في الوقت الذي انتظر جمهور كرة القدم قمة نارية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا وبايرن ميونخ مدمر برشلونة وقاهره بالثمانية، جاء ليون الفرنسي ليفسد المشهد ويُطيح بالفريق الإنجليزي.
ثلاثية لهدف، وتفوق شامل في الشوط الأول والاعتماد على المرتدات بنجاح باهر بفضل سرعات المهاجمين وعبقرية الوسط بقيادة حسام عوار، ومع مدرب يعرف جيدًا من أين تُؤكل الكتف.
صحيح تاريخ رودي جارسيا ضد بايرن ميونخ ليس جيدًا، فخسر 4 مباريات لعبها ضد العملاق البافاري منها مرة 6-1 وأخرى 7-1، لكنّه مع ليون يمتلك الحلول للفوز بالمباراة رغم صعوبة الموقف.
هل يكون ليون هو الحل؟ وكيف يتمكن رودي جارسيا من قهر بايرن ميونخ والوصول إلى نهائي فرنسي خالص في دوري أبطال أوروبا؟
بالعودة إلى مانشستر سيتي
Getty Imagesكيف تفوق ليون على مانشستر سيتي؟ كتيبة بيب جوارديولا تفضل الاستحواذ والسيطرة على الكرة مع الاعتماد على ضغط المنافس والاسترجاع السريع للكرة ولكنّه يمتلك عيبًا كبيرًا.
دفاع مانشستر سيتي يعاني كثيرًا في المرتدات، كما أنّ أطرافه ليست الأفضل وبالأخص في الرواق الأيسر، ولذلك كان الحل هي الكرات الطولية أو التمريرات الكاسرة للخطوط وراء خط ظهر كتيبة جوارديولا.
هنا سقط بيب، محاولات هجومية مستميتة لكن بلا فائدة بوجود خماسي في الخلف يعيق مهمة الأطراف بشكل كبير، مع مساحات كبيرة في الدفاع تحتاج فقط إلى أجنحة أو مهاجمين يمتلكون السرعة للوصول إلى مناطق المنافس.
هذه اللعبة التي يتميز ليون بالقيام بها قد تكون السبب في خروج بايرن ميونخ من الأبطال.
جارسيا .. مدرب وصفه الجمهور بالمهرج فوصل لنصف نهائي دوري الأبطال
بايرن ميونخ ورحلة قهر برشلونة
Gettyالمتابع لمباراة برشلونة وبايرن ميونخ سيجد أنّ البافاري اعتمد على نفس الطريقة، الهجوم المتهور والضغط في مناطق البلوجرانا بكثافة شديدة سواء من على الأطراف أو العمق، الكل يهاجم بضراوة ويكفي أن الهدف الخامس من صناعة الظهير الأيسر وتسجيل الظهير الأيمن.
ورغم قسوة النتيجة، لكن برشلونة في الشوط الأول وصل عدة مرات بسهولة لمرمى مانويل نوير من خلال لعب الكرات الطولية والأرضية خلف مدافعين البافاري، ولولا بطء لويس سواريز وعدم وجود أجنحة سريعة – أو أجنحة بصفة عامة – لربما كان البلوجرانا سجل أكثر من ذلك.
فبالنظر إلى دفاع بايرن ميونخ نجده مكون من أربعة لاعبين لا يلعبون في مراكزهم الأصلية، فجيروم بواتينج بدأ في مركز الظهير الأيمن لكنّه شغل مركز قلب الدفاع لفترة طويلة، وألابا ظهيرًا أيسر في الأساس وكيميتش لاعب وسط وألفونسو جناح قبل أن يكون ظهيرًا.
إذًا هناك مشاكل واضحة في الخط الخلفي يجعله أسوأ حالًا من فريق مانشستر سيتي ويمكن ضربه بسهولة، وحدث ذلك في مباريات بالدوري الألماني حتى وعانى فيها بايرن ميونخ كثيرًا.
الشيء المختلف فقط والذي سيجعل مهمة ليون أصعب، أنّ القدرات الهجومية لبايرن ميونخ أكبر من مانشستر سيتي، فهو فريق يهاجم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين ولديه معدل تهديفي مرتفع للغاية، عكس كتيبة بيب جوارديولا التي يهدر فيها جيسوس وستيرلينج أهدافًا والمرمى خال.
هل هناك أمل؟
Gettyرغم أنّ كفة بايرن ميونخ هي الأقوى دون شك والأرجح والأقدر على الفوز بالمباراة، لكن ليون خصم أصعب من مانشستر سيتي لأنّ الفريق الفرنسي لن يلجأ إلى الهجوم إلى عن طريق المرتدات، ولن يترك المساحات خلف ظهره بأي حال من الأحوال.
ليون لا يمانع أن يكون بايرن ميونخ الفريق المبادر والمسيطر على المباراة، وسوف يبذل كل ما لديه للعب على نقاط ضعف البافاري، ورغم حظوظه الضعيفة لكنّه قادر على خطف هدف أو ربما اثنين مع التكتل الدفاعي بكل ما أوتي من قوة.
وبوجود حسام عوار وإيكامبي وكورنيه وموسى ديمبيلي بجانب القائد ممفيس ديباي، فإن الأمور لن تكون سهلة كما يتصور البعض.
لو فعلها ليون، فستكون واحدة من أكبر مفاجآت البطولة وتجعل النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا من أغرب وأكثر النسخ غير المتوقعة في التاريخ.




