بعد البداية الوردية التي حظى بها ميكيل أرتيتا في آرسنال، بدأت الأصوات الغاضبة تتصاعد ضد المدرب الإسباني بسبب سوء النتائج.
3 خسائر في الدوري الإنجليزي من 6 مباريات، أمام مانشستر سيتي وليفربول وليستر سيتي، الأخيرة تعتبر هي الأسوأ نظراً لدخول الثعالب بعدد كبير من الإصابات على ملعب الإمارات.
وحتى بالنظر إلى الانتصارات التي حققها المدفعجية، يعتبر الفوز على فولهام هو الأكثر إقناعاً فقط، بينما فاز الفريق بشق الأنفس وبصورة باهتة أمام وست هام وشيفيلد يونايتد.
دفاع الفريق تحسن بكل تأكيد، ولكن ماذا عن الهجوم؟ هل قرر أرتيتا أن يلعب نصف كرة القدم فقط؟
أسوأ من إيمري




Gettyظهرت إحصائية الفترة الأخيرة بعد خسارة آرسنال من ليستر، للمقارنة بين أوناي إيمري وميكيل أرتيتا في أول 26 مباراة لكل منهما مع المدفعجية بالدوري الإنجليزي.
إيمري الذي تمت إقالته العام الماضي، فاز في 15 مباراة، تعادل في 5 وتعرض لـ6 هزائم، سجل 53 هدفاً وتلقى 37.
وأما أرتيتا فقد فاز في 12 مباراة فقط، تعادل في 6 مناسبات، وتعرض لـ8 هزائم، سجل 40 مرة وتلقت شباكه 28 هدفاً.
الأرقام من الوهلة الأولى ستجدها في صالح إيمري، نظراً لعدد الانتصارات ومجموع الأهداف التي سجلها الفريق، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك.
آرسنال مع إيمري لم يتمكن من التميز في الدفاع ولا الهجوم من الأساس، الفريق كان عاجزاً بدون أي هوية أو شخصية، وكان يتعرض للضغط والهجوم المستمر من الصغير قبل الكبير.
وأما مع أرتيتا، الأمور ليست مثالية، المهازل الدفاعية بدأت تختفي، ولكن المشكلة الرئيسية هي الهجوم، الفريق لا يجيد صناعة الفرص الخطيرة ويتعرض لشلل تام أمام أي دفاع منظم.
من المفهوم أنه مازال يتعلم، باعتبارها التجربة الأولى له كمدير فني، بعد رحيله عن منصب المساعد لبيب جوارديولا في مانشستر سيتي، لكن إلى متى يستمر التعلم؟
ما بعد فينجر
Getty/Goalدفاع آرسنال تحسن كثيراً عن الفترة الأخيرة لأرسين فينجر في آرسنال، لكن كرة القدم الممتعة بدأت تتلاشى تماماً منذ رحيله عن ملعب الإمارات.
المدرب الفرنسي خرج بنفسه مؤخراً، للإشادة بعمل أرتيتا في آرسنال، لكنه حذره وطلب منه الموازنة بين الكرة الدفاعية والهجومية.
عدد المباريات التي فاز بها آرسنال بأفضلية كاسحة بعد رحيل فينجر يبدو قليلاً، مما يعكس اختفاء الهوية الهجومية التي تمتع بها الفريق معه.
مشكلة آرسنال مع فينجر كانت اللعب أمام الكبار والفوز عليهم خاصة خارج الأرض، الآن المشكلة أمام الجميع، والفشل في صناعة الفرص يحدث ضد الصغير قبل الكبير.
الفريق يتمتع بروح تنافسية كبيرة، ظهرت في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، بعد الفوز على مانشستر سيتي وتشيلسي، ولكن آرسنال يبدو وكأنه يلعب كرة قدم ناقصة، يكتفي فيها بالنصف الدفاعي فقط.
