GFX Mino Raiola HaarlemGetty / Goal

مينو رايولا.. النادل الذي تحول لأهم رجال كرة القدم

رحل مينو رايولا، الرجل الذي قلب كرة القدم رأساً على عقب في السنوات الأخيرة، وبسياساته التفاوضية أحدث ثورة في عالم الساحرة المستديرة.

الإيطالي الهولندي توفي مساء السبت بعد أن راوغ ملك الموت كثيراً في الأسابيع الماضية، وأُعلنت وفاته مرتين، ولكن رحل عن عالمنا بعد رحلة ومسيرة مثيرة بدأت في إيطاليا وانتقلت لهولندا، حتى بلغ المكانة والإرث الذي يتركه.

ما هي مسيرة مينو رايولا؟

مينو رايولا كان واحدًا من بين أكثر وكلاء اللاعبين شهرة وتأثيرًا في عالم كرة القدم حاليًا، لكن طريق وصوله إلى هذا المكانة كان مشوشًا للغاية ومليئًا بالعثرات.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وفي تحقيق خاص قام به الزميل نينو ديوت لصالح النسخة الألمانية في جول، تمكننا من الوصول إلى البداية المثيرة للغاية لمسيرة رايولا، التي انطلقت من هولندا ليغزو العالم.

بطبيعة الحال، فإن رايولا يعد وكيل أعمال يحبه اللاعبون بشدة، وتكرهه الأندية بسبب تكتيكاته التفاوضية المعقدة للغاية، ويعد من بين أكثر الوكلاء حصولًا على العمولات، حيث كشفت "فوتبول ليكس" أنه حصل على 49 مليون يورو مقابل انتقال الفرنسي بول بوجبا من يوفنتوس الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في صيف 2016.

كيف بدأ مينو رايولا مهنة وكيل الأعمال؟

في مدينة هارلم الهولندية، وفي منزل مثل العديد من المنازل الأخرى في تلك المدينة القريبة من العاصمة أمستردام، تطل لافتة "مطعم نابولي"، نعم هذا هو المكان الذي شهد بداية مسيرة مينو رايولا مع كرة القدم في أواخر الثمانينات من القرن العشرين.

عائلة رايولا هاجرت من إيطاليا إلى هولندا في عام 1967، ليفتتح عمه ذلك المطعم، الذي كان من أوائل المطاعم الإيطالية في البلاد.

البيتزا والمعكرونة أثارا حالة من الحماس في هارلم وأمستردام، لدرجة أن بعض لاعبي أياكس كانوا يسافرون بانتظام إلى المطعم مسافة 20 كلم لتناول العشاء.

والد رايولا وعمه استغلا رغبة الهولنديين في تناول الطعام الإيطالي، وافتتحوا المزيد من المطاعم، لكن لم يتم تحديد عددها.

الأمر الوحيد المؤكد أن مينو الصغير ساعد حينها كلما استطاع، وقال رايولا: "كنت الابن الأكبر، وتحدثت الهولندية أفضل من والدي".

وأضاف: "أصبحت مستشاره، والمسؤول عن المشتريات، ومدير التفاوض، والمسؤول عن التنظيم، لقد تعلمت كل ما يمكنني فعله في المطعم".

اليوم، يُطلق على مينو رايولا لقب "صانع البيتزا"، لكن هذه مبالغة بعض الشيء، ويقول بنفسه: "لقد صنعت كل شيء تقريبًا، بداية من غسل الأطباق، لكن انتظرت شيئًا واحدًا فقط، البيتزا المخبوزة".

الفرصة الأولى

"مطعم نابولي" أصبح تدريجيًا الفرع غير الرسمي لنادي هارلم، وكان بمثابة المكان الذي تجتمع فيه إدارة النادي في بعض الأحيان، وأصبح كذلك راعيًا للقميص، وبهذه الطريقة تواصل مينو رايولا تلقائيًا مع أهم الموظفين في نادي هارلم.

أندريه فان إيردين عضو مجلس إدارة نادي هارلم في تلك الفترة يقول عن رايولا: "لقد كان إيطاليًا نموذجيًا، أحب كرة القدم وكانت لغة جسده مفرطة، ومنفتحًا وودودًا، وأراد تبادل الأفكار مع الجميع".

ويضيف: "كان مينو الشخص الذي يرحب بك عند الباب، ثم يقودك نحو الطاولة".

