تحليل | طه عماني | فيس بوك | تويتر
افتتح مانشستر سيتي مسيرته في دوري أبطال أوروبا بانتصار كاسح على ضيفه فينورد روتردام برباعية نظيفة في اللقاء الذي لُعب لحساب الجولة الأولى من المجموعة السادسة.
|
فينورد | جيو تنكر لأصله، فلا البارسا ولا هولندا يعلمان اللعب بن
|

◄ظهر فينورد بمستوى أقل بكثير من المتوقع، أو على الأقل من المستوى الذي كنت أتوقعه منه شخصيًا، خاصة في الشق الهجومي. قد يقول البعض أن غياب هدافه الأول نيكولاي يورجنسن كان مؤثرًا، لكني شخصيًا لا أرى المشكلة هنا، بل أراها في تحفظ جيوفاني المبالغ فيه، وفي العجز التام لمتوسطي ميدان الفريق الهولندي على تخطي ضغط السيتي.
◄مع مرور أول 20 دقيقة من الشوط الأول، تساءلت بيني وبين نفسي: هل تشبع جيوفاني فان برونكهورست بأفكار برشلونة بعد أن قضى هناك ما لا يقل عن 4 سنوات؟! فريقه دخل اليوم مترددًا جدًا وبخطوط متراجعة وأفكار لا تبدو أبدًا أنها الأفكار التي يدخل بها في مباريات الإرديفيزي. الشجاعة في مثل هذه المباريات مطالب بها، خاصة أمام فريقه بنزعة هجومية مثل السيتي، لكن التراجع للخلف لم يقم سوى بتسهيل مهمة رفاق دافيد سيلفا.
ما أسوأ فينورد في التعامل مع الكرات العرضية! جل الحملات التي جاءت من الطرفين وانتهت برفعات شكلت خطرًا كبيرًا جدًا على مرمى إيراد جونس وذلك لأسباب عديدة أمهما تشتت ذهن لاعبي الفريق الهولندي وسط الكثرة العددية للاعبي السيتي داخل وحولي منطقة الجزاء.◄
◄التردد الذي بدا على أداء فينورد تسبب مباشرة بهدف عكسي منذ الدقيقة الثانية، وهو الهدف الذي فتح الباب أمام فوز السيتي بتلك النتيجة الكبيرة. بطل الدوري الهولندي بدا بلا أنياب ولا رغبة ولا أفكار واضحة، وبدا عاجزًا لا على التصدي لهجمات خصمه ولا حتى على تخطي ضغطه المتقدم، ما جعل إيديرسون يتصدى لكرة وحيدة طيلة المباراة ولم تكن من وضعية خطيرة.
◄من الواضح أن خسارة معكرة خط الوسط تسبب في كل تلك المشاكل. كثافة السيتي كانت تقدر بضعف كثافة فينورد اليوم عدديًا على الأقل، ما جعل كل لاعب من فينورد يستلم الكرة في مناطق فريقه يجد نفسه أمام لاعبين اثنين على الأقل، وهو أمر مؤثر جدا.
|
مانشستر سيتي | جوارديولا تطور، وفريقه بات جاهزًا للبريميرليج
|
Getty◄قدّم مانشستر سيتي مباراة تكتيكية مُتكاملة أتوقع أن يكون جوزيب جوارديولا سعيدًا جدًا بها، ففريقه ببساطة قضى جل أطوار المباراة مستحوذًا على الكرة، قادرًا على خلق الخطورة على مرمى خصمه باستمرار، لم يكد يقوم بأخطاء في التمرير تسببت في حملات عكسية ضده ولم يكد يتلقى هجمات على الإطلاق، وذلك بمنظومة هجومية تبدو غريبة للوهلة الأولى.
◄جوارديولا دخل اليوم برسم تكتيكي قريب جدًا لـ3-5-2، لكنه لا يمت بصلة لـ3-5-2 التقليدية التي نعرفها، والتي عادة ما يكون فيها لاعبي ارتكاز على الأقل، ويكون فيها الوسط الأيمن والأيسر مطالبان بمهام دفاعية كبيرة، فبيب لعب اليوم حرفيًا بتشكيلة بها 7 لاعبين بنزعة هجومية كبيرة، أي أن 7 لاعبين بالتمام والكمال عسكروا في مناطق بطل الدوري الهولندي وأذاقوه الويل سواءً عندما امتلكوا الكرة أو عندما فرضوا عليه ضغطًا متقدمًا في مناطقه.
