Quique Setien, Barcelona logoGetty composite

كيكي سيتين.. حكاية رجل اختاره القدر لقيادة برشلونة

لم أكن أحلم بأن أكون مدرباً في المستوى الأعلى، هذه هي الكلمات التي عبر بها كيكي سيتين عن سعادته بالإشادة التي حصل عليها بعد أدائه المميز مع ريال بيتيس. المستوى الأعلى؟ وماذا عن برشلونة؟ حلم؟ ربما، ولكنه الآن بات واقعًا.

صاحب ثورة أحلام الفقراء في لعب كرة قدم جذابة لم يصبح ذاك الرجل الآن، اليوم هو مطالب بالمنافسة على لقب الدوري والكأس والسوبر ودوري الأبطال، وأي بطولات جديدة في حالة اختراعها، أنت مدرب لبرشلونة الذي أقال مدربًا لم يخسر الدوري ولا مرة، حدثني عن فارق الطموحات إذًا.

رحلة سيتين في الدوري الإسباني بدأت من بوابة لاس بالماس، المحطة التي خطف فيها الرجل الأنظار بكرة القدم الجذابة التي قدمها هناك، في الوقت الذي افتقد فيه برشلونة ذلك مع فالفيردي وفي الموسم الأخير للويس إنريكي، مما جعل مساحات التقارب بين الفريق الكتالوني وبين سيتين تزداد أكثر.

رحلته مع بيتيس جعلته يقدم كرة قدم أفضل، يفوز على ريال مدريد في سانتياجو بيرنابيو وبرشلونة في كامب نو، يقدم دروسًا في كرة القدم الهجومية أمام الكبار مع نتائج مميزة في البداية، قبل أن تتراجع نتائجه في المرحلة الأخيرة.

بالنسبة للتكتيك كان هو أكثر شيء تم الخوض فيه فيما يتعلق بسيتين، حيث أنه طالما ارتبط اسمه بكرويف وجوارديولا وجميع أبناء هذه السلاسة لتشابه كرة القدم التي يقدمها بما قدموه سلفًا، الأمر الذي قربه من برشلونة في أعين الجماهير والصحافة قبل أن تكون هذه الفرضية موجودة من الأساس.

سيتين يلعب غالبًا بخطة 4-3-3 علي الورق لكنها تتشكل على أرض الملعب، حيث أنه يظهر على المستوى الدفاعي بما هو أقرب لـ 5-3-1-1 بينما تتحول في الحالة الهجومية إلى 3-4-2-1 من خلال تقدم الأظهرة للأمام للقيام بدور الأجنحة بينما يقوم الجناح "الأيمن –الأيسر" بالدخول للعُمق فـيتحول للعب بثلاثي في الهجوم، شيء قريب مما يقوم به إنزاجي وجاسبريني في الـ 3/5/2 التي تجتاح إيطاليا حاليًا.

يعتمد مدرب بيتيس السابق على التقارب بين الخطوط الثلاثة، وكذلك اللعب بدفاع متقدم من أجل خنق الخصم وعدم ترك المساحة الكبيرة للمنافس، كما تقول تقاليد المدرسة الهولندية.

عند استخلاص الكرة والذي يفضل أن يتم مبكرًا تقوم الأظهرة بالارتداد السريع إلى الأمام في الوقت الذي يقوم فيه كل من الجناح الأيمن والأيسر بسحب قلوب الدفاع لترك مساحة خالية للقادمين من الخلف وتشكيل خطورة على مرمي الخصم.

في مواجهات برشلونة طالما قدم الرجل أوراق اعتماده كأحد أفراد عائلة الكرة الشاملة، حيث كان سيتيين يقوم بالضغط على لاعبي النادي الكتالوني في مواجهاته أمام البارسا من الأمام، مما يجعل تير شتيجن يمرر كرة طولية تنتهي عادة لصالح بيتيس مما يحرم البلوجرانا من بناء هجمة منظمة ولذلك تفوق على كتيبة إيرنستو فالفيردي وبجدارة.

كان ذلك مجرد مثال، وبمد الخط على استقامته تلاحظ أن هذه الفلسفة هي التي يعتمد عليها سيتين دائمًا، ولكنها تظهر بفاعلية أكبر أمام الفرق التي تعتمد على البناء من الخلف واللعب الأرضي بدءًا من حارس المرمى.

في الوقت الحالي يبقى هناك سؤالًا واحدًا؛ بعد النهاية الدرامية لتجربته مع ريال بيتيس وجلوسه في منزله منذ ذلك الحين وحتى الآن، هل يبدو كيكي هو الرجل الأنسب لخلافة إرنستو فالفيردي في برشلونة؟

الإجابة هنا ستمر بنقاط عدة، حيث أنه يبدو الأنسب نظرًا لطريقة اللعب، ولا يبدو الأنسب بالنظر إلى النتائج التي حققها بنهاية تجربته مع الفريق الأندلسي، يبدو الأنسب لفريق بات يبحث عن أي شيء ينهي مرحلة إرنستو، ولا يبدو الأنسب نظرًا لأن سجله يبدو أضعف من سجل فالفيردي نفسه قبل أن يتولى قيادة البارسا.

تقارير .. سيتين يقترب من خلافة فالفيردي في برشلونة

السؤال سيبقى شائكًا، ولن تجد له إجابة شافية، فقط سيعلن تولي الرجل المنصب عن مرحلة جديدة لبرشلونة بعد أن بدا الفريق شاحبًا وبات الكلام عنه مكررًا وبلا فائدة، وبالعودة إلى تاريخ برشلونة تجد أن قصصه مع المدربين لا ترتبط بماضيهم بقدر ما ترتبط بتوفر الأدوات اللازمة لتطبيق ما يريدون، وفوق ذلك بالطبع عنصرًا يرفع من كفاءة أي مجموعة، عرفته؟ هو الرجل الذي حافظ على فالفيردي في منصبه حتى الآن، لا داعي لذكر اسمه فهو بالطبع ليس جيرارد بيكيه.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0