قرأت ذا مرة للكاتب أندي ميتين في كتاب له عن تاريخ الدوري الإنجليزي، إن تشيلسي وجمهوره له هوية مختلفة مستمدة من المالك رومان أبراموفيتش أنك كمدرب أجنبي ستكون أسطورة للنادي في فترة وجودك فقط وعندما تُحقق النجاح لكن عندما ترحل لن يتذكرك أحد.
لا غرابة في ذلك بسبب كم المدربين الذين تعرضوا للإقالة من قبل النادي.. هل أحد يتذكر روبرتو دي ماتيو المدرب الذي جلب اللقب الوحيد لدوري أبطال أوروبا لتشيلسي؟ هل ترفع له لافتات أو صور أو يتم الاحتفاء به؟!
ينطبق الشيء نفسه على جوزيه مورينيو، يقٌال إن جمهور تشيلسي قرر قطع علاقته الرومانسية بمورينيو بسبب تدريبه لنادي منافس محليًا وأوروبيا وهو مانشستر يونايتد ثم زاد الطين بلة بتدريب توتنهام المنافس المحلي في نفس المدينة.
لكن هذه ليس بالسبب الوجيه، فعلى سبيل المثال فرانك لامبارد لعب لمانشستر سيتي وهو نادي منافس لتشيلسي، ومع ذلك لم تتأثر صورته لدى جمهور تشيلسي، الأمر نفسه بالنسبة لبيتر تشيك الذي لعب لآرسنال المنافس الأول في لندن، ومع ذلك وجد أبواب تشيلسي مفتوحة له بعد الاعتزال.
الفارق إن مورينيو وكما أوضح هو بلسانه مدرب براجماتي جدًا، يعطي كل ما لديه بنسبة 100% للفرق التي يُدربها ولا يعطي أي رومانسية تجاه أنديته السابقة، وقال قبل مباراة اليوم "انتمائي حاليًا لتوتنهام بنسبة 100%، مثلما كان الحالي خلال عملي في كل الأندية التي توليت تدريبها. لا يوجد مكان داخلي على الإطلاق حاليًا لأي أندية سابقة، لقد أعطيت كل شيء لهم جميعًا".




وتابع "الآن هي أندية سابقة، وسأقدم كل شيء لفريقي الحالي توتنهام، لذلك من السهل جدًا لعب هذه المباراة، سيكون الأمر صعبًا بسبب قوة تشيلسي، لكن ليس من الصعب عليّ عاطفيًا".
Getty Imagesهنا مربط الفرس.. فأنصار تشيلسي لا يحبون أن يكون أفضل مدرب في تاريخهم هو مدرب لنادي عدو أو منافس أو بمثل هذه البراجماتية، لذلك عندما انتقدوا مورينيو عندما كان مع مانشستر يونايتد في أكتوبر 2018 في ستامفورد بريدج، كان رده عليهم بالإشارة لرقم 3 نظرًا لكونه قد حقق لقب الدوري 3 مرات معهم.
العاطفة التي لا يحبها مورينيو كانت مسيطرة على لامبارد عندما سجل في شباك تشيلسي مع مانشستر سيتي ورفض الاحتفال.. هنا يكمن الفارق، لاعب عاطفي مع جمهوره القديم، ومدرب واقعي أقيل مرتين من تشيلسي، ولم يحترمه النادي.
مورينيو لم يخرج من تشيلسي بإرادته. تم التخلي عنه من قبل النادي الذي حقق الكثير من أجله، ليس مرة واحدة، ولكن مرتين.
لن يكون من الحكمة بالنسبة لجمهور تشيلسي أن يلوثوا تاريخ مورينيو مع تشيلسي، فهو أفضل مدرب في تاريخهم حتى يأت آخر ويتفوق على سجله.
لقد حان وقت إظهار مشجعي تشيلسي بعض الاحترام للرجل الذي جلب الكثير من البطولات إلى النادي. بالطبع، لا يمكن لأحد أن ينكر أن استثمار رومان أبراموفيتش المالي الضخم هو الذي وضع تشيلسي على هذه الخارطة بين أندية النخبة. ولكن يجب تقدير المدرب الذي حول تشيلسي لفريق صاحب كبرياء وبرستيج.
