Jurgen Klopp Liverpool 2019-20Getty Images

لماذا تدهورت نتائج ليفربول منذ عودة اللاعبين من العطلة؟

على النقيض من الصورة التي كان عليها حتى بداية فبراير الماضي، تراجع أداء ونتائج ليفربول بشكل صادم بالنسبة لمشجعيه منذ عودة اللاعبين من العطلة الشتوية، إلى أن استفاق الجميع في "أنفيلد روود" على كابوس واتفورد وما تبعه أمس الثلاثاء بالخروج من كأس الاتحاد الإنجليزي على يد تشيلسي.

ويتساءل عشاق أحمر الميرسيسايد عن الأسباب التي أدت للزلزال الأخير، بعدما كان الفريق يسير بخطى ثابتة نحو الذهاب لأبعد مكان في كل البطولات التي يشارك بها، استكمالاً للنجاحات الأخيرة، بالفوز بالثلاثية القارية دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، كأول فريق إنجليزي يتوج بهذه البطولات في عام ميلادي واحد.

وبالنظر إلى الأسباب، سنجد أن أولها عامل الإرهاق الذي ضرب جُل اللاعبين بدون استثناء، ووضح ذلك من خلال الظهور الأول للفريق بعد العودة من العطلة الشتوية أمام نوريتش، بتحقيق الفوز بشق الأنفس في آخر 12 دقيقة، واستمر الانخفاض أمامأتلتيكو مدريدووست هام إلى أن جاءت انتكاسة واتفورد ثم تشيلسي.

وجاء الإرهاق نتيجة اعتماد كلوب على أسماء معينة بشكل متواصل كل أسبوع في الدوري الإنجليزي الممتاز، ونعرف جميعًا أن المدرب الألماني يعتمد على أسلوب المتقدم من الأمام في حالة الدفاع، وفي الهجوم، يعول على تقارب خطوطه بأقل عدد تمريرات في وسط الملعب، ومن ثم ضرب المنافس بخدعة في ظهر المدافعين لواحد من ثلاثي الهجوم، ومع الضغط المتواصل على لاعبيه المفضلين، بدأت تتفجر أزمة إرهاق اللاعبين بدنيًا وذهنيًا.

ومن النقاط السلبية الأخرى الواضحة في الفريق منذ العودة من العطلة الشتوية، اختفاء لمسة الإبداع والربط بين لاعبي الوسط وثلاثي الهجوم، حتى الظهير الأيمن ألكسندر أرنولد، هبط مستواه بشكل مفاجئ، ونفس الأمر بالنسبة لمفتاح اللعب في الجانب الأيسر أندي روبرتسون، ما أدى بالتبعية لانخفاض الفاعلية الهجومية للفريق أكثر من 50%، لأهمية الظهيرين في إستراتيجية كلوب الهجومية.

ليفربول وإنتر ورونالدو وأبرز المتضررين المحتملين بسبب كورونا

وتبقى القشة التي ظهرت ظهر كلوب في آخر مباراتين بالتحديد، غياب البديل السوبر الذي لا يقل جودة ولا كفاءة عن الأساسي، وأتحدث عن تفاوت المستوى بين القائد جوردان هيندرسون وجيمس ميلنر وكل بدلائهم بدون استثناء، بما فيهم البرازيلي فابينيو، الذي كان أشبه بالثغرة أو الحلقة الأضعف سواء أمام واتفورد أو تشيلسي.

Jurgen Klopp Andy RobertsonGetty Images

وعلى سيرة البدلاء، وضح أيضًا أن كلوب لا يملك حلول في الثلث الأخير من الملعب إذا كان صلاح وماني وفيرمينو خارج الخدمة، في ظل تأخر ديفوك أوريجي بكثرة جلوسه على مقاعد البدلاء، أو بالأحرى عدم تجهيزه لهكذا اختبارات وليالي صعبة، بجانب تأخر انسجام الوافد الجديد تاكومي مينامينو، الذي يبدو عليه أنه ما زال بحاجة لمزيد من الوقت للمنافسة على لعب دقائق أكثر مع الفريق الأول.

حتى كلوب نفسه، بدا عليه كل ملامح اليأس والإحباط خارج الخطوط في آخر مباراتين، عكس وضعه قبل قتل المنافسة على لقب البريميرليج، حيث كانت تخرج منه طاقة متفجرة تلهب حماس لاعبيه وتدفعهم على القتال حتى اللحظات الأخيرة، وكأن الطموح توقف بعد ضمان الفوز باللقب الغائب منذ 30 عامًا، أو اللاعبون شعروا أن الموسم انتهى بعد عودتهم من العطلة الشتوية، أو ربما هي لعنة الثقة الزائدة والشعور بالقدرة على تحقيق الفوز دائمًا وأبدًا بأقل مجهود، لذا ينبغي على المدرب مراجعة حساباته وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بوضع يده على الخلل الذي أصاب منظومته الجماعية، وإلا سيعاني كثيرًا أمام الهنود الحمر وسينتهي موسمه مع لحظة التتويج باللقب المحلي مع بداية الشهر المقبل على أقصى تقدير.

إعلان