في تلك الفترة حصل رايولا على بعض الأفكار، وأبدى رأيه في الموضوعات المتعلقة بالنادي، لذلك طلبوا منه المساعدة بنشاط، وأصبح بالفعل عضوًا في مجلس إدارة النادي في عام 1989.

رايولا حينها كان في أوائل العشرينات من عمره، ووجد أن دراسته للقانون أقل إثارة من العمل في عالم كرة القدم.

Mino Raiola Barry Hughes (rechts, mit Haarlem-Fähnchen und Kapitänsmütze)Privat

ومع تدرجه في نادي هارلم، فعل رايولا أول ما تعلمه من العمل في مطعم العائلة، خاطب الغرباء وشجعهم على إنفاق المال.

نادي الأعمال

نادي هارلم مر بالعديد من فترات التخبط، لكن مع عمل الويلزي باري هيوز أحد أعظم المدربين في تاريخ النادي الهولندي، وبالتعاون مع رايولا، تم إنشاء ما تم تسميته "نادي الأعمال".

ذلك النادي كان بمثابة خزان لتجميع الرعاة المحليين من أجل تحقيق الاستقرار المالي للنادي، لكن العمل الشاق من رايولا وهيوز لم يسفر عن نجاح واضح.

رحلة التقرب من اللاعبين

رايولا انتقل بعد ذلك إلى الإدارة الرياضية في النادي الهولندي، وعمل كمدير رياضي للنادي الذي يقبع الآن في الدرجة الثانية.

وفي منصبه الجديد، تفاوض على الانتقالات، وكان أيضًا نقطة التواصل بين المدرب واللاعبين.

فان إيردين يقول عن تلك الفترة: "كان مينو قادرًا على جعل اللاعبين يتحمسون بسرعة كبيرة، كان بإمكانك أن ترى أن اللاعبين الشباب يثقون فيه دون قيد أو شرط، لقد أحبوه".

تلك الفترة استفاد منها رايولا بشكل واضح في عمله الحالي كوكيل أعمال، وينظر إليه عملاؤه على أنه بمثابة والدهم، وليس فقط على الصعيد العملي لكن الشخصي.

رايولا حافظ دائمًا على مظهره بصورة الشخص الذي يشبه الجميع، يفضل ارتداء قمصان غير رسمية حتى في مواعيد العمل، ويرتدي دائمًا نظارات شمسية، تقريبًا في كل الأوقات.

انتباه إلى التفاصيل

كانت صفقة انتقال آرثر نومان عام 1991 من هارلم إلى تفينتي أنشيده مقابل حوالي 341 ألف يورو، أغلى عملية بيع في تاريخ هارلم، هي التي لفتت انتباه رايولا إلى مهنة وكيل الأعمال.

نومان كان يمثله روب يانسن، الرائد في مجال وكلاء اللاعبين، وكان ظهورهم في ذلك الوقت غير معتاد.

ويتذكر فان إيردين: "أثناء المفاوضات، لاحظ مينو أنه يمكن كسب الكثير من المال بالعمل كوكيل أعمال، كانت هذه هي النقطة الأساسية في مسيرته المهنية".

رايولا حاول إدخال نادي مدينته الأصلية نابولي إلى السوق الهولندي عبر إبرام اتفاقية توأمة مع هارلم، لكن لم يتم تنفيذ الأمر في النهاية.

ويقول رايولا عن ذلك: "اتصلت بنادٍ إيطالي وقلت: انظروا أنا أعرف طريقة تجعلكم تتحكمون في السوق الهولندي دون إنفاق مبالغ كبيرة، النادي كان نابولي، عائلتي من هناك، وافقوا وبدأ كل شيء".

لكن خلال تلك الفترة لم ينتقل أي لاعب من هارلم أو حتى من هولندا إلى نابولي.

فوجيا تشهد تحول رايولا إلى وكيل لاعبين

تقع مدينة فوجيا الإيطالية إلى الشرق قليلًا من نابولي، حيث من المفترض أن يقضي رايولا فيها طويلًا.

عاد رايولا للتعامل مع روب يانسن لكن هذه المرة حين أحتاج إلى مترجم للتعامل في صفقة انتقال أحد لاعبي أياكس إلى فوجيا في عام 1992.

رايولا، الذي يجيد التحدث بسبع لغات، هي الهولندية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية بطبيعة الحال، فكر أن مهاراته اللغوية هي بمثابة تذكرة للعمل في وكالة يانسن.

