شيء.

على مستوى الدوري الإيطالي سجل رونالدو 19 هدفًا حتى الآن، في رقم يحتل به المركز الرابع على سلم هدافي الكالتشيو خلف فابيو كوالياريلا ودوفان زاباتا وكرزيشتوف بيونتيك، مع 6 أهداف سجلها في دوري أبطال أوروبا ليرتفع إجمالي حصيلته هذا الموسم إلى 25 هدفًا، وهو رقم لم يسبق للدون أن امتلكه في مثل هذا الوقت من الموسم حتى في تلك التي أطلق عليها أسوأ مواسمه في الماضي.

Cristiano Ronaldo Karim BenzemaGetty

على الجانب الآخر سجل بنزيما 21 هدفًا في الدوري الإسباني، بإجمالي أهداف يصل إلى  29 هدفًا في جميع البطولات بإضافة أهداف كأس الملك ودوري الأبطال، في أول مرة يتفوق فيها المهاجم الفرنسي على صاروخ ماديرا رقميًا في مسيرته منذ انضمام الثنائي إلى ريال مدريد.

المفارقة أن بنزيما بعد نهاية الليجا في الموسم الماضي كان مسجلًا لـ 5 أهداف فقط، مقارنة بـ 21 هدفًا مرشحين للزيادة هذا الموسم في المباريات المتبقية، بينما تراجعت نسبة أهداف رونالدو بصورة تصل إلى النصف تقريبًا.

هذا يبدو منطقيًا بالنظر إلى أرقام شريك رونالدو في هجوم يوفنتوس هذا الموسم، حيث سجل ديبالا 22 هدفًا في الكالتشيو بنهاية الموسم الماضي، بينما سجل هذا الموسم 5 أهداف فقط حتى الآن.

هنا سنقف على حقيقة أصبحت واضحة الآن لأنها حدثت في ناديين وليس في ريال مدريد فقط، وهي التي تشير إلى أن رونالدو يأخذ حصيلة من الفرص تقلل من حصيلة زملائه، وفي حال وجوده فإن عدد الفرص المتاحة للتسجيل يغلب أغلبها له، ويحتاج شريكه في الهجوم إلى التنازل عن دوره كهداف لصالح الدون، وهو ما كان حال بنزيما في الماضي وأصبح حال رونالدو اليوم.

رسالة إلى محمد صلاح.. حتى لا تخسر كل شيء

الخلاصة أن المشكلة ليست في أداء رونالدو أو أداء بنزيما، بل في تغير الأدوار بينهما والذي أدى إلى تغيير معدل التسجيل، وفي هذه النقطة فقط المستفيد بالطبع سيكون كريم بنزيما.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0