البعض يرى أن الخسارة 1/0 أو 2/1 أفضل من الخسارة بثلاثية نظيفة أو رباعية، ولكنها تظل هزيمة لا تمنحك أي شيء، لذلك ما يفعله أرتيتا ليس كافياً للمنافسة حتى على المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
ليستر ذهب للفوز على مانشستر سيتي بخماسية، بينما تعادل ليدز يونايتد ووست هام مع الفريق، بل اكتفى آرسنال بالدفاع واللعب بخوف 90 دقيقة ليخرج خاسراً.
الحلقة الناقصة
Gettyمن الواضح أن آرسنال ينقصه في الوقت الحالي، اللاعب الذي يجيد التحرك بين الخطوط من أجل خلق المساحات في دفاعات الخصم.
الاتهامات طالت الجميع الفترة الأخيرة، ويليان، نيكولاس بيبي، بيير أوباميانج وألكسندر لاكازيت، والجميع نسى أنه لا يوجد من يمرر لهم الكرة من الأساس.
متى كانت المرة الأخيرة التي يحصل فيها بيبي على كرة بينية خلف دفاع الخصم لاستغلال سرعته؟ نفس الأمر بالنسبة لأوباميانج ولاكازيت كذلك يضطر للنزول إلى عمق الملعب لجلب الكرة بنفسه.
لماذا اكتفى آرسنال بضم بارتي ولم يتعاقد مع حسام عوار؟ وبعد الفشل في ضم صانع الألعاب الفرنسي، لماذا تم استبعاد مسعود أوزيل من قائمة الفريق بالدوري الإنجليزي والدوري الأوروبي؟
ربما لا يمتلك أوزيل المقومات الكافية بمستواه الحالي للمساندة الدفاعية، ولكن وجوده حتى كلاعب على دكة البدلاء، كان سيؤدي إلى حل الكثير من الأزمات.
أرتيتا الآن عليه إيجاد الحلول الداخلية في هذا المركز، ربما بمنح الفرصة لسميث رو، أو اللعب بداني سيبايوس كصانع ألعاب، بدلاً من وجوده بلا أي دور حقيقي حتى الآن.
بوكايو ساكا كذلك يمكنه التألق في هذا المركز بفضل سرعته وقدرته على المراوغة، كحل مؤقت لحين الدخول في فترة الانتقالات الشتوية.
أوباميانج
Getty Imagesالبعض اتهم المهاجم الجابوني بالتخاذل بعد تجديد العقد، رغم أنه لا يحصل على الكرة بالشكل الكافي ويلعب في مركز مختلف عن مكانه الأساسي كمهاجم صريح.
أرتيتا اعتمد على أوباميانج كجناح أيمن وأيسر ومهاجم، ومع ذلك البعض لا يوجه اللوم على المدرب الإسباني، بسبب الطريقة التي يتعامل بها مع النجم الأول للفريق.
الأرقام تشير إلى تسجيل أوباميانج 40 هدفاً في 66 مباراة لعبها كمهاجم صريح، وأحرز 28 هدفاً في 39 مباراة كجناح أيسر مع آرسنال.
فيديو | بعد استهانة رونالدو .. إبراهيموفيتش يحذر من خطورة كورونا
أوباميانج لا يجيد المراوغة بالشكل الكافي من أجل الدفع به كجناح، لذلك لماذا لا يلعب في مركزه الأساسي؟ الأمر كان صعباً في ظل تألق لاكازيت، ولكن في الوقت الحالي الفرنسي في أسوأ حالاته، فلماذا الإصرار عليه؟
الفترة القادمة ستحتاج العديد من التغييرات سواء في العناصر المشاركة أو طريقة اللعب، لأن الأسلوب الحالي أثبت فشله أكثر من مرة الإصرار عليه ربما ينهي مسيرة المدرب الشاب في مراحل مبكرة من بدايتها.
لا شك أن أرتيتا الآن في مرحلة التعلم، لكن الجمهور لن يصبر، الفرصة سانحة لتصحيح الأخطاء، ومواجهة مانشستر يونايتد القادمة بالدوري الإنجليزي ستكون فاصلة في نظرة الجماهير تجاهه، فهل يسير على خطى إيمري أم يتعلم من أخطاء الماضي؟