بريان روي اللاعب الذي انتقل إلى فوجيا من أياكس يقول عن تلك الفترة: "اهتم رايولا بجميع أعمال الترجمة لي، خلال الأشهر الثلاثة الأولى لي في إيطاليا كان معي طوال الوقت، وساعدني على الاستقرار، وخلال تلك الفترة أصبحنا صديقين مقربين".

وأضاف: "خلال المباريات، كان مينو يحل بجوار زيدنيك زيمان المدرب ليترجم لي تعليماته التكتيكية، وساعدني على تسجيل هدف".

وتابع مفصلًا: "في أياكس كنت أركض بشكل رأسي في مركز الجناح الأيسر، وكان هذا هو التكتيك الذي فزنا به بلقب كأس الاتحاد الأوروبي، لكن زيمان أرادني حقًا أن أركض بشكل قطري".

وأكمل: "في البداية كنت أركض كما اعتدت في أياكس، ونادرًا ما كنت أحصل على الكرة، في إحدى المرات أثناء واحدة من المباريات صاح مينو: أرجوك من فضلك، اركض قطريًا مرة واحدة، مرة فقط من أجلي".

وأردف: "ركضت بشكل قطري، وحصلت على الكرة وسددتها على الفور، مينو كان كالمجنون تمامًا على خط التماس وقفز لأعلى وهو يهتف محتفلًا بالهدف".

وبينما كان رايولا في البداية يعمل مع بريان روي فقط، كان عام 1993 علامة فارقة في مسيرته، مع انتقال دينيس بيركامب إلى إيطاليا، حيث اهتم بفترة تأقلمه في نادي إنتر.

الهدف.. المال فقط

فان إيردين يؤكد أن الدافع الرئيسي وراء كل العمل الذي يقوم به رايولا هو جمع المال فقط، ويقول: "الدافع الرئيسي لعمل مينو لم يكن الحصول على مسيرة مهنية رائعة، ولكن الكثير من المال".

وبعد فترة من العمل تحت قيادة روب يانسن، بدأ رايولا العمل بنفسه عندما كان في أواخر العشرينات من عمره.

وقال يانسن لاحقًا: "إنه مفترس"، وعندما انفصلا بعد خلاف، زُعم أنهما لم يتحدثا مع بعضها البعض منذ ذلك الحين.

الصفقة الأولى الكبرى التي أبرمها رايولا كانت عندما نقل بافيل نيدفيد من سبارتا براج التشيكي إلى لاتسيو الإيطالي مقابل ما يقرب من خمسة ملايين يورو في عام 1996.

Zlatan Ibrahimovic Mino Raiola Pavel NedvedGetty

سرعان ما غادر رايولا هارلم بالكامل بعد سنوات ليقيم في موناكو حيث يعيش والداه هناك أيضًا.

لكن وفقًا لحديثه الخاص، فإنه يسافر حوالي 300 يوم في السنة، وفي بعض الأحيان ينتهي به الأمر في موطنه، حيث يقوم بأمر واحد غالبًا، هو بالطبع زيارة "مطعم نابولي".

رالف المالك الحالي للمطعم يقول: "عندما يكون مينو أو عائلته في هارلم، يأتون دائمًا لتناول البيتزا".

وفي الحقيقة لم يتغير شيء في المطعم على الإطلاق، حيث لا تزال أدوات تشجيع نادي نابولي معلقة في مكانها، دلالة على أصل العائلة.

من أشهر اللاعبين الذي يتولى رايولا إدارة أعمالهم؟

هناك أكثر من لاعب يمتلك عقدًا مع رايولا أشهرهم كالآتي:

اللاعب

الفريق

المنتخب

زلاتان إبراهيموفيتش

ميلان

السويد

إرلينج هالاند

بوروسيا دورتموند

النرويج

بول بوجبا

مانشستر يونايتد

فرنسا

ماتياس دي ليخت

يوفنتوس

هولندا

ماركو فيراتي

باريس سان جيرمان

إيطاليا

جيانلوجي دوناروما

باريس سان جيرمان

إيطاليا

أليسو رومانيولي

ميلان

إيطاليا

تشافي سيمونز

باريس سان جيرمان

إسبانيا

انقر هنا من أجل المشاركة في تحديات باور هورس والفوز بجوائز قيمة

اقرأ أيضًا

إعلان