◄هناك شيء أكيد: جوارديولا تعلم من درس الموسم الماضي وبات يملك فريقًا أكثر تلاؤمًا مع متطلبات البريميرليج، والعمل الذي قام به هذا الصيف بات واضحًا على التنشيط الدفاعي والهجومي لمجموعته. حسنًا، دعوني أفسر كلامي أكثر. جوارديولا ورغم تمسكه بفلسفته المعتمدة على الفكرة الهجومي والضغط المتقدم وامتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة من اللقاء، إلا أنه طورها، وبات فعلًا يملك أسلحة تمكنه من الوصول بسرعة أكبر لمناطق الخصم. بيب ببساطة أضاف لفريقه سلاح اللعب الطولي ولم يعد يقتصر على اللعب العرضي والتحضير البطيء والإصرار على المرور عبر العمق.
◄الحديث النظري جميل، لكني دائمًا ما أفضل الحديث التطبيقي، ونظرة على هدف السيتي ستجعلكم تفهمون جيدًا الكلام الذي أوحي له. افتكاك ثم كرات سريعة إيجابية نحو الأمام، ثم عرضية مثالية من المنطلق يمينًا كاييل ووكر وعرضية أنهاها أجويرو في الشباك بتمركز جيد جدًا في القائم الأول. دليل آخر؟ 3 من أهداف السيتي الأربعة جاء من كرات عرضية. دليل آخر، الخريطة الحرارية لووكر ومندي اللذين ساهما كثيرًا في جعل لعب الفريق طوليًا بانطلاقاتهما المتكررة والتي عادة ما تنتهي بعرضيات مميزة داخل منطقة الجزاء.
◄لا أعتقد أن هناك خط وسط في العالم حاليًا يضم ثلاثيًا بنفس حرفية السيتي، فنحن نتحدث عن ثلاثة من أمهر لاعبي كرة القدم (سيلفا، بيرناردو سيلفا وكيفين دي بروين). صحيح، الثلاثي هجومي، والأمر به مخاطرة وقد يكلف السيتي كثيرًا إن هو لعب أمام فريق بخط وسط يستطيع الاستحواذ على الكرة بدوره والخروج بها تحت الضغط، لكنه اليوم لم يجد ذلك. ذلك الثلاثي يملك مهامًا هجومية واضحة وعلى رأسها إيصال الكرة للأمام في الوقت والمكان المناسبين، لكنهم يلعبون دورًا محوريًا عند فقدان الكرة، واسألوا سفيان لمرابط وفيلهينا ما عانياه جراء ذلك عند محاولة إخراج الكرة من مناطقهما.
◄لكن الحديث عن وسط السيتي لا يجب أن يكون دون الإشادة بدور فيرناندينيو الكبير والذي يتنقل طيلة المباراة بين دور الارتكاز الذي يحمي ظهر خط الوسط في الوضع الهجومي ودور قلب الدفاع في الوضع الدفاعي. اللاعب البرازيلي تمتع بسخاء بدني كبير، ومنح الحرية لمندي ووكر من أجل التركيز على المهام الهجومية بانضمامه لكل منن أوتامندي وستونز في الخط الخلفي.
◄بعد ثلاثية الشوط الأول، بدا واضحًا أن جوارديولا سيعمل على تجربة أكثر من فكرة في الشوط الثاني وذلك ما كان، فقد تحولنا في ظرف 45 دقيقة من 3-5-2 إلى 4-3-3 ثم إلى 3-4-3! السيتي واصل بنفس ملامحه لكن بفعالية أقل عند الوصول لمناطق الخصم. السيتي أنهى عمليًا مهامه في الشوط الأول، ولعب الشوط الثاني من أجل التحضير لمباراة واتفورد في البريميرليج.




