Jose Mourinho Tottenham 2020-21Getty

مورينيو مع توتنهام .. لأن قصف الجبهة أهم من الابتكار

All or Nothing .. فيلم وثائقي صدر عن موسم توتنهام الماضي، ولكنه قد يكون أكثر واقعية هذا الموسم ليس للفريق فقط ولكن لمدربه جوزيه مورينيو الذي أصبح على حافة الهاوية.

وفي الحقيقة ليس من المفهوم اختيار  هذا الاسم، في موسم لم يحقق الفريق فيه أي شيء، بل خرج من كل البطولات، وأنهى الموسم في المركز السادس بالدوري، ليحتاج الدخول في تصفيات للتأهل للدوري الأوروبي.

الفيلم لم يكن سوى مادة دسمة يستخدمها عشاق مورينيو، مع مزج بعض التصريحات النارية منه، لإثبات أن البرتغالي مازال محتفظاً بمكانه ضمن المدربين الكبار، حتى ولو لم يقدم أي شيء في الملعب.

قصف الجبهة والاستهزاء من كل ما لا يتوافق مع وجهة نظره والسخرية من المنافسين، أصبحت الأهداف الرئيسية لمورينيو في السنوات الأخيرة، بل الهدف الرئيسي له مع توتنهام.

الأمر ليس بجديد على البرتغالي، فقد اعتاد في الماضي على القيام بذلك، ولكن في نفس الوقت، كان يحصد البطولات، ويقدم أفكار خاصة به جعلته يصل لمنصات التتويج، ولكن ماذا يفعل الآن؟

بدون بصمة

Jose Mourinho Tottenham 2020-21Getty Images

مورينيو جاء إلى توتنهام في 20 نوفمبر 2019، ومازال في المهمة حتى الآن بعد 37 مباراة مع الفريق اللندني.

السؤال الأهم الآن، ماذا أضاف البرتغالي لفريقه الجديد؟ هل تحسن دفاعه؟ أو هجومه أو خط وسطه؟ هل ظهرت شخصية مختلفة لتوتنهام بعد قدومه؟

وحتى لو لم نضع الأداء والأسلوب في الحسبان، النتائج كذلك التي اعتاد مورينيو على التباهي بها لا تقف في صالحه، حيث خسر في 12 مباراة وتعادل 8 وفاز في 17.

ربما الفوز على مانشستر سيتي بهدفين نظيفين الموسم الماضي، يمثل النقطة المضيئة الوحيدة في سجل مورينيو مع توتنهام حتى الآن، ودون ذلك لن نجد سوى هزائم ومستويات مخيبة أمام الصغار قبل الكبار.

مقارنة مع أرتيتا

Mikel Arteta Jose MourinhoGetty/Goal

المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي سبق أن سخر مورينيو منه بسبب قلة خبرته، في محاولة لإشباع رغبة قصف الجبهة لدى عشاق توتنهام على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً للعداوة الشديدة بين آرسنال وجاره اللندني، حقق ما لم يفعله البرتغالي في فترة زمنية أقل.

أرتيتا أظهر علامات واضحة ومبشرة لجماهير آرسنال، سواء من ناحية الشخصية في الملعب وأسلوب الفريق وتماسكه الدفاعي أمام الكبار، وطريقة تعامله مع اللاعبين.

المدرب الجديد لآرسنال تسبب في تطوير مستوى العديد من العناصر بالفريق، مثل جرانيت جاكا، شكودران موستافي، داني سيبايوس وغيرهم.

وفي الوقت الذي كان ينشر فيه عشاق مورينيو، الفيديو الناري الذي كان يتحدث فيه مع داني روز مدافع الفريق بطريقة حادة عن سبب عدم مشاركته في المباريات، كان يقوم أرتيتا بإقناع بيير أوباميانج أحد أفضل المهاجمين في العالم برفض برشلونة وإنتر من أجل البقاء مع المدفعجية.

ليفربول يضم تياجو ألكانتارا .. كيف يستفيد كلوب من لاعب بايرن ميونخ السابق؟

مبابي يغادر باريس سان جيرمان .. عشرة أسباب تنقل الفرنسي لريال مدريد

ومن ناحية البطولات والأرقام، أرتيتا خرج الموسم الماضي بكأس الاتحاد الإنجليزي بعد الفوز على مانشستر سيتي وتشيلسي، وافتتح الموسم الحالي بالدرع الخيرية بعد الفوز على ليفربول، في تفوق واضح منه على مورينيو.

مورينيو عانى من الإصابات والعديد من المعوقات في توتنهام، نفس الأمر حدث مع أرتيتا، بل كان الموقف أصعب نوعاً ما للإسباني عن نظيره البرتغالي.

كارلو أنشيلوتي كذلك يقوم بطفرة مميزة في إيفرتون، وبدأت تظهر ملامحها بشكل كبير في بداية الموسم الحالي، بفضل خبرته والتعاقدات المميزة لناديه.

لا نريد ميسي

Lionel Messi, Jose MourinhoGetty

من أكثر المشاهد المثيرة للسخرية في مسيرة مورينيو الحالية، عندما علق على إمكانية التعاقد مع ليونيل ميسي من برشلونة هذا الصيف.

البرتغالي الذي يحتل المركز الثاني ضمن أكثر المدربين إنفاقاً في تاريخ كرة القدم، قام بالإسقاط على مانشستر سيتي قائلاً:"لا لن نفعل ذلك، نحن نحترم قوانين اللعب المالي النظيف، الفريق الذي سيتعاقد معه لا يحترم هذه اللوائح".

السؤال هنا، لو امتلك توتنهام الأموال اللازمة من أجل التعاقد مع ميسي، هل كان سيرفض مورينيو ذلك بحجة احترام اللعب المالي النظيف؟ الإجابة متروكة لعشاقه.

والسؤال الأهم، هل يعتبر توتنهام من الأساس أحد الأندية التي سيفكر فيها ميسي؟ لو كان أمامه مانشستر سيتي ومدربه القديم بيب جوارديولا؟

ولكن دعنا من المنطق والحقائق، الأهم هو قصف الجبهة، ومنح العشاق المزيد من التصريحات النارية للاستمرار على الساحة، بانتقاد الحكام أو المنافسين أو حتى اللاعبين بالفريق.

الفرصة الأخيرة

mourinho(C)Getty Images

المهمة تبدو مصيرية لمورينيو مع توتنهام هذا الموسم، نعم لديه العديد من المعجبين داخل وخارج توتنهام، لكن النادي اللندني صبر كثيراً من أجل المنافسة على البطولات ولن تشفع له شعبيته في استمراره.

الفشل في تحقيق ذلك هذا الموسم، أو عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا على أقل تقدير، قد ينهي مسيرة البرتغالي سريعاً في لندن، وربما يكون الظهور الأخير له ضمن الكبار.

الفريق يمتلك مجموعة مميزة في الوقت الحالي، بالتعاقد المنتظر مع سيرخيو ريجيلون وجاريث بيل، مما يقطع الطريق أمام أي أعذار.

TottenhamSocial

المنافسة ستكون صعبة هذا الموسم، بسبب صفقات وولفرهامبتون وإيفرتون، وتشيلسي وصحوة آرسنال، مع الفجوة المتزايدة مع ليفربول ومانشستر سيتي.

النجاح لمورينيو يعني إحياء مسيرته، والفشل يعني مرحلة مظلمة جديدة، سيكون عليه خلالها قبول وظيفة أقل جاذبية لاستعادة بريقه من جديد.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0